منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 03 - 2017, 08:52 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,851


كانت الأم ذات الأربعين عامًا قد أُصيبت بهُزال وارتفاع مستمر في درجة الحرارة، وزارت الطبيب الذي طلب بعض التحاليل والأشعات، فلمّا اطلع عليها أبلغها بتاثُّر أنها تعاني من سرطان في الدم، وأخفى كلٌّ من الأب والأم حقيقة المرض عن طفلهما ذات السنوات السبع، ولكن الطفل الذي لاحظ تغيُّرًا ما على حياتهم، بدأ في التساؤل عن سبب تردّد الأم على المستشفى، ولمّا لم يكن من بُد صارحته بحقيقة مرضها، وبدا الوجوم على وجهه الملائكي، ومن ثَمّ راح يسأل كثيرًا عن طبيعة هذا المرض، وقام الطبيب المعالج -بالاتفاق مع الأم- في شرح أسباب المرض وأعراضه وبروتوكول العلاج، والنتائج المُتوقَّعة سواء على المدى القريب أو البعيد، وتمادى الطبيب في صراحته حين قدّر المدة التي ستحياها الأم بحوالي الشهرين أو الثلاثة على أكثر تقدير.
وأدرك الطفل يومئذ أنه قد يفقد أمه بهذا في القريب العاجل، وتفرّس في وجوه الواقفين سواء أبيه أو أمه أو الطبيب وكأنه يبحث عن مخرج عندهم، غير أنه لم يرَ أيّة علائم تطمئنه، ومن ثَمّ تركهم مع الطبيب متجهًا إلى غرفته، وخشيت الأم عليه من تبعات الصدمة فتبعته إلى غرفته فوجدت بابها موصدًا، فلما اقتربت من الباب لتفتحه برفق سمعته يصلي، واستطاعت أن تميّز ما يقوله بصوت متهدّج: "يا بابا يسوع، أمي حكت لي عنك كثيرًا منذ سنوات، قالت لي إنك رحوم وإنك تحبني أنا وهي وأبي، وبالمثل أنت تعلم أن ثلاثتنا يحبونك، هل لاحظت أنني أحمل صورتك دائمًا معي وأضعها تحت وسادتي؟ هل تذكر أنني أصلي لك كل مساء وكل صباح؟ أنت تعرف أني أذهب إلى الكنيسة كل أحد ومعي آخرون من أصدقائي، وهل تذكر أنني دافعت عنك أمام أبانوب حين تفوّه بكلمة رديئة، وكيف بكّته ودافعت عنك؟ لي عندك طلب صغير وأعرف أنك لن تخذلني فيه.. ’اشفِ أمي سريعًا..‘، لا تدع أمي تموت.. فأنا أحبها وأحتاجها، هي التي تذاكر لي، وتعد لي الطعام، وتقبّلني عندما أستيقظ وكذلك عندما أنام، وتشتري لي الهدايا، وتروي لي القصص (مع أنها كثيرًا ما تسرح بي.. ما علينا..) ولكني أحب قصصها، تمدحني وتدعو لي. كما أنني لا زلت صغيرًا، لا أستطيع أن أقوم باحتياجاتي بنفسي. أنا أعلم أنك لن تردني، وأنك لا تريدني أن أبكي طوال الوقت، سأصلي لك كل يوم بل كل اليوم لأذكِّرك بطلبي هذا. أنا أعلم أن أطفالًا كثيرين يصلون إليك لترسل لهم الهدايا والحلوى، أنا لا أريد أيّة حلوى أو هدايا، فقط أريد أمي.. أمي وحسب، هل تفهمني؟ أمي فقط، دعها لي.. أنا أحتاجها أكثر مما تحتاجها أنت، فقد سمعت من صديق لي تُوفيت أمه كان الناس يقولون له إن الله يحبها ولذلك أخذها إليه، أنا أيضًا أحبها.. هي لن تفيدك في شيء ولكنها ستفيدني أنا في الكثير، وأنا أعرف أنك تحبني كذلك مثلما تحبها، فلا تفرح بها ويصبح سبب فرحتك هو ذاته سبب تعاستي..."
تسمّرت الأم في مكانها وأجهشت بالبكاء، وجرت مسرعة إلى حجرتها وتبعها زوجها إلى هناك ليقف على جلية الأمر، وبعد أن هدأت قليلًا روت له جميع ما سمعت، وهدّأ الزوج من روعها وطمأنها بأنه سيكون له شأن مع الطفل ليشرح له الموقف ويؤكد له على محبة الله. وجاء الطفل إلى أمه مسرورًا يحمل لها بشرى طفولية: "لقد طلبت من الله أن يشفيك، وأنا أعرف أنه سيسمع لي كما علمتيني، أليس كذلك؟". وأجابت الأم وهي تحاول إخفاء دموعها: أجل يا ابني أجل، هو كذلك كما قلت..."
منذ ذلك اليوم قرر الطفل أن يلازم أمه ملازمة تامة، فيما عدا سويعات الدراسة وإن كان قد غاب عن تلك كثيرًا أيضًا، ربما ليعاين بنفسه كيف سيشفيها الله. وصار يخرج ويدخل بمعيتها.. يأكل معها وينام إلى جوارها، ويقف لها على باب الحمام حتى تخرج، وكأنه الكلب الأمين الذي يلازم صاحبه دون تراخٍ أو ملل وحتى الموت. وفي الأوقات التي تجلس فيها في كرسيها، كان يستلقي على بطنه قدامها بينما يرتكز على مرفقيه ساندًا رأسه على راحتيه، شاخصًا لها طوال الوقت دون أن يشرد بعينيه يمنة أو يسرة. وأمّا الأم فكانت تنظر إليه في شفقة وأحشاؤها تئنّ عليه، وكان الطفل يفعل ذلك لأيام طوال أثناء مرضها. وذات مرة عاد الطفل من المدرسة، فلما اتجه نحو غرفة أمه وجد بابها مغلقًا، فلما همّ بالطرق عليه سمعها تصلي، واستطاع هو الآخر أن يميّز ما تقول.
كانت تبكي بحرقة وهي تصلي قائلة: "يا رب، أنت تعلم أن حياتي ليست ثمينة عندي، وأنا أعرف أن السماء هي مشتهانا، وأن الارض هي موضع الشقاء، وأننا سنموت جميعًا إن عاجلًا أو آجلًا، ولكني أخشى إن متُّ الآن أن يُصدَم هذا الطفل فيك، ويشعر أن كل ما لقنّته إيّاه من صفاتك الحانية واستجابتك للصلاة، وأكثر من ذلك محبتك للأطفال ودفاعك عنهم واحتضانهم، هو محض هراء. اِصنع بي ما تشاء، ولكن إحفظ ايمان ابنك هذا بغير شك."
وفي الموعد التالي لزيارة الطبيب وقّع الأخير الكشف على الأم، ثم تفحّص الأشعات مرارًا، وكذلك راجع التحاليل الطبية، ثم جلس في كرسيه ونظر طويلًا إلى الأم والتي كانت تنتظر ما يشبه حكم الموت، وتتخيل أن ذلك الحكم مُعلَّق بين شفتيه، ولكنها انتبهت له وهو يقول متأثرًّا وبثقة: "لا يوجد أثر للسرطان سيدتي".
وما أن خرجت الأم من حجرة الكشف، حتى جرى نحوها طفلها ليسألها عما قال لها الطبيب، فاحتضنته لحظتئذ بقوة، وقبّلته وهي تقول له: "حسنًا يا اِبني، لقد انتصر الله لك".
عفوًا... نسيتُ أن أذكر لكم أن اسم ذلك الطفل هو رافائيل...
رد مع اقتباس
قديم 19 - 03 - 2017, 12:15 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الله ينتصر لنا

مشاركة جميلة جدا
ربنا يبارك حياتك
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 03 - 2017, 05:48 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

الصورة الرمزية walaa farouk

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,851

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

walaa farouk متواجد حالياً

افتراضي رد: الله ينتصر لنا

ميرسى على مروك الغالى مرمر
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 04 - 2017, 10:22 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
MenA M.G Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية MenA M.G

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 123114
تـاريخ التسجيـل : Aug 2016
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 109,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

MenA M.G غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الله ينتصر لنا

قصة جميلة جداً .. طرح رائع
ربنا يبارك خدمتك
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ينظر الى الله الذى ينتصر على الضيقات
في الخدمة الذى يحب الله، يريد أ ملكوت الله ينتشر
الله الذي ينتصر علي الضيقات
الله ينتصر
لا تخف من الباطل أن ينتشر أو ينتصر (القديس البابا شنودة )


الساعة الآن 10:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024