سيبية يحس

walaa farouk · رقم المشاركة : ( 1 ) 28 - 04 - 2017, 09:08 AM

عارفين إحساس لما نكون في حالة صدمة ونلاقي اللي حوالينا بيحاولوا بكل الطرق يخرجونا منها، فيهم اللي يصبرنا بكلام وفيهم اللي يهزر وفيهم اللي يشدنا ننزل نخرج... كتير بنحس في اللحظة دي إننا عايزين نصرخ ونقولهم سيبونا في حالنا إنتوا مش فاهمين حاجة ...
- طيب إزاي نبقي فاهمين؟ إزاي نمهد للطفل مفهوم الموت, هنتكلم بقي نعمل إيه لما يتصدم من كلامنا أو يفقد فعليا حد بيحبه.
لما بنمر بأي صدمة بتبدأ الأول بالذهول والصدمة بعدها في مراحل بنمر بيها هنطبقها علي الطفل :
1- الإنكار :لأ محصلش, مش ممكن يكون سابنا ,بابا مستنينا في البيت, هيجي يخرجني...
2- الإعتراض والغضب :ليه بابا بالذات؟ ما كل الولاد معاهم باباهم, إشمعني إحنا؟
3- المساومة: طيب يا رب هدعي، ورجعلي بابا, أنا هعمل اي حاجة بس أشوفه...
4- الكآبه والحزن: عياط وزعل وإنهيار
5- التقبل: خلاص دي حاجة حصلت وفعلا تضايق بس الحياة هتكمل

تفتكروا خلال المراحل دي ممكن يبقي الطفل سلوكه إزاي ؟
يقولي لأ يا ماما إنت كدابه, لأ مش بنموت, يكلم الشخص اللي فقده في التليفون, ينكر أصلا القرابة، ويرجع يتكلم عليه بإسمه بدل ما يقول عليه بابا أو جدو, يضحك كتير, يبقي هيبر أوي, يبدأ يسأل كتير ليه وإشمعني؟, يفكر إنه هيعمل كذا علشان يرجع اللي فقده, يبدأ يعييط علي حاجات كتير ويخاف من حاجات مكنش بيخاف منها، ويخاف يفقد ناس أكتر, يتأكد طول الوقت إن اللي معاه عايشين, في الأخر يتقبل ويهدي ويتصرف علي أساس إنه فعلا ده واقع خلاص.

الغلطة الكبيرة اللي بنقع فيها هي إننا بنترعب علي ولادنا لدرجة إننا عايزينهم يتصدموا ويوصلوا لمرحلة التقبل بمنتهي الهدوء وده مستحيل يحصل!
للأسف بنفضل نعاند كل مرحلة في الأول مش بيعجبنا إنكارهم ولا إنهم بيلعبوا زيادة؛ فنفضل نوضحلهم حجم المصيبة اللي إحنا فيها علشان يحسوا شوية, يحسوا ويعترضوا، نقوم نقولهم حرام إرضوا, يعييطوا نقولهم إهدوا متعيطوش ده في مكان أحسن دلوقتي! مبنديش لأي مرحلة فرصة تعدي بنفضل نضغط في كل مرحلة علشان ننطها.
عمري ما هنسي طفلة كانت لسه في مرحلة الإنكار ودي مرحلة بيعملها الجهاز العصبي أصلا، لإنه مش متحمل يواجه الحقيقة دلوقتي, كان باباها متوفي فبدأت ترفض تقول بابا ودايما بتتكلم عليه بإسمه وبقت تجري وتضحك زيادة أهلها قرروا يقعدوا معاها يشرحولها الحقيقة تاني جسمها قاوم أكتر, قاموا ودوها لدكتور نفسي يشرحلها للمرة التالتة إن بابا مات؛ البنت فقدت النطق وفضلت تتعالج كتير جدا, كل ده علشان بس مصممين ميسيبوش المرحلة تعدي.

أول قاعدة وأهم قاعدة هي إنك تدي لطفلك مساحه يحس بمشاعره كامله, كتير أمهات بتجيلي الإستشارة تقولي إبني باباه لسه متوفي وبيعييط كتير عايزاه يبطل, أقولها إوعي تعملي كده.
طيب إحنا خلاص تقبلنا المرحلة، نتصرف إزاي؟
- مهم أوي لما الطفل يمر بموقف وخلاص إتكلمنا في كل اللي ممكن يتقال كمعلومات، زي إنه فقد جده وكلمناه عن فكرة الموت وممكن ندعيله و....
لما إبني يجي يعييط ويقولي:
- أنا عايز جدو
- أنا هدعي بابا يرجع
هو بيبقي عايز يقولنا "أنا زعلان وبعبر عن مشاعري "ومش محتاج كل مره يزعل نفضل نعيد الكلام ونقوله يا حبيبي ده جدو في مكان أحسن, يا حبيبي بابا مش هينفع يجيلك ده عند ربنا؛ الكلام ده بالظبط هو اللي الطفل فكر فيه وإفتكره قبل ما يعييط بس معرفش يطلعه غير في جملة صغيرة كلها زعل, ما دام المعلومات دى هو عارفها، يبقي ده وقت تنسي فيه الموقف نفسه وتتعاملي مع "المشاعر"
1- عرفي مشاعره: ياه شكلك زعلان، أنا حاسة بيك
2- تفهميها: أنا عارفة إنك زعلان علشان نفسك تشوف بابا
3- حسسيه إنه طبيعي: أنا كمان لما حد بيوحشني ببقي زعلانه
4- إسأليه: تحب نعمل إيه علشان تحس إنك أحسن؟
5- إديله إختيارات: محتاج حضن ولا عايز تقعد لوحدك؟
بس بس بس ,لما بنعيد المبررات والشرح أو ندي بدايل ملهاش علاقة زي تعالي هجيبلك حاجة حلوة ومتزعلش، الطفل مش بيرتاح لإن مشاعره محدش إتعامل معاها، فبيهدي شوية ويرجع يعييط تاني ونعيد الكلام تاني، ويفضل هو يا حبيبي مش مرتاح وحاسس إننا بنقاوم إحساسه، ومش عارف يعبر هو محتاج إيه، ونفضل إحنا حاسين بالعجز إننا خلاص قولنا كل اللي يتقال وساعات في الأخر بنتعصب عليه ونفتكره بيزيد فيها، ونقوله في إيييييييييييه ما خلاص قولنا بلا بلا بلا أعملك إيه؟!! فبيتكسر زيادة ويبقي حساس تجاه أي حاجة 😞

لما بنتعامل مع المشاعر وبنوصفها مع الوقت بيعرف يعبر، والأهم إنه يمكن لأول مره في حياته بشكل واضح وقوي بيوصله إن إحنا حاسين باللي جواه وده بجد بيجي علي الجرح ويداويه ❤
إنسوا الموقف وتعاملوا مع الإحساس بس.
لو حسينا إننا خلاص تقبلنا مشاعر الطفل وعملنا الخطوات، لكنه طول في مرحلة ومش بيتحسن مهم نلجأ لمتخصص.

إن شاء الله هرد علي كل أسئلتكوا الخاصة بموضوع المقال فقط وبعتذر لضيق الوقت مش هقدر أرد علي باقي الأسئلة 😊