الله يسمح بالآلام لصالحنا
مثل سفينة تتقاذفها أمواج عاصفة فتُحطِّمها ما لم يمسك بدفتها رُبَّانٌ محنَّك؛ هكذا أي إنسان تُحيط به المصاعب لابدَّ أن يجد روحه منكسرة، ورجاءه في الخلاص محطَّماً، ما لم يكن مُنقاداً بتعاليم الرب. فإذا وجدتم أنفسكم في مصاعب فأنا أقترح أن تستمعوا لي إذ أُقدِّم لكم - بأفضل ما في استطاعتي - تعزيةً تنبع من الكتاب المقدس.
مهما كانت مشاكلكم، فربما تكونون مقعَدين والفقر يُضيِّق عليكم، أو قد فقدتم مركزكم الدنيوي وهبطتم إلى مستوى معيشة حقيرة، وربما يكون المرض قد استنزف قوة أجسادكم، أو فقدتم أولادكم وأصدقاءكم، أو أنَّ اضطرابات العالم قد ثقَّلَت على أذهانكم وقلوبكم، وربما تكون أجسادكم وأعضاؤكم قد امتلأت بقروح الجُذام، وربما يكون معظم الناس قد أعرضوا عنكم؛ ومع ذلك فلا ينبغي أن تسمحوا لأنفسكم أن تُسحَقوا من جراء مثل تلك البلايا المُريعة، بل يجب أن تبحثوا عن السلام الداخلي في التعاليم الإلهية التي ستجدون فيها تعزيةً عن كل شيء يُضايقكم. فإذا استطعتم أن تَنْهلوا من تعاليم الرب كمثل رُبَّانٍ جيد يقود سفينته إلى سكون الميناء، ستجدون أنفسكم حينئذٍ مُنقادين إلى هدوء السلام الداخلي!
ينبغي ألاَّ تظنُّوا - يا أعزائي - أنه بسبب بُغضة الله لنا يفرض علينا مثل تلك العقوبات؛ بل بالحري لكي يُظهِر حبه لنا بواسطة أفعالنا البارة. والرب نفسه يتكلَّم في سليمان الحكيم قائلاً: «يا ابني لا تحتقر تأديب الرب ولا تكره (أو لا تَملُّ من) توبيخه، لأن الذي يُحبُّه الرب يؤدِّبه» (أم 3: 12،11). إنَّ الوالد لا يتردَّد في عقاب ابنه المُخطئ الذي يحبه ويعتزُّ به، والمعلِّم كثيراً ما يضرب تلميذه لكي يُقَوِّم سلوكه.