لا تتجاهل صوته

[walaa farouk]

وَجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ وَالصَّدُّوقِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ - متى 16

لقد اتفق الفريسيون والصدوقيون على تجربة الرب يسوع وطلبوه أن يُعطيهم آية من السماء ولم يدركوا أن هذه الآيات والعلامات تسبق مجيئه الأخير للدينونة، أمّا الآن فقد جاء ليخلّص لا ليدين، جاء ليقدّم علاماته وآياته في حياة الناس لأجل توبتهم وتغيير طبيعتهم الداخليّة. جاء ليُعلن تحنّنه على البشريّة ورحمته، لا ليستعرض قوّته وسلطانه أمام الناس فقط

في تعامله مع فرعون ارسل موسى فقدّم له مثل هذه العلامات الخاصة بالطبيعة ليُرهبه ويُدينه على قساوة قلبه أمّا مع احباؤه والذي يُريد أن يشفق عليهم فلا حاجة لمثلها.

لقد وهب الله الإنسان عقلًا يفكّر به ليميّز الأمور، فيستطيع أن يتعرّف على حالة الجو خلال العلامات الظاهرة في السماء، لكن للأسف لم يستخدم الفرّيسيّون والصدّوقيّون هذه العطيّة الإلهيّة لحساب ملكوت الله، مع أن بين أيديهم نبوّات الأنبياء تُعلن بوضوح عن شخص السيّد المسيح وأعماله الخلاصيّة. وها قد جاء في ملء الأزمنة رب المجد ليبذل دمه لخلاصنا فرفضوه ولم يعلموا انه وقت مقبول لرجوعهم إليه، صاروا يميّزون العلامات الوقتيه المادية، أما العلامات الروحية فلا يفطنوا لها ..
ليتنا لا نفعل مثلهم ويُعطينا الرب أذهان مفتوحة لكي نقدر أن نُميز الأوقات والأزمنة فلا نتجاهل صوته الذي يدعونا للخلاص دائمًا قبل فوات الأوان ..