منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26 - 12 - 2016, 06:29 PM   رقم المشاركة : ( 15491 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,229

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد،ولا الابن، إلا الآب.

الاب متي المسكين شرح اثناسيوس

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل الابن لا يعلم اليوم والساعة شرح القديس اثناسيوس

أمَّا من جهة القدرة على المعرفة المطلقة بالكليات بحسب طبيعة الابن، فمعلوم يقينًا أن كل ما يعمله الآب يعمله الابن، فجوهر الطبيعة واحد في الآب والابن؛ إنما الذي حجز المعرفة عن الابن هي مشيئة الابن نفسه في التخلي، أو الإخلاء، الذي استخدمه ليظهر في الهيئة كإنسان لتكميل الطاعة حتى الموت أولاً؛ وبالتالي ليستطيع أن يقول عن حق إنه لا يعلم تلك الساعة!! أي بخصوص أعمال ما بعد الفداء، أي فيما يخص الدينونة، في حين أنه كان عالمًا تمامًا بساعة موته على الصليب «قد أتت الساعة ليتمجَّد ابن الإنسان» (يو 23: 12). وهكذا يظهر تمامًا أن معرفة الابن كانت تُستمد من الآب في حدود الرسالة الموضوعة أمامه، وإلاَّ يستحيل فهم طاعة الابن للآب.

نظرة أثناسيوس – من جهة بشرية المسيح – نحو معرفة اليوم والساعة الأخيرة، (بخصوص ما جاء في إنجيل مرقس 32:13، لوقا 52:2):

وهي النصوص التي اعتمد عليها الأريوسيون في تدعيم ادعائهم أن المسيح كابن الله وكلمته، وحتى من جهة لاهوته، كان يجهل تحديد ميعاد اليوم الأخير وبالتالي التاريخ المستقبلي.
وكان رد أثناسيوس في حديثه الثالث ضد الأريوسيين الذي استغرق اثني عشر فصلاً متصلاً([1])، والذي كان محور الدفاع فيه أن ما جاء في الإنجيل بهذا الخصوص لم يكن عائداً على”اللوغس“ كلمة الله في ذاته كابن الله، فهذا افتراء! ولكن كان منصبًا على الابن المتجسِّد في حالة تجسُّده كابن الإنسان.


ويمكن تلخيص ما جاء في هذا الدفاع في النقاط الآتية([2]):

1 – قول الرب: «وأمَّا ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلاَّ الآب»، لم يذكر الروح القدس؛ فإذا كان الروح القدس يعلم باليوم والساعة، فالابن يعلم بهما باعتباره ”الكلمة“، لأن الروح القدس يأخذ مما للمسيح.

2 – إذا كان الابن يعرف الآب، فحتمًا يعرف كل ما يعرفه الآب.

3 – إذا كان الابن له كل ما للآب، فحتمًا يعرف اليوم والساعة.

4 – الذي خلق كل الأشياء، يعلم متى تنتهي، والذي كان يعلم علامات ما قبل اليوم والساعة بدقة، لم تكن تُخفى عليه الساعة نفسها (إلاَّ بإرادته وحده).

5 – المسيح كان يعلم ولكن ليس بصفته ابن البشر (متى 42:24)، فكان هنا يتكلَّم بشريًا.

6 – المسيح قال إنه لا يعلم، لأن في ذلك منفعتنا، حتى نكف عن حب استطلاع المواعيد، كما جاء في سفر الأعمال 7:1.

7 – كما كان يتقدَّم في القامة والحكمة عند الله والناس، كذلك كان اللاهوت يُستعلن فيه أكثر فأكثر بتقدم الزمن.

ولقد احتدم الجدل اللاهوتي حول هذا الموضوع عند الآباء بعد أثناسيوس، ولكن ظل معظم الآباء اللاهوتيين على رأي أثناسيوس. لكن يلزمنا هنا أن نوضِّح رأينا في الخلفية اللاهوتية الدقيقة، التي كان يتحرَّك فكر أثناسيوس في إطارها، فالجهل باليوم أو المعرفة به لم تكن متصلة بمفهوم طبيعته، لأن اللاهوت والناسوت في المسيح لم يعتريهما افتراق لا لحظة ولا طرفة عين، في كل ما يختص بشخصه وفكره وقوله وعمله ومعرفته؛ ولكن الذي كان يتغيَّر وينمو هو ما يختص برسالته.

فرسالة التجسُّد التي تختص بالفداء وتنتهي عنده، ليس لها أن تتداخل في رسالة الدينونة، وهذا أوضحه الرب بقوله: «إن ابن الإنسان لم يأتِ ليدين العالم بل ليخلِّص العالم»، مع أنه في موضع آخر قال إن الدينونة أُعطيت للابن: «لأن الآب لا يدين أحدًا بل قد أعطى كل الدينونة للابن» (يو 22:5)، وهنا يتضح أن للخلاص زمنًا وعملاً وحدودًا، وأن للدينونة زمنًا وعملاً وحدودًا، وأن الابن – كما أُرسل للفداء – سيُرسَل للدينونة، وكلا الإرساليتين من الآب. فالابن، وهو في حال عمل الفداء، له أن يقول -عن حق- بمقتضى التدبير إن يوم الدينونة والساعة الأخيرة ليست حالئذ في دائرة عمله، أي لم يُعطَ بعد عملها -من الآب- وبالتالي ميعادها.

لأن المسيح أوضح جدًّا في مواضع سابقة، أنه لا يعمل إلاَّ كما يريه الآب، وكما يعلِّمه الآب، وكما يقول له الآب، ومن نفسه هو لا يعمل شيئاً! «الحق الحق أقول لكم لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئًا إلاَّ ما ينظر الآب يعمل. لأن مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك» (يو 19:5). وهذا من صميم مفهوم الإخلاء، حتى يكمل كل حدود الطاعة حتى الموت على الصليب.

وهكذا يتضح تمامًا أن المسيح بقوله إن”الابن“ لا يعلم ذلك اليوم ولا تلك الساعة إلاَّ الآب، إنما يتمشَّى تمامًا مع رسالة الابن وهو لم يكمل بعد رسالة الفداء على الصليب.

ويمكن تلخيص نظرية أثناسيوس من نحو هذه القضية في جملة عقائدية مختصرة وبديعة نضعها هكذا:

إن المسيح، إذا شاء، يعلم كما يعلم الله، وإذا شاء، يجهل كما يجهل الإنسان!! أو أنه كان يعلم كالله ويجهل كإنسان إنما حسب ضرورة الفداء، لأنه لمَّا تجسَّد لم يفقد شيئًا مما هو له كإله، ولا أخلَّ بما هو للإنسان. فلمَّا قال: «إن الابن لا يعلم هذا اليوم ولا تلك الساعة»، أثبت كمال ما هو لتجسُّده في حدود رسالة الفداء التي تنتهي عند ساعة الصليب، وليس عند ساعة الدينونة، ولكن جهله بساعة الدينونة باعتباره الذبيحة التي تتهيَّأ للموت على الصليب، يزيد من عظمة إخلائه لذاته، وهو كإله أُعطي كل الدينونة.

ولا يغيب عن بالنا قط، ونحن في هذا المضمار، أنَّ من دوافع التجسُّد الأصيلة قبول الجهالة التي للإنسان: «مولوداً من امرأة تحت الناموس»، حتى يستطيع أن يكمِّل الناموس، أي أن اتجاه التجسُّد هو إلى التواضع والتنازل إلى كل ما هو للإنسان، وليس التطلُّع إلى التفوُّق والامتياز الذي”للكلمة“، بالرغم من أنه استخدم هذا التفوُّق والامتياز الإلهي الذي للكلمة، الذي هو لاهوته، عند الضرورة في لحظات المصادرة أو لإثبات شخصيته والإعلان عن رسالته.

ويكرِّر أثناسيوس أنه في كل تصرُّف من هذا القبيل أو ذاك، إنما كان الدافع الوحيد هو: [من أجل منفعتنا]([3]) أو كما يضعها أثناسيوس في صيغتها اللاهوتية دائمًا هكذا: [من أجل التدبير]، قاصدًا تكميل العمل الخلاصي الذي تجسَّد من أجله. فكما أن المسيح تجسَّد من أجل التدبير Economia، كذلك فإن جهله لليوم وللساعة الأخيرة هو من أجل التدبير سواء بسواء، لأن على قياس وغاية التجسُّد يتحتَّم فهم كل عمل وقول وتصرُّف أتاه المسيح، وكل تدبير هو -من جهة- يقوم على حجب اللاهوت في محدودية الناسوت، ومن جهة أخرى يقوم على استعلانه اللاهوت من داخل محدودية الناسوت، ولكن كلاًّ في موضعه، بحسب حدود دور الرسالة التي جاء يكمِّلها في طاعة الآب

المرجع

الأب متي المسكين – حياة أثناسيوس الرسول – القسم اللاهوتي – الفصل السادس – النظرة للمسيح كإنسان


Athanas., Discourse II. 6.

Athanas., Discourse III, 42-53.

N.P.N.F. Series II, vol. VI, p. 416
 
قديم 26 - 12 - 2016, 06:32 PM   رقم المشاركة : ( 15492 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,229

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

7 اسباب لموت يسوع علي الصليب دحض نظرية الاغماء

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اسباب لموت يسوع علي الصليب

هناك من يقول ان يسوع لم يمت. وقد وضعت عدة نظريات للتدليل علي هذا. من ضمنها ما يسمي بالاغماء. والتي تقول ان يسوع يبدوا انه كان ميت لكنه لم يكن ميت. فقد استيقظ يسوع وفك رباطه . لكن نجد ان هذه النظرية “الإغماء” لا تصمد أمام الحقائق المتعلقة صلب يسوع.

هناك سبعة اسباب لدحض نظرية الاغماء والتاكيد علي موت يسوع علي الصليب:-

1- الجلد Scourging:

قبل الصليب، أمر بيلاطس البنطي ان يتم جلد يسوع. وقد حدث الجلد من خلال سوط روماني هذا السوط يتكون من مقبض حوالي 8 بوصات الي 12 بوصة معلق بها احزمة جلدية بطول 24 بوصة طويلة معلق علي نهاية كل حزام. كرات (التي بدت شيئا مثل الحدائد)، وقطع حادة من المعدن، شظايا العظام، الزجاج المكسور،

أو الصخور الحادة. وكانت هذه النهايات تخترق جسد يسوع ، وتدخل بعمق في الانسجة ثم تسحب خارجاً بعيداً عن الجسد ويضرب مره اخري فلك ان تتخيل مدي تاثر جسد يسوع بهذا .

وقد وصف يوسابيوس في القرن الرابع وصف الجلد :قائلاً متى جُلد الشخص يتهرأ جسمه، وتظهر أحيانًا شرايينه وبعض طبقات جسمه الداخلية .

Those standing around were struck with amazement, at seeing them lacerated with scourges, to their very blood and arteries, so that no flesh concealed in the very inmost parts of the body, and the bowels themselves were exposed to view.

2-فقدان الدم Blood Loss

كان التعذيب الوحشي يفقد قدره الشخص علي البقاء علي قدي الحياة .بسبب فقدان الضحية الدم .فيصاب بما يسمي صدمة نقص حجم الدم.وهذا يجعل دقات القلب تنبض بسرعة لمحاولة تعويض المفقود من الدم .وضغط الدم ينخفض مما يجعل الضحية في ضعف وانهيار.وتتوقف الكليتين للحفاظ علي اكبر قدر من حجم الدم الممكن .لان الجسم يحتاج الي سوائل بشكل كبير.

3-المسمار الروماني في القرن الاول Roman nail

بعد الضرب والجلد علق يسوع علي الصليب .ووضع يديه بشكل افقي علي الصليب .وتم مسمرتهم بمسامير حوالي 5 الي 9 بوصة طويله في كلاً من المعصمين .وهذا يخلق الم غير عادي .ووضع مسمار في القدم .ووضع القدم بوضع غير مريح .وعندما يتالم الضحية فان كتفيه واحيانا المرفقين .يصبحون عديمي الفائده في التخفيف عن الضغط الموضوع علي صدره.

4-الضغط علي الصدر Pressure on the Chest

بعد ان تم تسمير المعصمين يبقي الضغط كله علي الصدر .فمن الصعب التنفس بشكل سليم ف عضلات الصدر تعاني كما هائلاَ من الاعياء مما يؤدي إلى تخدرها وبالتالي صعوبة عملية التنفس وإن الطريقة الوحيدة لإنهاء هذا العذاب هو أن يضع الشخص المعلق قدمه ليرفع نفسه قليلاَ لكي يرخي من الجهد الموضوع على الصدر حتى يستطيع أن يأخذ نفساَ من جديد ..

5-الصليب نفسه

صنع الصليب من الخشب الخام مما يجعل اي انزلاق لظهر الضحية الذي تعرض للجلد مؤلم جداً للجسد .فكانت قوه جسد الضحية تقل ببطئ والتنفي يقل وتزداد الحموضة في الدم.

6-الحموضة في الدم Acidity in the Blood

عدم ا نتظام ضربات القلب الذي يسببه صدمه نقص حجم الدم يجعل السوائل تتراكم في الاغشية المحيطة بالقلب والرئتين .فيؤدي الي وفاة الشخص نتيجة اختناق او فشل في وظائف القلب .ويمكن للموت ان يستغرق ايام لكن الجلد اتي لتسريع هذه العملية .وعند محاوله كسر ارجل المصلوبين مع المسيح وجده العسكر انه مات .

مما جعلهم يستخدمون الرمح لضرب جنب يسوع .

7-الرمح The Spear

اذا لم يكن يسوع قد مات فعلاً كيف سيخرج دم وماء ؟لم يكن هناك شك اطلاقاً في ذهن الطاعن المتمرس لهذا الامر ان يسوع قد مات بالفعل

المرجع

Adapted from the Holman QuickSource Guide to Christian Apologetics
 
قديم 26 - 12 - 2016, 06:49 PM   رقم المشاركة : ( 15493 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,229

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الأمـــــــــــــــانة (1)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«أما الرجل الأمين فمن يجده؟!» (أمثال20: 6)
كان هذا تساؤل حكيم الأجيال سليمان الحكيم. كما أنه مطلب البشرية وحلمها؛ البشرية التي ابتُلِيَت بعدد ليس بقليل ممن تقلَّدوا المناصب والسُّلطة، فأمعنوا السرقة والاحتيال والمُتاجَرة بالفقراء، ونهبوا الثروات وكدَّسوها في الخزائن والبنوك العالمية. وكانت النتيجة الحتمية: أنه يموت طفل كل أربع دقائق من الجوع، بينما أصبح نصيب كل فرد على الكرة الأرضية من أسلحة الدمار أربعة أطنان!! فعدم الأمانة زاد من الجوع والدمار وقلَّل من الشبع والاستقرار.
ويبقى السؤال الحائر:
أما الرجل الأمين فمن يجده؟!
ما هي “الأمانة”؟
فضيلة سامية وكلمة جميلة، تحمل عدة معانٍ رائعة؛ فهي تعني الإخلاص والوفاء، وأيضًا تعني: “ما هو طبق الأصل”؛ أو مَن كان خارجه يُشبه داخله. بل والرائع أن كلمة مؤمن هى نفسها كلمة أمين “faithful”. نعم، فإن المؤمن والأمين هما وجهان لعُملة واحدة.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة الأمين الأعظم:
بينما مرَّ على البشرية آلاف من غير الأمناء قال عنهم المسيح: «هُم سُرَّاق ولصوص» (يوحنا10: 8)، جاء الرب يسوع المسيح الذي برهن بحياة رائعة أنه بحق الشاهد الأمين، فمَجَّد الله الآب، بل وكان بحياته الأمينة بركة وخلاصًا للبشرية. كيف؟!
1. «حال كونه أمينًا للذي أقامه» (عبرانيين2: 3)؛ عمل المسيح كل شيء لمجد الآب الذي أرسله، حتى إنه قال: «طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني» (يوحنا4: 34).
2. كل أقواله أمانة، فلم يتكلم إلا بالحق، وجاء ليشهد للحق، فلاق به أن يسبق كلامه بالقول: «الحقَّ الحقَّ أقول لكم».
3. تطابق كلامه مع أفعاله: «جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به» (أعمال1: 1).
4. أمين لا ولن يتغير فى أمانته: «إن كُنَّا غير أمناء فهو يبقى أمينًا لن يقدر أن يُنكِر نفسه» (2تيموثاوس2: 13).
وإذ عاش المسيح أمينًا، استطاع أن يتمِّم المهمة بنجاح؛ أعني مجد الآب وخلاص الإنسان، فقال للآب: «العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملتُه» (يوحنا17: 4).
أشجعك، قارئي العزيز، أن تثق في شخص المسيح الأمين، بل وتتمثل به، فكما سلك ذاك ينبغي أن نسلك نحن أيضًا.
مجالات الأمانة
أولاً: أمانة مع الله
في عمل الله: فحينما يشرّفني الرب بعمل أو بخدمة لأقوم بها في كرمه، يجب أن أتمِّمها “بأمانة” وبعزم القلب، وأيضًا لمجده. فـمَلعون من يعمل عمل الرب برخاء؛ أي بتهاون. وما أروع شهادة الله عن موسى الخادم قائلاً: «وأما عبدي موسى... هو أمين في كل بيتي» (عدد12: 7).
الأمانة لله حتى الموت: يشجّع الرب مؤمني كنيسة سميرنا المُضطَهَدين بالقول: «كُن أمينًا إلى الموت فسأعطيك أكليل الحياة» (رؤيا2: 10). أوَ لم يظل استفانوس “أمينًا” فى شهادته للرب حتى رجمه الأشرار وهو يقول: «أيها الرب يسوع اقبل روحي» (أعمال7)؟
في ما أوكلني الله عليه: أعطى الله لكل مِنَّا بعض الإمكانيات والوزنات، وهي “أمانة” أوكلني الرب وإياك عليها لنستثمرها لمجده.. وسيأتي يوم ويقدم كل مِنَّا حسابًا عن كل هذه!! «ثم يُسأَل في الوكلاء لكي يوجد الانسان أمينًا» (1كورنثوس4: 2).
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة أحبائي، هل نحن أمناء مع الله في ولائنا له، وأيضًا في ما أوكلنا عليه؟! «لأن ليس أحد مِنَّا يعيش لِذَاته ولا أحد يموت لِذَاته... فإن عِشنا وإن مُتنا فللرب نحن» (رومية14: 7). وهذه هي “الأمانة” بعينها.
ثانيًا: الحياة السرية الداخلية
إن أحد أروع ألقاب إلهنا هو: “الأمين”، «فهو أمين وعادل» (1يوحنا1: 9)، و«أمين هو الله» (2كورنثوس1: 18).
وبالولادة الجديدة من الله نصبح شركاء الطبيعة الإلهية، وأيضًا «مُشابهين صورة ابنه»، فيصبح داخلي وأعماقي مسيحي وأمين بحق في النواحي الآتية:
ضميري: الضمير هو الميزان الداخلي للإنسان، للتمييز بين الخير والشر. لكن ضمير البعيد عن الله فاسد أو موسوم؛ أي بلا إحساس، فلا ضابط أو رابط. بينما المؤمن الحقيقي يجب أن يكون له له ضمير صالح، وطاهر، وبلا عثرة. فيقول بولس: «لنا ضمير صالح، راغبين أن نتصرف حسنًا في كل شيء» (عبرانيين13: 18).

كلامي: الأمين لا يكذب ولا يزيد كلمة عن الصدق، بل لغته: «أقول الصدق في المسيح لا أكذب» (رومية9: 1). نعم، لا يوافق الأمين أن يبالغ أو يزايد في كلامه، رغبة منه في إعجاب من حوله، لكنه يقول فقط الصدق والحق.
جسدي وكياني: من الأمانة عليَّ أن أعطي الله حقه في جسدي: «ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح» (1كورنثوس6: 15)، فالله لم يعطني عقلاً أو عينًا أو يدين لأنفقها وأستهلكها في الشهوات أو حتى في التسليات، بل لأقدمها آلات بر لله. ليساعدنا الرب لنكون أمناء في أجسادنا التي ليست لنا.
روحي وجسمي، سيدي، أمانةٌ
أوكلتني بأن أصونها لكَ
أَرَدتني بأن أكون طاهرًا
مُخَصَّصًا مُكَرَّسًا لشخصكَ
نداء العالم قويٌّ قَوِّنِي
كي أُنكرَ النفسَ وأحيا مِلكَكَ
عزيزي، يقول الكتاب المقدس: «الرجل الأمين كثير البركات» (أمثال27: 20). فهل تطلب معونة وملء وقوة الروح القدس فتكون بحق “أمينًا” للذي أقامك.
تأمل في أية شخصية؛ كتابية كانت أم تاريخية، مَجَّدت الله وأسعدت من حولها وأصبح لها سُمعة طيبة، ستجد أن الأمانة وراءها. والعكس صحيح، فمن داسوا الأمانة أتعسوا شعوبهم وأهانوا خالقهم وانتهى بهم المآل إلى بئس الضياع.
(ولحديثنا عن الأمانة بقية)
 
قديم 26 - 12 - 2016, 06:51 PM   رقم المشاركة : ( 15494 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,229

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصــــبر

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حتى متى يا رب لا تنتقم؟ لماذا ينجح الشرير؟
لما تريني إثمًا وقُدامي اغتصاب وسحق؟
أسئلة كثيرة تدور في رأس أولاد الله بسبب ضغوط الحياة ومضايقات الأشرار. ويظن البعض أن الرب لا يبالي أو يغفل عن تساؤلاتنا... لكن الواقع أن الأمر ليس كذلك، فالمشكلة فينا وليست في الله. إنها نقص في مادة هامة في داخلنا وفضيلة نحتاج أن نتعلمها ألا وهي: الصبر
ما هو الصبر؟
الصبر كلمة تعني حالة من القدرة على الاحتمال والانتظار بهدوء في وقت الظروف الصعبة.
لماذا نحتاج إلى الصبر؟
1- للاحتمال: زادت الضغوط وكَثُرت التحديات والاستفزازات، ونشعر بأن الضيق فوق الطاقة. يقول الكتاب: «خذوا يا إخوتي مثالاً لاحتمال المشقات والأناة... قد سمعتم بصبر أيوب» (يعقوب5: 10)؛ فالصبر يُعين على الاحتمال.
2- لانتظار خلاص الرب: «انتظر الرب واصبر له...» (مزمور37: 7). من كلمة الله نعرف أن صبر المسيحي ليس نوعًا من الاستسلام أو القَدَريَّة، لكنه يقين أن هناك حل إلهي لا بُد أن يعمله الرب: «ولكنني أراقب الرب. أصبر لإله خلاصي. يسمعني إلهي» (ميخا7: 7). لذلك ونحن ننتظر الرب، نحن في حاجة شديدة إلى الصبر.
انتظري الرب يا نفسي
يسوع قريب
يميل إليك ويسمعك
كذاك يجيب



3- لحفظنا من مخاطر الاندفاع: «أما الصبر فليكن له عمل تام» (يعقوب1: 4). لم يكن شاول الملك لديه صبر، ولم ينتظر صموئيل؛ فاندفع وقدَّم الذبيحة، وكان هذا اختصاص صموئيل فقط، فكانت النتيجة قضاءً إلهيًّا: «مملكتك لا تقوم» (1صموئيل13: 14).
أعظم الصابرين
من هو أعظم صابر عرفه التاريخ؟
أعتقد أن البعض يقول: أيوب، والكتاب يقول: «قد سمعتم بصبر أيوب». نعم، إن أيوب من أروع الصابرين؛ لكن أعظم الصابرين هو المسيح: «صبر المسيح» (2تسالونيكي3: 5). كيف كان المسيح صابرًا؟ بالاحتمال والانتظار.
1. في حياته على الأرض: «الذي إذ شُتم لم يكن يشتم عوضًا، وإذ تألم لم يكن يهدد، بل كان يسلِّم لمن يقضي بعدل» (1بطرس2: 23).
2. وصبره الآن في السماء: «منتظرًا بعد ذلك حتى توضع أعداؤه موطئًا لقدميه» (عبرانيين10: 13).
نعم، احتمل الصليب مُكَمِّلاً الفداء. وما زال صابرًا وهو يُهان كل يوم من الأشرار، منتظرًا يوم ظهوره وسيادته على الجميع. ألا نصبر نحن أيضًا معه ومثله؟ «والرب يهدي قلوبكم إلى محبة الله وإلى صبر المسيح» (2تسالونيكي3: 5).
أيوب الصابر (يمكن الرجوع للقصة في سفر أيوب)
لم توجد شخصية في التاريخ كله تجمَّع عليها هذا المقدار من الكوارث كأيوب، ففي يوم واحد مات أولاده كلهم، ونُهِبَت مواشيه، وضاعت صحته! فما أروع ما خرج من فم هذا الصابر البطل: «كل أيام جهادي أصبر إلى إن يأتي بَدَلي» (أيوب14: 14)! إنني صابر حتى يحين الوقت الذي فيه سأتغيَّر تمامًا وأرى الله: «الذي أراه أنا لنفسي». صحيح مَرَّت عليه نوبات من الفشل والانحناء، لكن بمعونة القدير تَمَّت فيه الكلمات الحلوة: «قد سمعتم بصبر أيوب ورأيتم عاقبة الرب. لأن الرب كثير الرحمة ورؤوف» (يعقوب5: 11).
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة كيفية الحصول على الصبر
* التدريب في مدرسة الله اليومية: من خلال التدريبات الإلهية بواسطة الآلام والضغوط: «إن الضيق ينشئ صبرًا...» (رومية5: 3)، وأيضًا «عالمين أن امتحان إيمانكم ينشئ صبرًا...» (يعقوب1: 3). يسمح لنا الرب بضغوط متنوعة، ومن خلالها يُعلِّمنا ويُدرِّبنا على الصبر؛ فموسى خرج من قصر فرعون متعجرفًا لا يعرف الصبر ولا الاحتمال، لكنه خرج بعد أربعين سنة من مدرسة الله في البرية «حليمًا جدًّا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض» (عدد12: 3).
* التزود بإمكانيات الله كل يوم: «مُتَقَوِّين بكل قوة بحسب قدرة مجده لكل صبر وطول أناة بفرح» (كولوسي1: 11)؛ فالظروف أقوى من ضعف طبيعتنا البشرية، والصبر ليس من سمات الإنسان الطبيعية. لذلك يصلّي بولس لأجل المؤمنين ليتقووا بكل قوة من الله، بمقياس عظمته الفائقة. وهذه القوة تُوَلِّد في المؤمنين صبرًا بل طول أناة مُغَلَّفًا بالفرح. هذا ما اختبره يوسف في تجربته التي استمرت قرابة الثلاثة عشر عامًا: «ثبتت بمتانة قوسُه، وتشددت سواعد يديه من يدي عزيز يعقوب، من هناك؛ من الراعي صخر إسرائيل» (تكوين49: 24).
البركات التي يحصدها المؤمن الصابر
بينما تُثني كلمة الله على الشخص الصبور، تُبرز مساوئ المتضجر والمندفع؛ فيقول الحكيم: «لا تستصحب غضوبًا ومع رجل ساخط لا تجيء لئلا تَألَف طرقه» (أمثال22: 24)، «السُّكنَى في أرض برية خير من امرأة مخاصمة حَرِدة (سريعة الغضب)» (أمثال21: 19).
1- المؤمن الصبور شريك للمسيح في الآمه: «أنا يوحنا أخوكم وشريككم في الضيقة وفي ملكوت يسوع المسيح وصبره» (رؤيا1: 9).
2- الحفظ الإلهي: «لأنك حفظت كلمة صبري أنا أيضًا سأحفظك من ساعة التجربة» (رؤيا3: 10).
3- نملك أيضًا معه: «إن كنا نصبر فسنملك أيضًا معه» (2تيموثاوس2: 12).
4- يكون لنا رجاء: «حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء» (رومية15: 4).
5- الثمر: «الذين يسمعون الكلمة فيحفظونها في قلب جيد صالح ويثمرون بالصبر» (لوقا8: 15).
نصيحة إلهية
أخيرًا، أحبائي، نحن في حاجة شديدة للصبر. وتقدِّم لنا كلمة الله نصيحتين في غاية الأهمية:
أولاً: دعونا «نحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا» (عبرانيين12: 1)!
وثانيًا: دعونا نتحلَّى بالصبر لبركة وفائدة أنفسنا: «بصبركم اقتنوا أنفسكم» (لوقا21: 19).
قال المرنم مُصليًّا:
سَلَّمتُ أمــري في يديك

وإنني راضٍ وصابر
راضٍ بما يُرضيك، ربي

مُخَلِّصي، راضٍ وشاكر
 
قديم 26 - 12 - 2016, 06:53 PM   رقم المشاركة : ( 15495 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,229

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الإجتهاد وعدم الكسل

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
واحدة من الفضائل المسيحية..
يقول الكتاب المقدس: «أَرَأَيْتَ رَجُلاً مُجْتَهِدًا فِي عَمَلِهِ؟ أَمَامَ الْمُلُوكِ يَقِفُ. لاَ يَقِفُ أَمَامَ الرَّعَاعِ! » (أمثال22: 29)
وإليك هذه القصة الواقعية...

بدأ طباخًا صغيرًا وهو في العاشرة مقابل دولارين يوميًا، وأصبح يملك أشهر سلسلة مطاعم في العالم، وتم منحه لقب الكولونيل “هارلاند ساندرز” - صاحب فكرة مطاعم دجاج كنتاكي. تنقل من عمل إلى عمل متواضع، يكافح حتى حصل على الدكتوراه في القانون وعمل في المحاماة في ولاية أركنساس، لكنه ترك المحاماة وافتتح محطة لخدمة السيارات، وأنشأ فيها مطعمًا صغيرًا لخدمة زبائنه، وسرعان ما زاد نجاحه وشهرته. تعرض هارلاند لخسارة مالية فادحة أتت على كل ما يملك.. لكنه واصل نشاطه، يتنقل عارضًا دجاجه على أصحاب المطاعم والعاملين فيها، وبعد مرور 12 سنة، كان هناك أكثر من 600 مطعم في الولايات المتحدة وكندا يبيعون دجاج كولونيل ساندرز. وعندما بلغ ساندرز سن 77، قرر أن يبيع كل شيء بمبلغ 2 مليون دولار لمجموعة من المستثمرين. ثم تحولت المطاعم إلى مشروع ضخم يحمل علامة KFC، إنه الاجتهاد والإصرار على النجاح!
أولاً: الاجتهاد ومعناه
كلمة الاجتهاد تحوي بداخلها عدة معاني رائعة مثل:
1. الاستيقاظ مبكرًا للعمل: يقول الكتاب عن المرأة الفاضلة «تَقُومُ إِذِ اللَّيْلُ بَعْدُ وَتُعْطِي أَكْلاً لأَهْلِ بَيْتِهَا وَفَرِيضَةً لِفَتَيَاتِهَا.» (أمثال31: 15).
2. العمل بلا تكاسل: «اَلْعَامِلُ بِيَدٍ رَخْوَةٍ يَفْتَقِرُ، أَمَّا يَدُ الْمُجْتَهِدِينَ فَتُغْنِي» (أمثال10: 4).
3. بذل أقصى الجهد: «وَجَعَلَ قَلْبَهُ عَلَى دَانِيآلَ لِيُنَجِّيَهُ، وَاجْتَهَدَ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ لِيُنْقِذَهُ» (دانيال6: 14).
ثانيًا: الاجتهاد في جوانب الحياة المختلفة
نذكر البعض منها:
1. في العمل الزمني أو الدراسة
العمل الزمني (أو الدراسة بالنسبة للطالب) هما من ترتيب الله «وَأَخَذَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا» (تكوين2: 15). لذلك يحترم المؤمن هذا الترتيب ويجتهد عاملاً ليس بهدف الوصول لأعلى المراكز، لكن بهدف تمجيد الرب من خلال أمانته ونجاحه. ما أروع التقرير الذي يقدِّمه مدير العمل عن راعوث، الفتاة المجتهدة، وهي تعمل في الحقل عملاً بسيط تتقوت منه: «فَجَاءَتْ وَمَكَثَتْ مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الآنَ. قَلِيلاً مَّا لَبِثَتْ فِي الْبَيْتِ» (راعوث2: 7).
2. في السلوك المسيحي
أصبحت الحياة المسيحية التقوية صعبة بسبب تحديات الأخلاقيات الفاسدة وانتشارها الرهيب، صحيح أن الله هو العامل فينا أن نريد وأن نعمل لأجل المسرة، لكن الأمر يتطلب جهدًا واجتهادًا من المؤمن لإظهار رائحة المسيح. هذا ما ينصح به الرسول بطرس أخوته قائلاً « وَلِهذَا عَيْنِهِ، وَأَنْتُمْ بَاذِلُونَ كُلَّ اجْتِهَادٍ، قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً» (2بطرس1: 5).
3. في خدمة إخوتنا
الكلام عن الخدمة سهل، والخدمة بالكلام أسهل، لكنها ليست حسب قلب الله! والرسول يوحنا يحذِّرنا من أن نحب أخوتنا بالكلام واللسان، لكن نحب بالعمل والحق. يحكي الرسول بولس عن أخ محب جاء إليه وقت سجنه وهو أنسيفورس، يقول عنه: «لأَنَّهُ مِرَارًا كَثِيرَةً أَرَاحَنِي وَلَمْ يَخْجَلْ بِسِلْسِلَتِي... طَلَبَنِي بِأَوْفَرِ اجْتِهَادٍ فَوَجَدَنِي» (2تيموثاوس1: 16، 17).
4. في عبادة الرب
كم يفرح الرب حين يرى مؤمنيه يعبدونه بقلب كامل وبنفس راغبة، غير متكاسلين أو متباطئين، بل يعبدونه بفرح وبحرارة عمل الروح القدس وليست بانفعالات الجسد. لذلك يقول المرنم «تشتاق بل تتوق نفسي إلى ديار الرب» (مزمور84: 2). ويقول بولس أيضًا للمؤمنين «غير متكاسلين في الاجتهاد. حارّين في الروح. عابدين الرب» (رومية12: 11).
ثالثًا: أمثلة كتابية لمجتهدين عظماء
الكتاب المقدس بعهديه مليء بعينات من المؤمنين الذين اجتهدوا في حياتهم، وأكتفي بذكر شخصيتين فقط:
يوسف: مثال رائع للاجتهاد في الحياة العملية:
1. في بيت أبيه: يسافر على رجليه مسافة طويلة طاعة لأبيه للسؤال عن أخوته، من حبرون إلى دوثان (تكوين37:  2-17).
2. في بيت فوطيفار: عمل بنشاط فأنجحه الرب «فوكَّله على بيته ودفع إلى يده كل ما كان له» (تكوين39: 4).
3. في بيت السجن: «وكل ما كانوا يعملون هناك كان هو العامل» (تكوين39: 22).
4. في قصر فرعون: يفسر الأحلام، يجمع القمح ويخزنه، يبيع القمح؛ فاشترى يوسف كل أرض مصر لفرعون.
بولس: مثال رائع للاجتهاد في عمل الرب
1. يحتمل المشقات حتى القيود كمذنب.
2. لا يُضيع فرصه للكلام عن الرب ولا يمل من تقديم المسيح جهرًا وفي كل بيت.
3. لا يكل من عمل الرب حتى لو تعرض للغرق أو أمسكت أفعى بيده أو حتى رُجم بالحجارة.
4. وسط اهتمامه بعمل الرب كان يعمل في صناعة الخيام لتسديد احتياجاته واحتياج الذين معه.
رابعًا: بركات الاجتهاد
1. الكرامة: «أَرَأَيْتَ رَجُلاً مُجْتَهِدًا فِي عَمَلِهِ؟ أَمَامَ الْمُلُوكِ يَقِفُ. لاَ يَقِفُ أَمَامَ الرَّعَاعِ! » (أمثال22: 29).
2. الغنى والرخاء: «اَلْعَامِلُ بِيَدٍ رَخْوَةٍ يَفْتَقِرُ، أَمَّا يَدُ الْمُجْتَهِدِينَ فَتُغْنِي» (أمثال10: 4).
3. لا يتذلل لأحد: «يَدُ الْمُجْتَهِدِينَ تَسُودُ، أَمَّا الرَّخْوَةُ فَتَكُونُ تَحْتَ الْجِزْيَةِ» (أمثال12: 24).
عزيزي... إن إلهك لا يريدك كسولاً أو متواكلاً، بل نشطًا مجتهدًا... كفرد في أسرتك تساعد من حولك ولا تكون ثقلاً عليهم، وفي حياتك العملية نشيطًا متفوقًا، فالرب يوبخ الكسول قائلاً له «أذهب إلى النملة أيها الكسلان، تأمل طرقها وكن حكيمًا» (أمثال6:6).
إن كنت ما تزال طالبًا في الدراسة، ضع في قلبك أن تستذكر بكل قوتك ولا تنسى أن تفوقك هو إكرام لاسم المسيح. واحذر من العبارات المدمِّرة التي تسود الشارع والتي تشجع على التكاسل وعدم العمل، مثل “ربنا يسهل.. والمكتوب على الجبين هتشوفه العين..ألخ”.
المؤمن يتكل على إلهه مجتهدًا، ويجتهد متكلاً ومنتظرًا لإلهه، هذا ما قاله نحميا أعظم المجتهدين «إِنَّ إِلهَ السَّمَاءِ يُعْطِينَا النَّجَاحَ، وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي» (نحميا2: 20).
 
قديم 26 - 12 - 2016, 06:56 PM   رقم المشاركة : ( 15496 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,229

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المسيحي والوطن

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«اطْلُبُوا سَلاَمَ الْمَدِينَةِ... وَصَلُّوا لأَجْلِهَا إِلَى الرَّبِّ، لأَنَّهُ بِسَلاَمِهَا يَكُونُ لَكُمْ سَلاَمٌ» (إرميا 29: 7)
المسيحي الحقيقي هو شخص سماوي القلب، نزيل وغريب في الأرض، لا يحب العالم (أي الأمور الأرضية والمبادئ الشريرة والشهوات الردية)، لكنه في الوقت ذاته مُخْلصٌ لبلاده التى يعيش فيها، طالبًا سلامها.
وفي قصة حياة الرب يسوع في أرضنا، نلحظ اهتمامًا خاصًا بالمكان الذي عاش فيه؛ فنقرأ عنه «وَلَمَّا جَاءَ إِلَى وَطَنِهِ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ...» (متى13: 54)، وأيضًا «وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ حَيْثُ كَانَ قَدْ تَرَبَّى...» (لوقا4: 16).
أحبائي.. لنُلقِ نظرةُ على ماذا يعلمنا كتابنا المقدس بخصوص بلادنا العزيزة.
المسيحي وقوانين البلاد
يسير المسيحي حسب قوانين إلهية مُعلَنة بوضوح في كلمه الله، تحكم كل علاقاته؛ سواء كانت بمن حوله أو بالبلاد التى يعيش فيها وبقوانينها. وقد علم الرب يسوع قائلاً «أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا ِللهِ للهِ» (مرقس12: 17)، مؤكِّدًا أهميه الوفاء بما علينا من التزامات تجاه البلاد. وأكَّد على ذلك الرسول بولس «فَأَعْطُوا الْجَمِيعَ حُقُوقَهُمُ...» (رومية13: 7).
المسيحي وموقفه من المسؤولين
الكتاب المقدس يعلّمنا احترام كل من هم في منصب إكرامًا للرب نفسه، وذلك لأنهم مرتَّبون من قِبَل الله (رومية13: 1، 2؛ 1بطرس2: 13؛ تيطس3: 1). فنرى مثلاً بولس يخاطب فستوس الوالي باحترام في أعمال 24: 10، ويؤكِّد أنه «مَكْتُوبٌ: رَئِيسُ شَعْبِكَ لاَ تَقُلْ فِيهِ سُوءًا» (أعمال23: 5؛ خروج22: 28).
كما ويحرِّضنا الكتاب على الصلاة لأجل المسؤولين ومن يعاونهم: «أَطْلُبُ أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ، أَنْ تُقَامَ طَلِبَاتٌ وَصَلَوَاتٌ وَابْتِهَالاَتٌ وَتَشَكُّرَاتٌ لأَجْلِ جَمِيعِ النَّاسِ، لأَجْلِ الْمُلُوكِ وَجَمِيعِ الَّذِينَ هُمْ فِي مَنْصِبٍ، لِكَيْ نَقْضِيَ حَيَاةً مُطْمَئِنَّةً هَادِئَةً فِي كُلِّ تَقْوَى وَوَقَارٍ» (1تيموثاوس2: 1).

المسيحي وسط التيارات المخرِّبه للبلاد
يسير المسيحي وسط عالم لا يعرف الله، بين خليط من الناس، بعضهم أمين ومُخلص وصاحب مبادئ، والكثير منهم يشجِّع على الفوضى والنهب والتسيب؛ فكيف يتصرف المسيحي؟
1- لا تشترك في الأعمال المخرِّبة: قد تجد مَنْ يسرق أموالاً عامة، أو يرتشي، أو “يزوغ” من العمل أو يخرب في البلاد.. لكن المسيحي لا يشترك في هذه الأمور بل يوبِّخها. «وَلاَ تَشْتَرِكُوا فِي أَعْمَالِ الظُّلْمَةِ غَيْرِ الْمُثْمِرَةِ بَلْ بِالْحَرِيِّ وَبِّخُوهَا» (أفسس5: 11).
2- كُن أمينًا في موقعك: «أَنْ تَكُونَ سِيرَتُكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ حَسَنَةً... أَعْمَالِكُمُ الْحَسَنَةِ الَّتِي يُلاَحِظُونَهَا... لأَنَّ هكَذَا هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ: أَنْ تَفْعَلُوا الْخَيْرَ فَتُسَكِّتُوا جَهَالَةَ النَّاسِ الأَغْبِيَاءِ» (1بطرس2: 11-15). إن جهالة الناس الأشرار تشنّ باستمرار حروبًا وافتراءات، وبلا هوادة، ضد المسيحيين الأتقياء وضد الإيمان المسيحي... ويعلِّمنا الكتاب هنا أن حياة الأمانة وفعل الخير للجميع وللبلاد، هى أفضل الردود على هذا الافتراء.
3- كُن إيجابيًا مشاركًا في البناء: المسيحي كسيده؛ يجول يصنع خيرًا، لذلك أشجِّعك أن تشارك في كل ما يبني الوطن، سواء بتقديم المساعدة، أو بالمشاركه برأيك في الانتخابات، أو بأي صورة سلمية وبنّاءة وحضارية.
4- انتظر تقديرك الأعظم من الرب لا من الناس: الرسول بولس ينصح العمال والموظفين وكل من يعمل عملاً ما قائلاً: «... لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ كَمَنْ يُرْضِي النَّاسَ، بَلْ بِبَسَاطَةِ الْقَلْبِ، خَائِفِينَ الرَّبَّ. وَكُلُّ مَا فَعَلْتُمْ، فَاعْمَلُوا مِنَ الْقَلْبِ، كَمَا لِلرَّبِّ لَيْسَ لِلنَّاسِ، عَالِمِينَ أَنَّكُمْ مِنَ الرَّبِّ سَتَأْخُذُونَ جَزَاءَ الْمِيرَاثِ، لأَنَّكُمْ تَخْدِمُونَ الرَّبَّ الْمَسِيحَ. وَأَمَّا الظَّالِمُ فَسَينَالُ مَا ظَلَمَ بِهِ، وَلَيْسَ مُحَابَاةٌ» (كولوسي3: 22-24)، وأن كان أحيانا يُظلم المسيحي في التقدير أو الأجر الأرضي، لكن يوجد جزاء وتقدير من الرب أكيد وعظيم.
أمثلة كتابية وتاريخية لمؤمنين خدموا البلاد بكل إخلاص وأمانة
دانيآل: رغم كونه غريبًا في البلاد لكنه خدمها بكل أمانة (اقرأ دانيآل6).
1. عيَّنه الملك داريوس ضمن ثلاثة وزراء على المملكة لضبط أمورها وحساباتها ومواردها، ولتفوّق دانيآل وأمانته «فَكَّرَ الْمَلِكُ فِي أَنْ يُوَلِّيَهُ عَلَى الْمَمْلَكَةِ كُلِّهَا».

2. حاول الأشرار تصّيد خطإٍ لدانيآل في أمور المملكه «فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَجِدُوا عِلَّةً وَلاَ ذَنْبًا، لأَنَّهُ كَانَ أَمِينًا وَلَمْ يُوجَدْ فِيهِ خَطَأٌ وَلاَ ذَنْبٌ».
3. كان سلوكه التَقَوي في حياته ووظيفته سببًا في أن يعرف الملك الوثني من هو الله، لذلك يشهد عن الله عدة مرات: «إِنَّ إِلهَكَ الَّذِي تَعْبُدُهُ دَائِمًا هُوَ يُنَجِّيكَ... هُوَ الإِلهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ، وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى».
أبراهام لينكولن (1809-1865): الرئيس الأمريكى السادس عشر (وعُرف بأنه مسيحي تقي) وخدم بلاده بكل أمانة ويقدِّره الأمريكيون جدًا إلى اليوم، فتجد صورته على إحدى العملات الأمريكية. عمل على توحيد الولايات من الإنقسام وأيضًا ألغى قوانين الرِّق فلُقِّب بـ“محرِّر العبيد”. اشتهر بإيمانه وحياته التقوية فقال عنه أحد الصحفيين: وجدت في أحاديثه أكثر من 30 مرة يتكلم عن “الله القدير” و“أبي المراحم”. أخلص لبلاده جدًا فقال عنه الرئيس الحالي “إنه لشرف كبير أن أقف هنا، في نفس المكان الذي خدم فيه لينكولن وتم تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة”. ظل مُخلصًا في خدمه بلاده وإراحة المساكين والعبيد، حتى اغتاله واحد من مؤيّدي الرِّق والعبوديه للزنوج.
أحبائى... هذا هو المسيحي الحقيقي في إخلاصه لوطنه. نعم هو غريب ونزيل في الأرض، لكنه نافع لمن حوله، مُخلص للبلاد، أمين في أي عمل يعمله أو مسؤولية توضع عليه. له ضمير صالح يحكم تصرفاته «أن لَنَا ضَمِيرًا صَالِحًا، رَاغِبِينَ أَنْ نَتَصَرَّفَ حَسَنًا فِي كُلِّ شَيْءٍ» (عبرانيين13: 18)
ليتنا نُكرم إلهنا بحياة عملية أمينة بحق، في مدارسنا، وكلياتنا، ووظائفنا، نقدِّم من خلالها شهادة جميلة للمسيح بإخلاصنا في الكبيرة والصغيرة، حتى يروا فينا يسوع، ويمجدوا أبانا الذي في السماوات.
 
قديم 26 - 12 - 2016, 06:59 PM   رقم المشاركة : ( 15497 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,229

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إحترام الأكبر سنا

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بينما تنحدر القيم الأخلاقية في عالمنا الحاضر انحدارًا رهيبًا في الأيام الأخيرة، تظلّ قيم كتاب الله المقدس عالية جديدة تُزيِّن تعاليم مخلصنا الله، الذي لا يُعطي فقط قِيَمًا سامية، بل ويعطي طبيعة إلهية سماوية نكون بها مشابهين صورة الابن الحبيب ربنا يسوع المسيح.
ومن أبرز مظاهر الانحدار الخُلُقي حالة التمرد وعدم الاحترام لمن هو أكبر سنًّا، كما يسجل الوحي: «يتمرد الصبي على الشيخ والدنيء على الشريف» (إشعياء3: 5). لذلك سيكون موضوع حديثنا هنا عن هذه الفضيلة المسيحية الرائعة؛ وهي احترام الأكبر سنًّا.
ويصف أصحاب الانهيار الأخلاقي بين الشباب بأن فضيلة “احترام الكبير” بأنها “old fashioned”؛ موضة العصر الحجري، أو كما يقولون: “دا كان زمان أيام جد جدي - الله يرحمه - صاحب الطربوش الأحمر!!”، وغيرها من التهكمات الساخرة. لكن، أحبائي الشباب، نحن يهمنا أولاً وأخيرًا رأي الله.
أولاً: الله يعطي تقديرًا وتكريمًا للشيوخ والأكبر سنًّا
إن كان الناس والهيئات يقدِّرون فقط الشباب الأقوياء وينسون من تقدم بهم السن واعتزلوا الوظائف، لكن إلهنا ليس هكذا، فهو:
1. يمتدح الشيبة قائلاً على فم سليمان الحكيم: «تاج جمال شيبة توجد في طريق البر» (أمثال16: 31)، وأيضًا: «فخر الشبان قوتهم، وبهاء الشيوخ الشيب» (أمثال20: 29).
2. ويؤكِّد الرب عن مدى اهتمامه الخاص بالأشيب فيقول: «وإلى الشيخوخة أنا هو، وإلى الشيبة أنا أحمِل. قد فعلت وأنا أرفع وأنا أحمل وأنجِّي» (إشعياء46: 4).
3. وعن حكمة الأشيب يقول الكتاب المقدس: «الأيام تتكلم وكثرة السنين تُظهر حكمة» (أيوب32: 7).
ثانيًا: احترام الأكبر سنًّا وصية كتابية واضحة
يقول الرب: «من أمام الأشيب تقوم وتحترم وجه الشيخ وتخشى إلهك. أنا الرب» (لاويين19: 32). هنا يربط الرب احترام الكبير سنًّا بخشية الرب، بمعنى أن من لا يفعل هذا هو لا يخاف الرب، وحدَّد الرب أمرين هامين:
1. أمام الأشيب تقوم (Rise Up): بمعنى تراه فتنهض له، ولا تتكلم مع الأكبر سنًّا وأنت جالس. هل لنا أن نُصحِّح طُرُقنا وأخطاءَنا فنُثبت أننا بحق نخشى الرب؟
2. تحترم وجه الشيخ (Honour): وهذه الكلمة تحمل معنى الإكرام والمهابة والاحترام، وعدم السخرية من المُسِن أو من أفكاره حتى ولو لم تتوافق مع أفكارنا، أو لقلة ما يعرفه عن التكنولوجيا الحديثة... إلخ.
ثم ختم الرب هذه الوصية بإمضاءه وتوقيعه قائلاً: «أنا الرب!»

ثالثًا: كيف نتعامل ونتكلم مع الأكبر سنًّا
1. نستمع إليهم ونقدِّر خبرتهم: وقدَّم الصبي يسوع مثالاً رائعًا لذلك في الهيكل عندما كان «جالسًا في وسط المعلمين يسمعهم ويسألهم» (لوقا2: 48). ويقول الحكيم: «يا ابني أصغِ إلى حكمتي. أَمِل أذنك إلى فهمي» (أمثال5: 1).
2. يوصي الرسول بولس تيموثاوس قائلاً: «لا تزجُر شيخًا، بل عظه كأب» (1تيموثاوس5: 1)، فمهما كان موقعي في الخدمة والمسؤولية لا يجب أبدًا أن أُكلم الأكبر سنًّا إلا بكل تقدير كالأب تمامًا.
3. وفي أسلوب التحدث إلى الأكبر سنًّا، كان أليشع يخاطب إيليا قائلاً له: «يا أبي، يا أبي» (2ملوك2: 12)، وكان داود يخاطب شاول قائلاً: «اُنظر يا أبي شاول» (1صموئيل24: 11).
4. وعن روح الخضوع والموَّدة مع الأكبر سنًّا، يقول بولس عن تيموثاوس: «ابنى الحبيب والأمين في الرب» (1كورنثوس4: 17)، وأيضًا عن تقدير الصغير للكبير: «أنه كولد مع أب خدم معي لأجل الإنجيل» (فيلبي2: 22).
رابعًا: الإكرام الإلهي لمن يكرم الأكبر سنًّا
إن راعوث الموآبية مثال رائع لفتاة أكرمت حماتها المُسِنة، واشتغلت بكد لتعولها؛ فأكرمها الرب جدًّا جدًّا. صحيح أن السبب الأول هو التصاقها بالرب، لكن يذكر الكتاب معروفها لحماتها فيقول لها بوعز مكافِئًا إياها: «إنني قد أُخبِرت بكل ما فعلتِ بحماتك بعد موت رَجُلِك... ليكافئ الرب عملك، وليكن أجرك كاملاً من عند الرب» (راعوث2: 11). ونعلم كلنا كم كانت المكافأة لها؛ فلقد تزوَّجها بوعز، الرجل التقي والثري، وأيضًا دخلت في سلسلة نسب ربنا يسوع المسيح.
خامسًا: خطورة التقليل من الأكبر سنًّا والسخرية منهم
تُقِّدم لنا كلمه الله العظيمة أمثلة لبعض الذين أساءوا للأكبر سنًّا، فلم يحصدوا إلا التعب والعقاب الإلهي وأكتفي بمثلين فقط من كلمه الله:
1. رحبعام: الذي لم يسمع لنصيحة الشيوخ في أمور حكم شعب الله، فأُخذت المملكة منه ولم يبقَ معه إلا سبط واحد، والسبب هو احتقار نصيحة الأكبر سنًّا: «فأجاب الملك الشعب بقساوة وترك مشورة الشيوخ التي أشاروا بها عليه» (1ملوك12: 13).
2. خرج بعض الصبية وراء رجل الله أليشع ساخرين منه ومن فكرة صعود إيليا رجل الله إلى السماء، قائلين له: «اصعد يا أقرع، اصعد يا أقرع!» (2ملوك 2: 23). فيا للوقاحة! غلمان صغار يسخرون من الله الذي أصعد إيليا ولا يحترمون نبيًّا للرب ويسخرون من مظهره، فماذا يستحقون؟ يقول الكتاب: «فخرجت دُبَّتان من الوعر وافترستا منهم اثنين واربعين ولدًا» فيا للدمار!
أحبائي، إن كُنَّا نعيش وسط جيل لا يخاف الله ولا يهاب إنسانًا، يضرب بكل القيم عرض الحائط، لا يُشفِق على صغير أو يحترم كبيرًا، الذين دينونتهم عادلة وآتية؛ لكن دعونا، كأولاد لله، وبقوة وعمل الروح القدس، نُكرم إلهنا ونطيع وصيته التي أوصانا بها: «من أمام الأشيب تقوم وتحترم وجه الشيخ وتخشى إلهك. أنا الرب» (لاويين19: 32)، فنخشى إلهنا ونكرم من أوصانا أن نكرمهم؛ أي أحباءنا الأكبر سنًّا.
 
قديم 26 - 12 - 2016, 07:01 PM   رقم المشاركة : ( 15498 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,229

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أكرم أباك وأمك

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في حوار تليفزيوني مع الرئيس الأمريكي الأسبق چيمي كارتر، سأله المحاور عن الشخصية الهامة التي أثَّرت في حياته، ودون تردد نزل كارتر عن المنصة وأخذ من الصف الأول للجالسين سيدة مُسِنة عجوز وصعد بها مرة أخرى ورفع يدها بيده وقال أمام الكاميرات: “هذه هي السيدة العظيمة التي علمتني الطريق الصحيح من الكتاب المقدس... إنها أمي!” يا للروعة!
إن واحدة من أهم الفضائل المسيحية هي إكرام الوالدين ولا سيما في الأيام الأخيرة التي فيها الأولاد «بلا حنو... غير طائعين لوالديهم» (2تيموثاوس3: 2). والغريب أن بعض الشباب في كنائسنا يسيئون والديهم ومستمرون في خدمتهم، ظانين أن الله لا يبالي، طالما هم يقدمون خدمة لله! ولهذا السبب وبَّخ الرب يسوع الفريسين: «لأن موسى قال: أكرم أباك وأمك. ومن يشتم أبًا أو أمًّا فليمت موتًا. وأما أنتم فتقولون: إن قال إنسان لأبيه أو أمه: قربان؛ أي هدية، هو الذي تنتفع به مني (أي سأقرب ما أنفقه عليكما قربانًا للرب) فلا تدعونه في ما بعد يفعل شيئًا لأبيه أو أمه (أي أنه بلا التزام تجاههما)« (مرقس7: 10-12).
لذلك، عزيزي، إنني أرفع راية التحذير عالية لضرورة وخطورة هذه الفضيلة!
أولاً: إكرام الوالدين وصية كتابية
تتخلل وصية إكرام الوالدين الكتاب المقدس كله من أوله لآخره:
  1. كواحدة من الوصايا العشر في أول الكتاب المقدس: «أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك» (خروج20: 12).
  2. يقول سليمان الحكيم: «يا ابني احفظ وصايا أبيك ولا تترك شريعة أمك» (أمثال6: 20).
  3. في آخر العهد القديم يقول الله مؤيِّدًا هذه الحقيقه أن «الابن يكرم أباه» (ملاخي1: 2).
  4. ويأتي الوحي في العهد الجديد مؤكِّدًا: «أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب لأن هذا حق» (أفسس6: 1).
ثانيًا: إكرام الوالدين وأمثلة رائعة واقعية
يقدِّم لنا الكتاب المقدس والتاريخ المسيحي التَقَوي أمثلة رائعة لشخصيات عَلَت مراكزهم وسما مقامهم، لكنهم عرفوا بحق كلمة الله؛ فأكرموا الرب ووالديهم أيضًا.
  1. الصبي يسوع: وهو صبي صغير حسب الجسد، ومع كونه ابن الله الذي ينبغي أن يُطاع، لكنه كإنسان قدَّم صورة رائعة لاحترام الوالدين في أسلوبه المهذَّب مع أمه: «ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون فيما لأبي... وكان خاضعًا لهما» (لوقا2: 49).
  2. داود الممسوح من الله للمُلك: في وقت شدته ومطاردة شاول له، لم ينسَ أبواه... ويذكر الكتاب أنه أخذهم ليحميهم عند ملك موآب: «وقال لملك موآب: ليخرج أبي وأمي إليكم حتى أعلم ماذا يصنع لي الله. فودعهما عند ملك موآب» (1صموئيل22: 3).
  3. ومن الحياة العملية، شاب مُرسَل، تربَّى يتيمًا لأن أمه ماتت وهي تلده وسط الثلوج حيث كانت وحدها في الطريق للمستشفى بكوريا. وإذ أرادت الحفاظ على حياته خلعت ملابسها لتغطيه فماتت وعاش هو. ولما عرف القصة عاد مرة أخرى لكوريا ليقف أمام قبرها وفاءًا لها وخلع “چاكت” بدلته وغطّى قبرها به. وكتب عليه: “إلى من ماتت لتدفئني”! فيالروعة الشعور بالجميل والعرفان!
ثالثًا: إهانة الوالدين والعواقب المرعبة الحتمية
  1. كتبت جريدة الأهرام عن فتاة أهانت أمها حتى أصيبت الأم بالشلل، وفي غرفة العناية المركزة جاءت الفتاة لتسترضي أمها لكن وجدتها فارقت الحياة! وتقول الجريدة إن الفتاة المُعذَّبة تسأل عن الوسيلة لراحة ضميرها الهائج! لكن الجريدة أجابتها قائلة: “يا بنتي لقد زرعتِ بالأمس شقاوة واليوم تحصدين مرارة... لن يهنأ لك منام ولن يحلو لك طعام!” فذهبت الفتاة وانتحرت!
  2. وتقول الشريعة في القديم عن الابن المارد: «ابننا هذا معاند ومارد لا يسمع لقولنا... فيرجمه جميع رجال مدينته بحجارة حتى يموت» (تثنية21: 18).
  3. ويقول سليمان الحكيم: «من سَبَّ أباه أو أمه ينطفئ سراجه في حدقة الظلام» (أمثال20: 20)، وأيضًا: «العين المستهزئة بأبيها والمحتقرة إطاعة أمها تقوِّرها غربان الوادي وتأكلها فراخ النسر» (أمثال30: 17).
فحذارِ يا أحبائي الشباب من إهانة والديكم ومحاولة خداع ضمائركم بالخدمة والأنشطة الروحية التي تصبح مرفوضة تمامًا أمام الله، فتوقِعوا بأنفسكم تحت طائلة القضاء الإلهي الزمني والأبدي. فهل نتوب اليوم عن هذه الخطية؟
رابعًا: إكرام الوالدين والمكافآت الإلهية السخية
  1. يوسف الذي أكرم أباه وأطاعه وهو فتى صغير (تكوين37)، وأيضًا وهو أمير على أرض مصر فدخل بأبيه أمام فرعون ولم يخجل منه، واعتنى به حتى آخر حياته (تكوين47: 12)، واهتم به وهو مريض (تكوين48: 1)، وأكرمه في مماته (تكوين50: 1). لذلك نقرأ عن سيل البركات التي أخذها يوسف أكثر من إخوته: «بركات السماء من فوق وبركات الغمر الرابض تحت... تكون على رأس يوسف وعلى قمة نذير إخوته» (تكوين49: 25، 26).
  2. وعن الإكرام الإلهي بحياة هنية، يقول الكتاب: «أكرم أباك وأمك. التي هي أول وصية بوعد: لكي يكون لكم خير وتكونوا طوال الأعمار على الأرض» (أفسس6: 3).
  3. والصورة الأعظم هي للابن الوحيد، الرب يسوع المسيح، الذي أكرم الآب فقال مرة: «لكني أُكرم أبي...» (يوحنا8: 49)، فأكرمه الآب: «الآب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده» (يوحنا3: 35)، بل أعطاه اسمًا فوق كل اسم.
أحبائي، فضيلة مسيحية رائعة نحن في حاجة أن نتعلمها فنكون بحق أولاد الطاعة، بل نتمم واحدة من وصايا إلهنا الهامة: «أكرم أباك وأمك»، وأيضًا نترفق بوالدينا الذين تعبوا من أجلنا. ولنحذر إهانتهم لأن الأمر جاد وخطير، والحياة زرع وحصاد؛ فالابن اليوم هو أب غدًا... ولا ننسَ القول الإلهي: «أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب لأن هذا حق»!
 
قديم 26 - 12 - 2016, 07:03 PM   رقم المشاركة : ( 15499 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,229

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

احترام محضر الرب

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يتعامل الكثيرون بشيء من التهاون مع الكنيسة واجتماعاتها؛ فالبعض يظنون أن قراءة الكتاب والصلاة في البيت تغني عن الوجود في محضر الرب، والبعض يرون الأمر أنه مجرد المكان الذي فيه الواعظ الأفضل! والبعض يرون أنها حرية شخصية سواء حضرنا أم لا، عبدنا أو لم نعبد، تواجدنا في الداخل مع العابدين أو وقفنا في الخارج مع المتفرجين! إنها حرية شخصية! وأخشى أننا نُحزن قلب الرب بعدم تقديرنا لمحضره كما يريد هو.
أقصد بمحضر الرب: مكان اجتماع الكنيسة معًا للسجود؛ فالكنيسة ليست هي المبنى والحوائط، بل هي جماعة المؤمنين، جسد المسيح، حيث يحضر الرب في الوسط إتمامًا لوعده الصادق: «لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم» (متى18: 20؛ انظر أيضًا عبرانيين2: 12).

أولاً: أهمية اجتماع الكنيسة معًا
1. إعلان واضح أمام العالم والملائكة عن نجاح مشروع الله في المسيح على الصليب، فها هي كنيسة الله التي اقتناها بدمه مجتمعة معًا ورأسها المسيح في الوسط (أعمال20: 28؛ أفسس1: 22).
2. هذا هو الهدف الأسمى لوجود الكنيسة على الأرض؛ أعني العبادة والسجود: «كيف رجعتم إلى الله من الأوثان لتعبدوا الله الحي الحقيقي» (1تسالونيكي1: 9).
ثانيًا: عظماء الكتاب المقدس في محضر الرب
كان عند رجال الكتاب المقدس تقدير كبير للوجود في محضر الرب، مثل داود وآساف وحزقيا والصبي يسوع والتلاميذ مع المؤمنين الأوائل وغيرهم.
1. صموئيل: رغم أنه عاش في أيام خراب روحي، لكننا نراه وهو طفل صغير يسجد أمام الرب في شيلوه (1صموئيل1: 24، 28)، بل كان يخدم أمام الرب، وأقام في هيكل الرب الذي فيه تابوت الرب. ورغم إهانة أولاد عالي للرب ولمحضره، إلا إن صموئيل تزايد نموًا وصلاحًا لدى الرب.
2. داود: كان له الأشواق والتقدير للوجود في حضرة الرب: «واحدة سألت من الرب وإياها ألتمس: أن أسكن في بيت الرب كل أيام حياتي لكي أنظر إلى جمال الرب وأتفرس في هيكله» (مزمور27: 4)، وأيضًا: «فدخل الملك داود وجلس أمام الرب وقال: من أنا يا سيدي الرب وما هو بيتي حتى أوصلتني إلى ههنا؟» (2صموئيل7: 18).
3. مؤمنو الكنيسة الأولى: «وكانوا كل يوم يواظبون في الهيكل بنفس واحدة. وإذ هم يكسرون الخبز في البيوت كانوا يتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب» (أعمال 2: 46).

ثالثًا: التقدير والاحترام اللائق لمحضر الرب:
يظهر تقديرنا للرب الذي قال عن نفسه «أنا ملك عظيم قال رب الجنود، واسمي مهيب بين الأمم» (ملاخي1: 14) في احترامنا لمحضره. كيف؟
1. الورع في عبادة إلهنا: «اسجدوا للرب في زينة مقدسة» (مزمور96: 9). فحينما استهان أولاد عالي بالرب وذبيحته وعملوا الشر في باب خيمة الاجتماع أماتهم الرب لأنه قال: «الذين يحتقرونني يصغرون» (1صموئيل2: 17، 22، 30).
2. احترام ميعاد الاجتماع: قال الرب: «أنا أحب الذين يحبونني والذين يبكرون إليَّ يجدونني» (أمثال8: 17).
3. عدم استغلال مكان وتوقيت الاجتماع لأغراض أخرى؛ فكثيرون يتركون الاجتماع في الداخل ويقفون خارجًا في شكل لا يليق للدردشة أو تبادل الأشياء والأحاديث بين الشبان والشابات بطريقة لا تكرم الرب وتعثر الآخرين. وأمور مثل هذه أثارت غضب الرب يسوع يومًا من الأيام قائلاً: «بيتي بيت الصلاة يُدعَى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص» (متى21: 13).
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رابعًا: احترام محضر الرب في تقديم ذبائح مقبولة عند الله
حزن الرب جدًّا من الكهنة في سفر ملاخي قائلاً لهم: «أين هيبتي... أيها الكهنة المحتقرون اسمي؟» (ملاخي1: 6-8). وذلك لأنهم قدموا ذبائح معيبة كالأعمى والسقيم والأعرج والمغتَصَب؛ وهي تشير إلى نوع من العبادة لا يقبلها الرب. لماذا؟
1. السقيم: عبادة هزيلة بالجسد بدون عمل وقوة الروح القدس، فالكتاب يعلِّمنا: «حارين في الروح عابدين الرب» (رومية12: 11).
2. الأعمى: عبادة دون تركيز أو تمييز لما نردد أو نصلي به.
3. الأعرج: كلام رائع في العبادة بلا تطبيق في الحياة العملية.
4. المغتَصَب: ذهن مشتت وكأنَّ وحشًا افترسه، فيجلس الشخص في الاجتماع بلا تركيز، مُغيَّب العقل: «هذا الشعب يكرمني بشفتيه أما قلبه فمبتعد عني بعيدًا» (مرقس7: 6).
يذكِّرنا الرسول بطرس قائلاً: «كونوا أنتم أيضًا مبنيين كحجارة حية بيتًا روحيًّا كهنوتًا مُقَدَّسًا لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح» (1بطرس2: 5). نقدم بالروح وبخشوع ذبيحة الحمد: «ذابح الحمد يمجدني»، و«ذبيحة التسبيح؛ أي ثمر شفاه معترفة باسمه»، نقدمها بوقار لله بيسوع المسيح.
خامسًا: هل أنا في حاجة للمواظبة على اجتماعات الكنيسة؟
لا يمكن أن أستغني - كعضو في جسد المسيح - عن باقي أعضاء الجسد؛ فأنا في حاجة للشركة مع بقية أعضاء الجسد، للأسباب الآتية:
1. البنيان والرعاية: هل يمكن أن ينمو أحد أعضاء الجسد وهو مستقل يعيش وحده؟! لذلك يؤكد الرسول بولس في 1كورنثوس12 تنوع عمل الأعضاء وفي رومية12 يؤكِّد تنوع المواهب، والهدف هو بنيان ونمو جسد المسيح. فأتشجع وأتعلم بين إخوتي في الكنيسة.
2. التمتع بحضور خاص للرب: «لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم» (متى18: 20)، «لأنه هناك أمر الرب بالبركة حياة إلى الأبد» (مزمور133: 3). وهو ما حُرم منه توما حينما حضر المسيح للعلية بسبب غيابه عن هذا الاجتماع.
عزيزي.. واحدة من الفضائل المسيحية هي الاحترام والتقدير لمحضر الرب في الكنيسة حيث الرب في الوسط. لذا كن خاشعًا، ساجدًا، مواظبًا، مُقَدِّرًا للرب، ومُقَدِّمًا بالروح كل ذبيحة مرضية عنده، فهو مستحق لأنه ذُبِح واشترانا لله بدمه!
 
قديم 26 - 12 - 2016, 07:05 PM   رقم المشاركة : ( 15500 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,229

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مخافة الرب

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإيمان بشخص المسيح المُخَلِّص لا يعطي فقط حياة أبدية، بل يَظهر أمام الله والآخرين في فضائل سلوكية. والفضيلة (Virtue) تعني: الدرجة الرفيعة في سمو الأخلاق، وعكسها: الرذيلة؛ كل ما انحط في السلوك والأخلاق.
فالرسول بطرس يحثّ المؤمنين أن يقدِّموا في إيمانهم فضيلة (2بطرس1: 5)، والرسول بولس يشرح لأهل فيلبي ما هي الفضيلة: «كل ما هو حق، كل ما هو جليل، كل ما هو عادل، كل ما هو طاهر، كل ما هو مُسِرّ، كل ما صيته حسن، إن كانت فضيلة وإن كان مدح، ففي هذه افتكروا» (فيلبي4: 8).
واحدة من أروع هذه الفضائل هي مخافة الرب.

الكتاب المقدس يقدِّم وصفًا مختصرًا للناس اليوم قائلاً: «ليس خوف الله قدام عيونهم» (رو3: 18)، لكن أبناء الله تميزهم هذه الفضيلة الرائعة؛ مخافة الرب، «فبدء الحكمة مخافة الرب» (أمثال9: 10).
أولاً: مخافة الرب ومعناها:
مخافة الرب، أو التقوى، لا تعنى الخوف والرعب من الله؛ لأن فداء المسيح وكفارته قد أزالا هذا الرعب: «المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج» (1يوحنا4: 18).
لكن مخافة الرب تعني إحترام ومهابة الله في السر والعلن، والابتعاد عن الشر الذي يحزن قلبه؛ فقد قيل عن أيوب إنه «يتقي الله ويحيد عن الشر» (أيوب1: 1).
وتعني أيضًا إكرام الرب ومحبته كما أوصى الرب شعبه: «تتقى الرب إلهك لتسلك في كل طرقه وتحبه، وتعبد الرب إلهك من كل قلبك وكل نفسك» (تثنية10: 12).
ثانيًا: مخافة الرب ومصدرها
مهما حاول الإنسان من ذاته، فلا يمكنه أن يكرم الرب ويتقيه إذ يقول الكتاب: «فإني أعلم أنه ليس ساكنٌ فيَّ؛ أي في جسدي، شيء صالح» (رومية7: 18). لكن هناك مصادر إلهية لمخافة الرب يمكنك أن تتمتع بها:
1. قدرته الإلهية: إمكانيات الله العاملة فينا «كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة» (2بطرس1: 3).
2. الطبيعة الإلهية في المؤمن: «لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة» (2بطرس1: 4).
3. الوجود في حضرة الرب: «هَلُمَّ أيها البنون استمعوا إليَّ فأعلِّمكم مخافة الرب» (مزمور34: 11).
ثالثًا: مخافة الرب وثمارها:
تظهر مخافة الرب في حياة وسلوكيات أولاد الله في كل سيرة؛ أي في كل مجالات الحياة:
1. الابتعاد عن الشر والدنس: قال يوسف وهو يهرب من خطية الزنا: «كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟» (تكوين39: 9)، وقيل عن دانيآل إنه «جعل في قلبه أنه لا يتنجس بأطايب الملك» (دانيآل1: 8). لكن أولاد عالي، رغم وجودهم في الخدمة، للأسف لم يكن لديهم مخافة الرب: كانوا «بني بليعال لم يعرفوا الرب»؛ ففعلوا النجاسة في باب خيمة الاجتماع، فأماتهم الرب (1صموئيل2).
2. طاعة الرب وتنفيذ صوته: أطاع إبراهيم صوت الرب وقدَّم ابنه على المذبح فقال له الرب: «الآن علمتُ أنك خائف الله فلم تمسك ابنك وحيدك عني» (تكوين22: 12).
3. علاقاتنا مع إخوتنا: رفض يوسف أن يؤذي إخوته رغم أذيتهم له ورغم أنه أصبح المتحكم في بلاد مصر قائلاً لهم: «افعلوا هذا واحيوا. أنا خائف الله» (تكوين42: 18).
4. احترام الأكبر سنًّا: «من أمام الأشيب تقوم وتحترم وجه الشيخ وتخشى إلهك. أنا الرب» (لاويين19: 32).
5. التأثير الإيجابي على من حولنا: «فإذ نحن عالمون مخافة الرب نقنع الناس» (2كورنثوس5: 11).
رابعًا: مخافة الرب ومكافآتها
يقول داود في مزمور31: 19: «ما أعظم جودك الذي ذخرته لخائفيك وفعلته للمتكلين عليك تجاه بني البشر». ويشجِّع الرسول بولس ابنه تيموثاوس على حياة التقوى؛ أي مخافة الرب، إذ لها مكافآت في الزمان هنا وفي الأبدية هناك: «ولكن التقوى نافعة لكل شيء إذ لها موعد الحياة الحاضرة والعتيدة» (1تيموثاوس4: 8).
بعض مكافآت التقوى هنا في الزمان الحاضر:
1. تسديد الأعواز والاحتياجات: «اتقوا الرب يا قديسيه لأنه ليس عوز لمُتَّقِيه» (مزمور34: 9). ولعلنا نذكر أن أرملة واحد من بني الأنبياء ذهبت إلى أليشع بسبب مشكلة الديون المادية ثم أكرمها الرب بفيض إلهي، فقالت لأليشع: «إن عبدك زوجى كان يخاف الرب» (2ملوك4: 1). فالشرير يفتقر لرغيف خبز والرب يُشبع أتقيائه.
2. سر الرب لخائفيه وعهده لتعليمهم (مزمور25: 14)، وهذا ما فعله الرب في زيارته لإبراهيم: «فقال الرب: هل أُخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله؟» (تكوين18: 17).

بعض مكافأت التقوى ومخافة الرب في الأبدية:
1. إكليل البر: كمكافأة من الرب لمؤمن عاش حياة تقوية رائعة مجدت الله «جاهدتُ الجهاد الحسن، حفظتُ الإيمان وأخيرًا قد وُضِع لى إكليل البر» (2تيموثاوس4: 8).
2. سيمشون معي في ثياب بيضاء: يشجع الرب الأتقياء الباقين في كنيسة ساردس الذين حفظوا حياتهم بلا دنس بهذه المكافأة في الأبدية: «لم ينجسوا ثيابهم سيمشون معي في ثياب بيض لأنهم مستحقون» (رؤيا3: 4).

عزيزي، هل تظهر في حياتك الملامح العملية لمخافة الله، في السر والعلن؟ إنها بحق السمة المُمَيِّزة لأولاد الله في عالم لا يخاف الله ولايهاب إنسانًا. ولا تنسَ أن أهم ملامح معرفة الله ليس التدين ولا الخدمة الكثيرة، لكن كما يقول الحكيم في سفر الأمثال: «بدء الحكمة مخافة الرب ومعرفة القدوس فهم» (أمثال9: 10)، ويقدِّم لنا أيضًا نصيحة غالية: «لا يحسِدَنَّ قلبُك الخاطئين بل كُن في مخافة الرب اليوم كله» (أمثال23: 17). ولا تنسَ، عزيزي، أن التقوى أو مخافة الرب لها موعد (مكافآت) الحياة الحاضرة والعتيدة أيضًا!
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 02:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025