معلومات عن الموسيقار بيتهوفن
لودفيج فان بيتهوفن ، هو عازف البيانو ومؤلف موسيقي الماني ، وعلي الرغم من انه كان اصم ، الا انه استطاع ان يشكل الموسيقي السائدة في الفترة الانتقالية بين العصور الكلاسيكية والرومانسية .
ملخص عن بيتهوفن :
ولد لودفيج فان بيتهوفن في 17 ديسمبر 1770، في بون، المانيا ، وكان من الاشخاص المبدعين حقا ، فكان يمتلك افاق واسعة في تلحين السوناتا، والسيمفونية، والكونشرتو والرباعية، وكان يجعل من الغناء متعة وذلك باختراعه طريقة جديدة ، اما عن حياته الشخصية فتميزت بنضال كبير ضد الصمم، ومن اهم اعماله التي قام بتأليفها خلال السنوات ال 10 الاخيرة من حياته، وكان وقتها لا يسمع نهائيا .
السنوات الاولى من حياة بيتهوفن :
علي الرغم من ان ميعاد ولادة لودفيج فان بيتهوفن غير محدد الا انه تم تعميده في الكنيسة في 17 ديسمبر عام 1770 ، وعلي الارجح انه ولد في 16 ديسمبر عام 1770 لانه كمسألة قانونية او كعرف يتعمد الرضيع في غضون 24 ساعة من الولادة ، وكان بيتهوفن هو اعظم ملحن وعازف بيانو في كل العصور ، كان يمتلك بيتهوفن اثنين من الاخوة الاصغر سنا منه والذين نجوا ايضا في مرحلة البلوغ، وهم كاسبر ويوهان، وكانت والدة بيتهوفن، هي ماريا ماغدالينا فان بيتهوفن، وكانت امرأة مرهفة المشاعر وراقية كما انها كانت تتمتع باخلاق حميدة ، ووالده هو يوهان فان بيتهوفن ، المغني المعروف عن ادمانه للموسيقي .
وبدأ والد بيتهوفن في تعليمه الموسيقي مع صرامة غير عادية ووحشية تكاد تكون قد اثرت علي بقية حياته ، فكان والده يضربه كلما اخطأ او تردد ، فكان كثيرا ما يحرمه من النوم لكي يدرس الكمان والكلافيير ، وبعيدا عن اساليب والده الصارمة ، كان بيتهوفن موسيقار موهوب غير عادي ، فقد استطاع ان يعرض ومضات خلاقة من مخيلته .
وقد عاني بيتهوفن من مشكلة الهجاء اثناء دراسته ، فكان مستواه الدراسي لا يتعدي الطالب المتوسط ، لذلك في سن العاشرة خرج من المدرسة ليستكمل دراسة الموسيقي بدوام كامل مع كريستيان جوتلوب ، وفي عمر الاثني عشر نشر بيتهوفن اول مؤلفاته تحت اسم غامض غير معروف .
وبعدها عمل كمساعد لوالده براتب سنوي متواضع لكي يساعده علي اعالة الاسرة ، وخلال عمله هذا تم ارساله الي فيينا ، عاصمة اوروبا للثقافة والموسيقي ، وكان بيتهوفن كله املا ان يدرس مع موزارت وهناك بعض الاقاويل التي تؤكد انه قام بالدراسة معه ، وبعد اسابيع قليلة فقط في فيينا، علم بيتهوفن ان والدته مريضة لذلك قرر العودة الي الوطن .
وفي عام 1790، حصل على بيتهوفن البالغ من العمر 19 عاما علي شرف عظيم وهو تأليف نصب تذكاري موسيقي تكريما الإمبراطور الروماني جوزيف الثاني ، وهي الان من روائع اعماله حقا .
بيتهوفن يؤلف الكثير لجمهوره :
في عام 1792، مع اجتياح القوى الثورية الفرنسية في راينلاند ، قرر بيتهوفن ترك مسقط رأسه للذهاب الي فيينا مرة اخرى ، ولكن كان موزارت قد وافته المنية في العام السابق، وترك بدلا عنه جوزيف هايدن فكان هو اعظم ملحن على قيد الحياة وقتها ، وكان هايدن يعيش في فيينا في ذلك الوقت، واستكمل مع بيتهوفن دراسته .
وفي فيينا ، كرس بيتهوفن نفسه بكل إخلاص لدراسة الموسيقى مع الموسيقيين البارزين في هذا العصر ، وفاز بيتهوفن بالعديد من حب الرعاة ومن المواطنين وخاصة من الطبقة الارستقراطية في فيينا، ووفروا له الإقامة والاموال .
ومع تقدم القرن الجديد ، بدأ بيتهوفن في تأليف قطعة بعد قطعة ، والتي جعلت منه ملحن بارع واوصلته الي نضجه الموسيقي ، وفي عام 1801 نشر سلسلة الرباعيات ، والذي اظهر من خلالها الاجادة التامة لاصعب الموسيقى ، وفي عام 1804، اعلن نابليون نفسه إمبراطورا ، ولاول مرة يؤلف له بيتهوفن سمفونية تكريما له .
بيتهوفن وفقدان السمع :
في نفس الوقت الذي كان يؤلف فيه بيتهوفن هذه الاعمال العظيمة والخالدة، كان يكافح ايضا من اجل التواصل مع الحقيقة المروعة والرهيبة، والتي كانت كل محاولاته يائسة في إخفائها ، وهو انه فقد السمع واصبح اصم ، فقد عاش عامين من البؤس وامتنع عن حضور اي وظائف اجتماعية، فقد وجد انه من المستحيل ان يقول للناس انه اصم وهو من اعظم الملحنين والعازفين ، وفقد كل امل علي انه قادر علي التعامل مع عجزه هذا ، فكان فقدان السمع في مهنته هذه عائق رهيب ، فكان يعيش درجات شديدة من الاكتئاب مما ادي الي اختفاء حياته كلها .
و6 اكتوبر 1802 ، اعلن بيتهوفن عن سر اختفاؤه ، وسبب بعده عن كل الاشخاص المحيطين به ، فقال انه ليس بحاقد او كاره للبشر ، وكان خطأ كبير منه ان يختفي بهذه الطريقة ، وانه يوجد سر بحياته جعله ينهي حياته بهذا الشكل ، ولكنه عزم علي استكمال فنه مرة اخري ، لانه من الصعب بل من المستحيل ان يترك العالم حتي يخرج ما بداخله .
فكان هذا اعجوبة بكل معني الكلمة ، فعلى الرغم من فقدان سمعه ، الا ان بيتهوفن واصل في التأليف ، وكانت الفترة ما بين 1803-1812، تعرف بالفترة البطولية لانه فيها قام باروع اعماله بالرغم من صممه هذا ، فألف اوبرا، وست سيمفونيات، واربعة كونشرتوات منفردة ، وسلسلة من خمس رباعيات، وسلسلة من ستة سوناتات ، وسبعة سوناتات علي البيانو، وألف ايضا خمس مجموعات من البيانو المختلفة ، واربعة مبادرات، واربع ثلاثيات، واثنين من السداسيات و72 اغنية .
وعلى الرغم من الانتاج الغير عادي من هذه الموسيقى الجميلة، الا ان بيتهوفن كان وحيدا ، وكثيرا ما كان بائس طوال حياته ، وشارد الذهن، وكان يعاني من جنون العظمة، ولمجموعة من الاسباب التي كانت تتلخص في شعوره بالعجز والمظهر المادي المؤسف، لم يسبق لبيتهوفن الزواج او انجاب اطفال .
وفي عام 1815 توفي شقيق بيتهوفن كاسبار ، وكانت وفاته بمثابة تجربة عظيمة في حياة بيتهوفن ،وذلك لانه دخل في معركة قانونية مؤلمة مع جوانا زوجة اخيه ، على حضانة كارل فان بيتهوفن، ابن اخيه وابنها ، وامتد الصراع لمدة سبع سنوات ، وفي نهاية المطاف فاز بيتهوفن بحضانة الصبي .
اعمال بيتهوفن العظيمة وموته :
على الرغم من حياة بيتهوفن الشخصية المضطربة، وعجزه البدني وصممه الكامل، الا انه ألف اعظم موسيقاه - وربما اروع من اي وقت مضى - وقرب نهاية حياته ، استطاع ان يؤلف اعظم الاعمال حتي وان كانت في وقت متأخر ، فكان عام 1824 يعتبر من افضل الاعوام التي انجز فيها بيتهوفن اعظم اعماله علي الاطلاق ، ففي هذا العام ألف بيتهوفن السيمفونية التاسعة والاخيرة والسلسلة الرباعية رقم 14 والف سبع حركات مرتبطة سويا دون انقطاع ، وقام بتلحين القصيدة الاكثر شهرة علي الاطلاق في التاريخ وتسمي هذه القصيدة نشيد الفرح .
وتوفي بيتهوفن في 26 مارس 1827، عن عمر يناهز ال 56 عاما ، وكشف تشريح الجثة ان سبب الوفاة المباشر هو تليف الكبد ، كما قدم تقرير التشريح انه اصم ، ولديه اسهال مزمن وامراض في الشرايين ، وفي الآونة الاخيرة، قام العلماء بتحليل الجزء المتبقي من جمجمة بيتهوفن ، ولاحظوا مستويات عالية من الرصاص وهنا افترضوا ان هذا التسمم بالرصاص كان سببا محتملا للوفاة ، فقد ساعدت هذه النظرية كثيرا في اكتشاف سبب وفاته .
وعلي نطاق واسع يعتبر لودفيغ فان بيتهوفن اعظم ملحن في كل العصور ، وهو بالفعل يعتبر شخصية انتقالية حاسمة يربط العصور الكلاسيكية والرومانسية بالموسيقى الغربية ، فكانت مؤلفات بيتهوفن الموسيقية تأتي علي نفس مستوي مسرحيات شكسبير من ناحية الانجاز البشري .