رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية الكبادوك (+379م) 1 كانون الثاني غربي (14 كانون الثاني شرقي ) "يا أبانا باسيليوس، لقد حويت فضائل جميع القديسين. فأحرزت وداعة موسى وغيرة إيليا واعتراف بطرس وتكلم يوحنا في اللاهوت. ولم تزل بولس صارخاً: من يمرض ولا أمرض أنا. من يشكك ولا ألتهب أنا. فبما أنك ساكن معهم ابتهل في خلاص نفوسنا" (قطعة الأبوستيخين الثانية. صلاة الغروب) |
24 - 02 - 2017, 05:44 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية الكبادوك (+379م)
تراث قداسة ولد القديس باسيليوس الكبير أواخر العام 329م أو أوائل 330م. العائلة التي احتضنته كانت مميزة بتراثها وسيرتها ومواهبها ومكانتها. عنوانها كان التقى والولاء للرب يسوع. ولها الحياة النسكية فخر واعتزاز. جده من جهة أمه شهيد للمسيح وجداه من جهة أبيه معترفان. صودرت ممتلكاتهما ولجأا إلى جبال سبسطيا الأربعين وكانت الأيائل تطعمها كما جاء على لسان القديس غريغوريوس اللاهوتي (الحديث 20). ورد ذكرهما كقديسين في بعض التقويمات في 14 كانون الثاني. أما قديسنا فأنشأته جدته مكرينا الكبرى على الفضيلة لما كان عندها في منزل ريفي في قيصرية الجديدة في البنطس. مكرينا الكبرى كانت أيضاً قديسة تتلمذت على يد القديس غريغوريوس الصانع العجائب (17 تشرين الثاني). وقد شهد هو نفسه لها، في غير مناسبة. أنه لم ينس طيلة حياته ما خلفته في نفسه مواعظ جدته ومثالها الطيب. كذلك كان والداه مميزين. والده باسيليوس الأكبر كان فذاً في علمه، لاسيما في البيان والخطابة، راقياً في روحه. القديس غريغوريوس اللاهوتي يصفه بـ "معلم الفضيلة في إقليم البنطس". كانت له أملاك واسعة في ثلاثة أقاليم في آسيا الصغرى، وسرى اعتقاد بين الناس أنه صانع عجائب. أمه أماليا كانت ورعة صالحة جميلة بين النساء. وقد أنجب الزوجان عشرة أولاد، خمسة ذكور وخمس إناث. يعيد لهما في بعض التقويمات في 30 أيار. خمسة من أولادهما صاروا قديسين. فبالإضافة إلى قديسنا المعيد له اليوم، عندنا نكراتيوس و غريغوريوس أسقف نيصص و بطرس أسقف سبسطيا و مكرينا المدعوة الحكيمة. ويفيد القديس غريغوريوس اللاهوتي أن بقية أفراد الأسرة لم ينقصوا عن إخوتهم في سلامة الطوية والسيرة النقية ولو اختاروا الحياة الزوجية. |
||||
24 - 02 - 2017, 05:44 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية الكبادوك (+379م)
قيصرية الكبادوك كانت ولادة القديس باسيليوس في قيصرية الكبادوك. الكبادوك معناها "ذات المنظر المستدير". وهي ناحية شاسعة من نواحي آسيا الصغرى. تحيط بها أرمينيا من الشرق وكيليكيا من الجنوب وغلاطية وليكاؤنية من الغرب والبنطس من الشمال. الكبادوك تسمية أطلقها الفرس. قبل ذلك عرف سكانها بـ "السوريين" أو "السوريين البيض". طولها التقريبي حوالي 400 كلم. كانت تعتبر واحدة والبنطس. يصل بعض قممها إلى ما يزيد على الألف من الأمتار علواَ. فيها الكثير مما يشبه الأبراج الصخرية المسننة والبساتين. بردها في الشتاء قارص وحرّها في الصيف لاهب وربيعها طوفان وبرد ورياح شديدة. مشهورة بأحصنتها والتندر الساخر لشعبها. يتسم شعبها بالجد والصرامة والرقة في آن. كان يحلو لجيرانها أن يخبروا بشأنها أن أفعى لسعت كبادوكياً فماتت الأفعى. وكانت لسكانها لكنة فظة قاسية على آذان الهيلينيين. أما قيصرية فكانت العاصمة المدنية والكنسية لكبادوكيا. سكانها، في ذلك الزمان، كانوا في حدود النصف مليون. وهي مدينة مهمة فسيحة رخامية الأعمدة. غنية بقصورها. تزدان بالجنائن المعلقة. وتقع على الطريق الروماني الواصل أفسس بالمشرق. عند سفح جبل أرغايوس، وسينوبي ببابل والفرات. تجارتها واسعة مزدهرة. تتفاعل فيها تأثيرات حضارية شتى، فارسية وسورية وهيلينية. في هذا المناخ الطبيعي والإنساني والحضاري ترعرع قديسنا. |
||||
24 - 02 - 2017, 05:45 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية الكبادوك (+379م)
نشأة القديس ودراسته كان القديس باسيليوس معتل الصحة منذ طفوليته. وقد ذكر أخوه، القديس غريغوريوس النيصصي، أن مرضاً خطيراً أصابه وهو صغير كاد أن يقضي عليه لولا صلوات أمه وتضرعاتها. طفولته الأولى كانت في حضن جدته. كما ذكرنا، ثم اهتمت به أخته الكبرى مكرينا، رباه والداه على محبة الكلمةوجمال التعبير وحسن الأداء. فلما رقد أبوه تردد على دور العلم في قيصرية لبعض الوقت ثم انتقل إلى القسطنطينية وقيل إلى أنطاكية أيضاً. ويبدو أن احد معلميه كان ليبانيوس المعروف الذي شهد أنه كان يشعر بالغبطة كلما سمعه يتكلم. سنة 351م طلب العلم في أثينا حيث أقام خمس سنوات يدرس على كبار معلمي زمانه التاريخ والشعر والهندسة وعلم الفلك والمنطق والبلاغة والبيان والفلسفة والطبابة العملانية. ويظهر أن باسيليوس تمكن جيداً مما تعلمه وبرز فيه. |
||||
24 - 02 - 2017, 05:45 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية الكبادوك (+379م)
نقطة تحول في حدود السنة 351م، لما غادر القديس باسيليوس إلى أثينا لمتابعة دراسته تحولت أخته الكبرى مكرينا إلى البيت العائلي في "أنيسي" فحولته ديراً منشئة رهبنة نسائية. كانت قد التزمت العفة بعدما توفي خطيبها. وقد انضمت إليها والدتها أماليا التي أخذت تعامل إماءها كمساويات لها، ورافقها بطرس، أصغر الأبناء، فيما اعتزل نكراتيوس برفقة خادم في مكان ما من البنطس وسلك في الفضيلة. فلما عاد باسيليوس إلى قيصرية اكتشف تغييرات جمة حصلت في محيطه العائلي: قسم من أحبائه صار رهباناً! لم يبال أول الأمر. ويبدو أنه صار أستاذاً في البيان والخطابة في جامعة قيصرية حيث راج صيته فانتفخ. شواهده برمتها كانت من التراث الكلاسيكي الأدبي والفلسفي. فخشيت عليه أخته مكرينا واتهمته بالاستكبار واحتقار الناس والإدعاء. فأثر كلامها فيه ولكن ليس إلى حد تغيير وجهة سيره. كانت الحاجة إلى صدمة أكبر تصيبه فتخرجه من سباته وغروروه. وحلت به الصدمة! فجأة رقد أخوه نكراتيوس الذي كان يصغره بسنة أو اثنتين. وكان أكثر إخوته جمالاً وأشدهم بأساً وأحدهم ذكاء وأوفرهم مواهب. |
||||
24 - 02 - 2017, 05:45 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية الكبادوك (+379م)
خرج ليصطاد سمكاً فأعيد ميتاً. كأنما ضربته الصاعقة! لم تظهر عليه علامات المرض ولا كان ما يشير إلى إمكان وفاته. إذ ذاك بان لباسيليوس بطلان ما حصّله في أثينا وما سار عليه، فجلس عند قدمي أخته مكرينا يتعلم منها سر التخلي وحياة الفضيلة. ثم اقتبل سر العماد. معمودية الأطفال كانت ممارسة في ذلك الزمان، ولكن كانت ممارسة أيضاً عادة تأجيل المعمودية إلى سن متأخرة لأن الاعتقاد القوي كان أن من أزمع على المعمودية طلق حياة الخطيئة بالكلية وسلك في حياة الفضيلة وإلا خسر النعمة الإلهية. وقد روى القديس باسيليوس قصة هدايته في الرسالة 223 فقال: "بعد أن أمضيت زمناً طويلاً في الأباطيل وصرفت عهد شبابي في الكد والجد في تحصيل العلوم وبلوغ حكمة تنكرها الحكمة الإلهية، صحوت يوماً كما يصحو النائم من رقاد عميق، ولمحت النور الباهر المشرق من تعليم الإنجيل. فعرفت بطلان الحكمة التي كنت قد تعلمتها وأدركت فراغها وزوالها وأسفت أسفاً شديداً على ما مر من عمري حتى الآن... فتشت عن صديق يدلني على طريق التقوى... وأصبح جل اهتمامي أن أعمل على إصلاح أخلاقي بعد أن أفسدها طول اختلاطي برفقاء السوء. ثم قرأت الإنجيل ورأيت أن لا سبيل إلى بلوغ الكمال إلا بأن يبيع المرء ما له ويعطي الفقراء نصيبهم ويتخلى عن مطامع الحياة جميعا حتى لا يبقى للنفس ما يعكر صفوها من كل ما في الدنيا..."
|
||||
24 - 02 - 2017, 05:45 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية الكبادوك (+379م)
نحو الرهبنة اتصل باسيليوس بأفسطاتيوس السبسطي الذي كان معروفاً، يومذاك، في الأوساط الرهبانية، بنظرياته وطريقته المتشددة. ولعل إرشادات أفسطاتيوس هي التي شجعته على القيام برحلة إلى المراكز البارزة للحياة الرهبانية في العالم المسيحي. مصر وفلسطين وسوريا وبلاد ما بين النهرين فزار كبار المتوحدين المعروفين في ذلك الزمان كما أقام في الأديرة المعروفة. أذهله تقشف النساك وعكوفهم على الصلوات الطويلة. والحق أن رحلته هذه نفعته نفعاً كبيراً. إذ أنه أطلع على مختلف أنماط الحياة النسكية ووقف على مبالغات بعض الرهابين التي اعتبر، كما ذكر هو فيما بعد، أنها تتخطى حدود الحرص والحكمة. كذلك مكنته المعطيات التي اجتمعت لديه من تبين مخاطر العزلة الكاملة وضرورة إيجاد طريقة تجمع، في آن، ما بين المرونة والدقة بحيث تحافظ على خير ما هو موجود وتنمية وتجتنب ما هو مشكوك فيه وتلغيه. فلما عاد إلى بلاده في الكبادوك بدا مستعداً للخوض في خبرات وتأملات رهبانية أبرزت اتجاهاته الشخصية في هذا الشأن. |
||||
24 - 02 - 2017, 05:45 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية الكبادوك (+379م)
رهبنته اختار القديس باسيليوس، بعد جهد، مكاناً اعتبره أكثر الأمكنة التي عرفها ملاءمة للحياة الرهباينة: أيبورا الواقعة على ضفة نهر إيريس مقابل "أنيسي: حيث أنشأت أخته مكرينا ديرها. هكذا وصفه: "... مكان يتوافق تماماً ورغبتي الشديدة في النسك والعزلة... هناك جبال عالية تكسوها الأشجار المختلفة، تشق سفوحها وأعماقها وديان متعرجة. تنبسط عند أقدامها سهول خصبة تتفجر منها أنهار وجداول... مثل جزيرة لا يضاهيها جملاً وروعة ولا حتى جزيرة "كالبسو" التي تغنى بها هوميروس. وعلى مرتفع، وسط هذه البقعة، يقوم منسكي الذي يشرف على كل تلك الأرجاء... النهر يجري هادراً وتنظر الأزهار المتنوعة وتسمع تغريد الطيور الممتزج بخرير الماء. لكن المهم... تلك العزلة التي أتمتع بها... بعيداً عن ضجيج العالم. ولا يأتيها الزوار إلا نادراً. لم يُقم باسيليوس في المكان وحيداً. انضم إليه بعض طلاب الحياة الرهبانية وكذلك، ولو بعد تردد، صديقه الصدوق القديس غريغوريوس اللاهوتي. ذكر باسيليوس ما كان يقوم به في الموضع فحصر اهتماماته في أربعة: الاختلاء، الصلاة الممتزجة بالنشيد والتسبيح، قراءة الكتاب المقدس وكتب الآباء والتأمل. ولكن، تحدث سواه عن نسكه فأورد أخوه القديس غريغوريوس النيصصي أنه "لم يكن يملك إلا رداء واحداً وثوباً واحداً وخشبة وبساطاً يفرش على الأرض. وكان يأكل فقط الخبز والملح والأعشاب البرية ويشرب، ليطفئ ظمأه، الماء العذب النابع من الجبل.وهكذا، هذا الإنسان الذي تربى في الغنى والبحبوحة كان في هذه العزلة ناحل الجسم، شاحب الوجه بسبب الصوم. عائشاً دون امرأة ودون خيرات البتة. كما أضحى دون لحم يغطي جسمه ودون دم يجري في عروقه..." وقد ورد أن باسيليوس وصديقه غريغوريوس كانا يعملان بأيديهما ويحملان الحطب وينقلان الأثقال وأن آثارها بقيت على أيديهما طويلاً. كذلك قيل أن الخبز الذي اعتادا تناوله كان جافاً وشيء الصنع وشاق المضغ. |
||||
24 - 02 - 2017, 05:46 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية الكبادوك (+379م)
كان القديس باسيليوس في رهبنته، ويمكنك القول في حياته، عنيفاً حيال نفسه. كان يطيب له أن يستشهد بمتى الرسول القائل: "ملكوت السموات يُغصب والغاصبون يختطفونه" (12:11). فولاذي المعدن كان. بعض المعلقين قال أنه بدا في مشيته كما لو كانت الأرض ملكاً له. وما سار عليه طالب به رهبانه. لم يطلب من الآخرين غير ما التزم هو به. اهتم القديس باسيليوس بالرهبنة المشتركة ووضع لها قواعد تحكمها. ولنا منه القوانين المطولة الخمسة والخمسون والقوانين المختصرة الثلاثمائة والثلاثة عشر. موهبته كمشرع كانت فذّة. لكنه لم يغفل أهمية المناسك قريباً من الأديرة المشتركة. |
||||
24 - 02 - 2017, 05:46 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية الكبادوك (+379م)
كهنوته قيل عن القديس باسيليوس أنه صار قارئاً في حدود العام 359م وشماساً سنة 360م بيد أساقفة ديانوس، وربما لاونديوس. على أن ثمة من يذكر أن الذي سامه شماساً كان القديس ملاتيوس الإنطاكي. ثم جعله أفسافيوس القيصري كاهناً سنة 362 أو 363م. وصار رئيس أساقفة قيصرية سنة 370م. علاقته باٍلأساقفة كثيراً ما كانت موجعة. ديانوس الضعيف وقع دستور إيمان هرطوقياً فقطع باسيليوس الشركة معه لبعض الوقت. وأفسافيوس الذي سامه كاهناً اصطدم به مرات. هذا الأخير كان موظفاً قبل أن يصير أسقفاً. وكان كثير الاهتمام باللياقات والاستقبالات، ودون باسيليوس معرفة إن بالإلهيات والإداريات أو بالتشريع ورعاية النفوس. لذلك كان الرجلان يتجادلان باستمرار. الغيرة استبدت بالأسقف إلى حد أنه لم تعد تُعرف أسباب الخلاف بينهما. فعاد باسيليوس إلى إيبورا. وقد راودته فكرة الوقوف في وجه الأسقف، وحتى مقاومته، لكن كان لصديقه القديس غريغوريوس اللاهوتي دور المهدئ فسكت ولو على مضض. وما لبث أفسافيوس الأسقف أن استدعى باسيليوس من جديد لحاجته إليه إثر تولي والنس الآريوسي السلطة (365م). القديس غريغوريوس اللاهوتي توسط فكتب لباسيليوس قائلاً: "عجل بالرجوع إلى قيصرية. الأسقف يبدي نحوك العواطف الكريمة المتوسلة... أعداء الإيمان القويم ينشطون.... الحقيقة في خطر". |
||||
|