ألمقصودُ بِوحدانيّة الزواج، أن يَتَزَوَّجَ رجلٌ واحدٌ امرأةٌ واحدةٌ طَوالَ الحياة،
والعَكسُ صَحيح. فالزواجُ المسيحي ،يُساوي بين شَخصين، رَجُلٌ وامرأة، ويُوَحِّدُ بينهما.هذا هو إيمان الكنيسة
. وهو إيمانٌ يرى ركيزته الأساسية على ما رسمه الله في"البدء" عِندَ خَلقِ العالَمِ والإنسان، أمرٌ ردده السيد المسيح أمام مُحاوريه من الفريسيين الذين طرحوا عليه سؤالاً في الزواج والطلاق بُغية أن يُجرّبوه فذَكَّرَهُم بِإرادَةِ الله المُعلَنَة مُنذُ بَدءِ العالَم، قائلاً:
"في البدء ذكراً وأُنثى خلقهما، وقال: لذلك يترك الرجل أباه وأمّه ويلزم امرأته، ويصيران جسداً واحداً ومن ثمَّ ليسا هما اثنين بل جسد واحد"(متى19\5-7).
.كلامُ السيد المسيح هذا، أعادَ إلى الواجهة منطق الزواج السليم ونعني به الزواج الأحادي. وتجدرُ الإشارة إلى أن المسيح لا يتكلم هنا عن الزواج اليهودي أو المسيحي وحسب، وإنما عن الزواج عامةً: فَمِثالُ كُلِّ زَواجٍ هو الزواج الآحادي، أي الزواج الذي يجمع رجلاً بامرأةٍ واحدة ،وامرأةً بِرَجُلٍ واحدٍ مَدى الحياة. لماذا ؟
• لأن الاثنان يتساويان في الخلق وفي الكرامة: فللواحد ما للآخر
على مُستوى العقل والإرادة والحرية، حتى ولو اختلفا في الجنس: ذكراً أو أنثى.
• لأنهما يَصيران باتحادهما جسداً واحداً ومن ثمّ فليسا هما اثنين بعد:
.فالرجلُ وحده ناقصٌ، يحتاج لأن يُكَمِّل ذاته من خلال المرأة،" فهي عونٌ يُناسبُه"(تك2\18)؛
.وكذلك المرأة، فهي تبقى ناقصةً ولا تكتمل إلاُ بالرَجُل، فَهي مأخوذَةٌ مِن ضِلعِه (تك2\21).
• لأن الزواج هو هِبَة ذات، ولا يستطيع الإنسان أن يهب ذاته أكثر من مرة ،ولأكثر من شخص واحد.
وإلاّ يصبح الزواج انتهاكاً واضحاً لقاعدة التساوي بين الرجل والمرأة، وخرقاً مباشراً لقصد الله في الخليقة ، ومجرداً من كل أبعاده الإنسانية والروحية.