الخرس الزوجى(ج)
(4) الاندهاش عند محاورته:
هذه من أروع الفضائل التى نحتاج إليها فضيلة الاندهاش أمام كل مَن نتلقاه.فالاندهاش هو اكتشاف ما هو حق وما هو جميل وما هو عدل وماله قيمة عند الآخر مع إهمال نقائصه وما يثيرنا فيه ويزعجنا منه.فهناك مَن ينظر إلى مكتب عليه أوراق كثيرة غير مرتبة لكن أوّل ما يلفت انتباهه صورة جميلة على المكتب.وهناك مَن لا يقدر أن ينظر إلى مكتب مهما كان جماله وتنسيقه دون أن يقف أمام ما فيه من غبار فى أحد أركان المكتب.فنحن إما متفائلون وإمّا متشائمون وهذا ليس بالأمر الخطير لأن لا يد لنا فيه لكن الاندهاش أمر يمكن اكتسابه بالتدريب.
(5)الاستجابة لحقيقة مطلبه:
عندما قال المسيح"كنت جائعاً فاطعمتمونى"كان يشير إلى الاستجابة للطلب الحقيقى فلم يُقل"كنت جائعاً فسقيتمونى"فلابد أن يكون هناك تناسب بين الحاجة والاستجابة.فأحياناً تكونين سخيّة جداً فى تقديم وجبة العشاء لأنك عندما تقدّمينها له تشعرين بالارتياح.إنك تقدّين شيئاً عظيماً ومشبعاً لكن حاجته لم تكن للطعام بل للشراب.فالطعام رغم أنه جيد ومفيد ومُغذّ ومكلف لكنه لن يروى ظمأ العطشان واعلمى أن المعدة ليست دائماً الطريق إلى قلب الرجل.
حاولى ودرّبى نفسك على اكتشاف الحاجة الحقيقية للشريك.هناك تجربة أجريت على مجموعة متحاورة وكان من قواعد الحوار:لا يحق لأى فرد أن يعبّر عن رأيه إلاّ بعد أن يعيد عرض أفكار مشاعر الشخص الذى سبقه فى الكلام عرضاً دقيقاً وأميناً يرضى ذلك الشخص.وهذا يعنى أنك قبل أن تُبدى وجهة نظرك عليك أن تستوعبى جيداً وجهة نظره وتفهّمى مشاعره إلى درجة تستطعين فيها أن تنوبى عنه.
كلمات الحكماء تسمع فى الهدوء أكثر من صراخ المتسلّطين بين الجهّال.(أمثال17:9)