فالآن يا سيدى، اِسْمع صراخ عبدك وأنينه من داخل القلب، واسْمع كل الذين يصلّون معي الآن، أن تُعدّ شعبك للمَجد القادم، بالشهادة يوم الشهادة، ولا يَحزن يوم الفرح فينقلب الإيمان على رأسه. لا يا رب، لا يا رب، لا يصرخون ولا يولولون ولا يَحزنون أبداً، من أجل الموت القادم، أو من أجل الموت الحادث، بل يكون الميِّت بين أيديهم والفرح والسرور في قلوبِهم وعلى أفواههم، مثل الأم دولاجى الشهيدة المباركة أم الخَمسة. هذه الأم التِى قدَّمت أولادها واحداً واحداً للاستشهاد ثُمَّ تقدَّمت هي نفسها بعدهم لنفس الشهادة. آه يا رب، أين الأم دولاجى عندك؟ أين الخمسة؟ يا ليتك تستعلن هذا لكنيستك وشعبك، ليفرحوا في يوم الفرح، لا ليحزنوا ويكتئبوا ويشتكوا ويئنّوا ويطلبوا الإعفاء من الضيقات. يا رب، أعطِهم الفرح في يوم الفرح، ولا تَجعلهم يرتعبون من أجل إكليل الشهادة، ولا يَخافون ولا يَحزنون ولا يعملون ليوم الموت حساب.
آه، يا سيدى، اِسْمح وضَعْ في قلوب عبيدك بذرة هذه الصلاة بعينها، أن كل إنسان يصلِّى بِهذه الصلاة بعينها ، أن يتشجَّع هو ويُشجِّع كل إنسان له يعرفه أو قريبه أو ابنه أو أخاه، يُشجِّعه لكى ما يستطيع أن يقول الشهادة في حينها دون خوف أو تعب أو ارتعاب قط، لأن ملكوت السماوات مفتوح الأبواب الآن، ثَمنه رخيص: شهادة ودخول فورى في الحال. يا لبَركة الشهيد الذى يُقدِّم نفسه للاستشهاد، دخوله أكيد إلى الملكوت.
يا رب، علِّمهم، كما علَّمتَ آباءنا الشهداء العظماء الذين فرضوا أسْماءهم وسيَرهم على العالَم كله، بل فرضوا قِطَع أجسادهم.
آمين، يا رب اِِسْمع واستجب. ولربنا المَجد دائماً أبدياً، آمين .
11 - 04 - 2017, 10:15 PM
رد: ، اِسْمع صراخ عبدك وأنينه من داخل القلب
العرض العادي
