خوف لابس قناع

[Rena Jesus]

خوف لابس قناع




أنا اكتشفت إني بخاف من نفسي، كان خوف خفي ما قدرتش أميزه أو أشوفه، خوف كله ضلمة، خوف لابس قناع غريب وبيسمي نفسه بأسامي كتير، مرة سمى نفسه الشغل ومرة تانية سمى نفسه المتعة وعارفين! كان بيسمي نفسه ساعات الدين أو التدين، أي حاجة تاخدني بعيد عن نفسي وتمنع لقاء الصلح بيني وبين نفسي.

لقيت نفسي مش عارفة مالي، تايهه قوي ومش عارفة أفكر، كل ذكرى صعبة عايزة تاخدني عندها شوية، تعبانة من الجروح ومافياش طاقة حتى أفتكرها، باهرب من نفسي عشان ماعندهاش غير الجروح والماضي والتعب، زهقت من نفسي كل كلامها رثاء وأنين، كل مشاعرها اجترار لآلام الماضي وياريت الحكاية بتنفع أو بتعالج.

نفسي أوقف سيل الأفكار الحزينة، وعايزة أدوس"stop" على رثائي لذاتي وأبطل ألعق لجروحي، لكن كمان مش عايزة أكتم دموعي ومش عايزة أحبس الطفل اللي جوايا أكتر من كده. طول عمري شخصية بتقول لنفسها عيب وغلط، واقفالي بالمرصاد، إوعي تبكي، إوعي تضيعي وقت في الحزن، اللي بيبكي جبان وبني آدم فاضي وبيدلع، فهمت إن المشاعر دي عيب ودلع وشغل عيال فكانت النتيجة إني فضلت عيلة فعلاً، والطفل اللي جوايا ماكبرش أو كبر بجسمه بس، صعب تحس إن المسؤولية اللي المفروض انها تقويك حمل عليك، صعب تشوف أبسط الأمور في حياتك من مهام يومية زي غسيل الوش والأكل...الخ ضغط كبير، شايفين الكبت بيعمل إيه !
فضلت أحبس مشاعري وأقولها عيب ومايصحش لغاية ما خرجت مني غصب عني ومن غير أي سيطرة. أنا فضلت أهرب من نفسي ومن الصورة الأولى اللي ربنا خلقني عليها لغاية ما تاهت مني، وحاساها دلوقت عايزة تعاقبني على كل وقت فات كتمتها بكلمة " اخرسي".
ودلوقت قدامي طريقين، إما أفضل هاربانة من نفسي وحاسة بالذنب طول عمري وشايفة جلسة الصلح جبل وعبئ كبير، أو إني آخذ المجازفة وأتصالح معاها.

بس ايه يضمنلي إننا نتصالح في الآخر؟

مش يمكن تكرهني أكتر؟ أو يمكن تحدفني بطوبة من جراح الماضي وتجلدني أكتر؟ أنا مش عارفة هي ممكن تعمل فيا إيه! ياترى هاتقبلني؟ ياترى هاتفهمني وتحتويني؟!!

شايفة الفجوة كبيرة قوي بيننا وسفر سنين، لكن البديل صعب ومخيف جدا،
أنا عشت عمري اللي فات أجلد نفسي ومش عايزة أعيش اللي جاي أهرب منها، أنا مش عارفة أعيش بعيد عنها، نفسي أقولها وحشتيني، نفسي أحضنها وأطبطب عليها، نفسي أشجعها وأحتوي ضعفها، لكن يظهر دا مش هايحصل من غير ما نتقابل ونتعاتب، عارفين نفسي في إيه كمان؟ نفسي في شخص تالت يحضر الجلسة دي، شخص أثق في حكمته وصلاحة وخبرته، شخص يعرفني كويس ويعرف كمان نفسي "الغريبة عني من سنين"،
مين يعرفني ويصالحني على نفسي؟ مين يصالحنا على بعض بمنتهى العدل مين غير قسوة أو رثاء للذات؟

بصراحة أنا تعبت من الخوف وقررت أواجه نفسي، هايحصل إيه يعني؟ ماخبيش عليكوا المجهول مخيف وانا عشت كتير بعيده عن نفسي أو اتعودت على كده رغم صعوبة وألم الحياة اللي بالشكل دا. عشت في كدبة كبيرة اسمها "ان نفسي هي عدوي"، لكن حتى لو كان، أنا هاواجه عدوي، أصل احنا عايشين مع بعض على طول فالأحسن لينا نتصالح.
دي مش مذكرات واحدة تعبانة أو حتى نصيحة للأيام، دا اكتشاف الحياة، سر السعادة، عمق الكون كله، إني أتصالح مع نفسي.
وعشان دا يحصل ممكن جلسة الصلح دي تبقى جلسات والموضوع يطول شوية، لكنه في نفس الوقت يستاهل إني أديله وقت واهتمام. أنا بدأت أتقابل مع نفسي في الكلمتين اللي فاتوا دول لكنهم مش كفاية،أنا شايفة إني متشجعة قوي أتكلم مع نفسي كمان ومطمنة ليها أكتر.

كان خوف كداب ولابس أقنعة لكني مديت إيدي ونزعت أول قناع.

[walaa farouk]

موضوع رائع يا رينا

[Rena Jesus]

ميرسى لمرورك الغالى

[Mary Naeem]

موضوع مميز
ربنا يباركك

[Rena Jesus]

ميرسى لمرورك الغالى