الكاتب جورج أورويل صاحب رواية 1984
جورج أورويل هو ذلك الكاتب والناقد والروائي الانجليزي الاكثر شهرة علي الاطلاق بسبب رواياته مثل روايات مزرعة الحيوانات عام (1945) ، ورواية 1984 عام (1949 ) .
ملخص عن حياة جورج أورويل :
جورج أورويل كان في الواقع اسم مستعار له حيث كان اسمه الحقيقي إريك آرثر بلير ، ولد جورج أورويل في شرق الهند، في25 يونيو عام 1903، اشتهر جورج أورويل دوما بالذكاء ومعارضة الفساد وظهر ذلك في العديد من رواياته ، وانتهي به الامر مع نوبات عديدة لمرض السل، حتي توفي في مستشفى موجودة في لندن وذلك في يناير 1950 .
وقت مبكر من حياة جورج أورويل :
استطاع ان يخلق جورج أورويل بعض من اعنف روايات الخيال الساخرة في القرن العشرون ، حيث اعماله كانت تتسم باراء قوية حيث كان يرفض القاعدة الشمولية حيث كان عصره مليئا بالحركات السياسية الرئيسية ، بما في ذلك الإمبريالية والفاشية والشيوعية .
يعتبر جورج أورويل ابن موظف مدني بريطاني بسيط ، كان يعمل في الهند ، لذلك قضي جورج أورويل ايامه الاولى في الهند، حيث كان يتمركز والده ، وبعد ذلك عادت والدته واخته الاكبر سنا، مارجوري، إلى إنجلترا بعد نحو عام من ولادته واستقروا في هينلي ، وبقي والده في الهند ونادرا ما زارهم ، وبعد ذلك ولدت شقيقته الصغرى، افريل، في عام 1908 ، ومن المؤسف انه لم يعرف أورويل والده حقا حتى تقاعد من الخدمة في عام 1912 ، وبالرغم من ذلك لم يشكلوا سويا زوج مترابط حيث كان أورويل دائما ما يري والده ممل ومحافظ .
ووفقا لسيرته الذاتية ، كانت كلمة أورويل الاولى هي "الوحشية" ، فكان هو الطفل المريض دوما ، فكان يقاتل التهاب الشعب الهوائية والنزلات الصدرية ، لذلك صب كل تركيزه علي الكتابة في سن مبكرة، فيقال انه قد ألف اول قصيدة له في سن الرابعة ، وقال جورج أورويل انه ، "كان عادة طفل وحيد فكان يقوم بإختلاق قصص وعقد محادثات مع اشخاص وهمية" ، حتي جاء واحد من اول نجاحاته الادبية في سن 11 عندما كتب اول قصيدة تنشر في الصحف المحلية .
كان جورج أورويل مثل الكثير من الاولاد الآخرين في انجلترا في ذلك الوقت ، حيث تم ارساله إلى مدرسة داخلية ، وفي عام 1911 ذهب أورويل إلى القديس كبريانوس في مدينة ايستبورن الساحلية ، حيث حصل على منحة دراسية جزئية، وهنا لاحظ أورويل ان المدرسة تعامل الطلاب الاثرياء افضل من الطلاب الفقراء ، وكان لا يحظي بشعبية كبيرة وسط اقرانه ، ولكن اتت الكتب لتكون هي الشئ الذي يعطيه الراحة في وضعه الصعب هذا ، فقرأ للكثير من الروائيين ، فقرأ اعمال روديارد كبلنغ ويلز، وغيره ، وبالفعل استطاع أورويل ان يفوز بالمنحة الدراسية من كلية ولينجتون وكلية إيتون لكي يقوم بمواصلة دراسته .
وبعد الانتهاء من دراسته في كلية إيتون، وجد أورويل نفسه في طريق مسدود ، فكانت عائلته لا تملك المال لكي تدفع تكاليف التعليم الجامعي ، وهنا قرر انه بدلا من استكمال تعليمه ، سينضم إلى فرقة الشرطة الإمبراطورية في الهند في عام 1922 ، وبعد خمس سنوات في بورما ، استقال أورويل من منصبه وعاد إلى إنجلترا، وكان عازما على ان يصبح كاتب مشهور .
التدرج الوظيفي في وقت مبكر :
بعد خروج جورج أورويل من فرقة الشرطة الإمبراطورية في الهند ، كافح كثيرا لانشاء كتاباته المهنية الخاصة ، فكان اول عمل رئيسي له ، هو السقوط والخروج في باريس ولندن، عام(1933) ، وتولى أورويل جميع انواع الوظائف لتغطية نفقات كتاباته هذه ، بما في ذلك كونه يغسل الصحون، واراد ان يقدم دوما نظرة الوحشيين الي حياة الفقراء العاملين واولئك الذين يعيشون حياة عابرة، وهنا كان لا يرغب في إحراج عائلته، لذلك نشر الكتاب هذا تحت اسم مستعار وهو جورج أورويل .
فأخذ يكتب روايات عن نظرته الداكنة للاستعمار البريطاني في بورما، حيث كانت بورما جزءا من الإمبراطورية الهندية في البلاد ، وهنا خبرة أورويل في المسائل السياسية نمت بسرعة بعد نشر هذه الرواية ، وفي هذا الوقت، التقى ايلين التي تزوجها في يونيو 1936، وقامت ايلين بدعم ومساعدة أورويل في حياته المهنية كثيرا .
وفي ديسمبر 1936، سافر أورويل إلى إسبانيا، حيث انضم الي الجماعات التي تقاتل ضد الجنرال فرانشيسكو فرانكو في الحرب الاهلية الإسبانية ، واصيب أورويل بجروح بالغة خلال الفترة التي قضاها مع الميليشيا ، حيث تلقي طلق ناري في الحلق والذراع ، فظل لعدة اسابيع، غير قادر على الكلام ، واتهموا وقتها كل من أورويل وزوجته ايلين، بتهمة الخيانة في إسبانيا ، لذلك غادروا البلاد .
ولكن لم تترك المشاكل الصحية الاخرى الكاتب الموهوب ، فلم يمض وقت طويل بعد عودته الى انجلترا ، حتي اصيب أورويل بفترات مرض لعدة سنوات ، وتم تشخيص مرضه اخيرا في عام 1938 علي انه سل ، وامضى عدة اشهر في مصحة بريستون محاولا لاستعادة صحته ، ولكنه استمر في المعركة مع مرض السل للاسف لبقية حياته ، ففي الوقت الذي تم تشخيص مرضه هذا ، لم يكن هناك علاج فعال لهذا المرض .
وكان يشغل أورويل دوما كيفية إعالة نفسه، لذلك عمل أورويل على كتابة جميع انواع الكتابة ، فكتب العديد من المقالات والتعليقات على مر السنين، ووضع سمعة لإنتاج النقد الادبي فاستطاع ان يؤسس ذلك بشكل جيد، وفي عام 1941، عثر جورج أورويل على وظيفة بهيئة الإذاعة البريطانية كمنتج ، وكان ايضا يقوم بالتعليق علي الاخبار والبرامج للجمهور في الجزء الشرقي من الإمبراطورية البريطانية ، فاستطاع أورويل ان يقنع عظماء الادب في الظهور في برامجه ، ومع حلول الحرب العالمية الثانية استقال أورويل في عام 1943 ،واصبح المحرر الادبي لجريدة اشتراكية .
اعمال جورج أورويل في وقت لاحق :
ومن الاعمال الشهيرة المعروفة لأورويل هم روايتين، اولهما رواية مزرعة الحيوانات ورواية 1984، تلك التي نشرت في نهاية حياته ، ورواية مزرعة الحيوانات كانت عام (1945) وكان في هذه الرواية يهاجم السوفييت ، ووقتها جلبت هذه الرواية لأورويل اشادة كبيرة بخفة دمه وذكاؤه وايضا وفرت له المال الوفير .
وفي عام 1949، نشر أورويل تحفة اخرى، وهي رواية 1984 (، وفي هذه الرواية، اعطى أورويل القراء لمحة عن ما يمكن ان يحدث إذا كانت الحكومة تسيطر على كل التفاصيل في حياة الشخص، خاصة اذا وصلت للافكار الخاصة بهم .
وجاءت هذه الرواية لتثبت نجاحا كبيرا آخر للمؤلف، وبحلول ذلك الوقت، كان أورويل في المراحل الاخيرة من معركته مع مرض السل ، فتوفي في 21 يناير عام 1950، في مستشفى لندن ، وبالرغم من ان جورج أورويل قد مات الا ان افكاره وآراءه قد عاشت من خلال اعماله ، فكلا من رواياته الشهيرة قد تحولت إلى افلام وتتمتع بشعبية هائلة على مر السنين .
حياة جورج أورويل الشخصية :
ظل أورويل متزوجا من ايلين حتي وفاتها وذلك في عام 1945 ، وخلال زواجهما قاموا بتبني ابنا سمياه ريتشارد هوراشيو بلير، وقرب نهاية حياته، تزوج من سونيا براونيل في عام 1950،ولكن لم يمض وقت قصير حتي توفي ، وورثت برونيل عقارات أورويل وايضا كانت الوصية علي ادارة تركته
