يجول يصنع خيرا ويشفي

walaa farouk · رقم المشاركة : ( 1 ) 27 - 04 - 2017, 09:32 PM

بعدما فرغ المسيح من موعظته الشهيره على الجبل، فأبتدأ ينزل من هناك فتبعته جموع غفيرة، فجاء أبرص ليسوع وفى الحال سجد له قبل أن يتكلم وبكل خضوع قال " يا سيد أن اردت تقدر ان تطهرني"، فهو لم يشك فى قدرة الرب على شفائه ولكن سَلَّم له كأنه يقول " لتكن مشيئتك أنت وليست مشيئتي أنا فى حياتي" .

فأول ما فعله المسيح هو " لَمسة " لَمَسهُ يسوع لأنه يعرف أن هذا الرجل بحاجه شديدة لهذه اللمسة فمن سنين لم يلمسه أحد فشعر بالوحدة، العُزلة والرفض..

فلمسة المسيح جاءت حتى قبل شفاء هذا الرجل لأنه يفهم احتياجنا الإنساني ويتعامل معه قبل أن يشفي مرضنا أو جرحنا وبعدها قال "أأريد، فأطهر" وفى الحين برأ من داءه.

يجول يصنع خيرا ويشفي

فبعدما أقام المسيح ابنة يايرس من الموت وفيما هو مجتاز وجده أعميان لم يذكر لنا الكتاب أسمائهم صارخين بصوت عظيم " ارحمنا يا ابن داود " فسألهم يسوع عن إن كانوا يؤمنوا بأنه يستطيع شفائهم فقالا " نعم يا سيد " فلمس يسوع أعينهما قائلاً "بحسب ايمانكما ليكم لكما" ففى الحال أنفتحت أعينهما وأبصروا الرب ومع أنه اِنتهرهما ألا يخبرا أحداً لم يقدرا بسبب فرحتهم الغامرة بالشفاء فأشاعوا هذا الخبر فى كل الأرض.

يجول يصنع خيرا ويشفي

وهو فى طريقه لنواحي صور وصيداء قابلته إمرأة كنعانية تصرخ " يا ابن داود ارحمني" لأن ابنتها كانت مجنونة فلم يُجبها الرب يسوع فى بداية الأمر وكانت تصرخ بشدة لدرجة أن التلاميذ تضايقوا من صراخها وسألوه أن يصرفها فأجابها يسوع " لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة "

وهذا ما كان اليهود يفتكرونه بكبرياء انهم الشعب الوحيد المحبوب لدى الرب الذى سيَخلُص بالمسيا المنتظر وهذا غير حقيقى وهو ما لم يقله يسوع أبدًا على الأرض

أما هي فلم تكترث لهذا الرد بل بكل تواضع سجدت له وطلبت المعونة للعتق هي وابنتها من هذا العذاب عذاب الخطية والحياة بلا رجاء فأجابها يسوع بما هو أيضاً معروف لدى اليهود أن الأمم هم كلاب فقال لها " ليس حسنًا أن يؤخذ خبز البنين ويُطرح للكلاب "

فكان يتمهل ليجعل اليهود يرون إحساناته ومحبته للجميع فأجابت وكأنها تقول نعم يا سيد بالصواب دعوتنى فأنا لست من شعبك المختار ولكن " نعم يا سيد! والكلاب أيضاً تأكل من الفُتات الذي يسقط من مائدة أربابها! "

ففى هذه اللحظة - لحظة التواضع والثقة فيه والرجاء وإيمان - امتدحها يسوع قائلاً " يا امرأة، عظيم إيمانك! ليكن لكِ كما تُريدين" فشفيت ابنتها ونالت طلبتها فأراد أن يعلم اليهود أن الأمم لهم نصيب وأنهم يسبقونهم إلى ملكوت السموات ..

يجول يصنع خيرا ويشفي

وفيما هو مجتاز فى وسط السامرة والجليل ذاهباً إلى أورشليم استقبله عشر رجال برص " ورفعوا صوتاً قائلين" يا يسوع، يا مُعلم، ارحمنا فنظر وقال لهم : اذهبوا واروا أنفسكم للكهنة" وفيما هم منطلقون طهروا.

فهو لم يلمسهم ولا نالوا الشفاء فى تلك اللحظة ولكن ليختبر إيمانهم فقط ومن المتوقع أن يكونوا كانوا متحيرين فى طريقهم للعودة لماذا سيذهبون للكهنة وهم لم يبرأوا من برصهم حتى تلك اللحظة ولكن كانت المفاجأة وهم فى الطريق شُفيوا فأكملوا طريقهم ليروا نفسهم للكهنة كما أوصاهم يسوع ولكن واحداً منهم وهو سامري لما رأى إنه شُفيَّ رجع يُمجد الله على ما حدث وسجد له فى إتضاع وخشوع شاكراً ما فعله فى حياته ولكن يسوع تَحيَّر إذ أبرأ العشرة من نفس المرض وواحداً منهم فقط هو من الأمم أختار أن يُرجِع المجد لصاحب المجد أولاً عوضًا فقط عن الإستمتاع بحياته الطبيعية بعدما شُفىَّ

يجول يصنع خيرا ويشفي

بينما كان يسوع يُعلم فى المجمع يوم السبت "وإذا بإمراة كان بها روح ضعف ثماني عشرة سنة وكانت منحنية "
تحنن يسوع ورق قلبه حين رأها ودعاها فى الحال معطيًا إياها أمل ورجاء قال " يا إمرأة، إنك محلولة من ضعفك "..

فمن هذه اللحظة أمر بفك أسرها من هذا المرض واضعًا يده عليها فأستقامت ومجدَّت يسوع ولأن هذا كان فى يوم سبت أغتاظ رئيس المجمع منتهراً الجمع بأن لديهم فى الأسبوع ستة أيام ليأتوا ويبرأوا فى المجمع ولكن ليس فى السبت فأجابه يسوع برد مُخجل لعجرفته وكبريائه قائلاً " هذه وهي ابنه ابراهيم وكانت مقيدة تحت هذا النير لسنين كثيرة منتظرة ذلك اليوم لكى تبرأ من دائها فأين كان هذا اليوم فهى أهم من الطقوس وتقديس السبت بجملته ..

يجول يصنع خيرا ويشفي