القديسة البارة ثيودورة سيهلا الرومانية (القرن 18)
7 آب شرقي (20 آب غربي)
أعلنت الكنيسة الرومانية قداستها في العام 1992م. من قرية فيناتوري، في ناحية نيامتز في مولدافيا. تزوجت ولم يُرزق الزوجان ولداً فترهبا. لبست الثوب الرهباني في إسقيط فارسارست في ناحية بوزو. غزا الأتراك المنطقة وخربوا الدير. هربت وأمها الروحية باييسيا إلى الجبل حيث جاهدت جهاداً بطولياً في شروط مناخية قاسية وقاومت، بالصلاة، هجمات الأبالسة. إثر وفاة باييسيا تلقت ثيودورة من الله أمراً بالاستقرار في جبل سيهلا، غير بعيد عن دير نيامتز الشهير. على مدى ثلاثين سنة سلكت في سيرة شبيهة بسيرة القديسة مريم المصرية، في قلاية غادرها أحد النساك. منذ مطلع حياتها الرهبانية مَنّ عليها الله بموهبة صلاة القلب. كانت تقضي لياليها في الصلاة ويداها إلى السماء إلى أن تضيء الشمس وجهها. لم تعط لجسدها راحة إلا ساعتين في اليوم ثم تعود إلى جهاداتها. لا تأكل سوى مرة كل يومين، فقط قليلاً من الخبز اليابس مع نباتات برية وقليلاً من الماء يتجمع من المطر في حفرة في الصخر عُرفت، فيما بعد، بـ "نبع القديسة ثيودورة". كانت منقطعة عن كل تعزية بشرية، بمؤازرة النعمة الإلهية. وحده الأب بولس، معرف إسقيط سيخاستريا، كان يأتي إليها، من وقت لآخر، بالقدسات والنصح. فلما رقد بالرب أقامت وحيدة مُسلمة نفسها لعناية الله.
بلغ موضعها، يوماً، عدد من الراهبات لذن بالجبل هرباً من مذابح الأتراك. تركت لهن ثيودورة قلايتها، للحال، وأقامت في إحدى المغاور مواصلة نسكها لا يدري بأمرها أحد ولا تبالي بحاجات الجسد وهجمات الأبالسة العاجزة. مرة أخرى انقض عليها أتراك بعدما تاهوا في الجبل وكانت على ركبتيها في الصلاة. للحال انفتح حائط المغارة عجائبياً وأمكن ثيودورة أن تتوارى في الغابة. هناك عاشت كملاك وصلت بصورة متواصلة وروحها إلى الله.
استحالت ثيابها أسمالاً بمرور الزمن وتقلب الأحوال الجوية. ولكي يسد الرب الإله حاجتها إلى الطعام أرسل إليها عصافير تحمل الفتات من سخاستريا. ذات يوم لاحظ رئيس الدير هذه العصافير فأرسل، في إثرها، راهبين. وإذ أرشدهما ليلاً عموداً من نور بلغا معتزل قديسة الله التي كانت في الصلاة، جسدها مرتفع عن الأرض ووجهها متوهج كالشمس. طمأنتهما أنها امرأة لا شبح. وبعد أن دعتهما إلى إلقاء رداء لها تستر به عورتها، جعلتهما يدنوان منها. أطلعتهما على نمط حياتها وطلبت أن يُرسل لها كاهن يحمل إليها القدسات. في اليوم التالي، حضر الكاهن مع الأخوين. وما إن ساهمت القدسات حتى أسلمت الروح بسلام فيما فاح من جسدها عطر سماوي. انتشر خبرها بسرعة. دفق المؤمنون على مغارتها. حوالي العام 1830م جرى نقل ما تبقى من رفاتها إلى لافرا الكهوف في كييف. غير أن المواضع التي شهدت جهاداتها الطيبة بقيت مقدسة بالنعمة. ولا يزال العديد من المرضى، إلى اليوم، يُشفون إذ يشربون ماء من "نبع القديسة ثيودورة" في إسقيط سيهلا
القديسون الشهداء الأبرار ثيودورة وإفروسينوس الطبّاخ وثيودورة الإسكندرية