بدء ترميم قبر المسيح في كنيسة القيامة
بدأت أعمال ترميم ما يعتقد أنه قبر السيد المسيح فى كنيسة القيامة، وأزيحت الرخامة التى تغطيه للمرة الأولى منذ عام ١٨١٠، بعد سنوات من الدراسات واللقاءات بين علماء آثار ورؤساء الكنائس فى القدس المحتلة. وصرحت الدكتورة أنتونيا ماروبولو، المهندسة الكيميائية فى جامعة أثينا التقنية الوطنية، والمنسقة العلمية لأعمال الترميم، بأن الوقت اللازم للانتهاء من عملية الترميم لم يتحدد بعد. وقالت، فى تصريحات لمجلة «الأرض المقدسة» التى تصدر عن حراسة الأراضى المقدسة الفرنسيسكانية مرة كل شهرين، إن فريق العمل نظم الأمور اللوجيستية، بحيث يتمكن الحجاج من الوصول بحرية إلى كنيسة القيامة دون تقييد أو صعوبات. وأضافت أن «القبة التى تغطى القبر المقدس كانت لسنوات طويلة مفتوحة، ما أدى إلى تلف الهيكل الرخامى الذى يحمى القبر جراء الأمطار وسوء الأحوال الجوية، كما أن ضعف المواد المستخدمة فى بناء الهيكل ساعد على سرعة التلف». وأشارت إلى تضرر كنيسة القيامة بشدة نتيجة الحريق الذى نشب عام ١٨٠٨، وأدى انهيار السقف على الهيكل الخارجى إلى تدمير جزئه العلوى.. وبالرغم من إعادة بناء القبة عام ١٨٦٨، إلا أن الجدران والأعمدة قد اعتراها الضعف مجددًا، إثر زلزال عام ١٩٢٧. وتابعت: «رغم تعزيز الهيكل الرخامى بالسقالات الحديدية خلال فترة الانتداب البريطانى عام ١٩٤٧، إلا أن الحاجة قد برزت لإجراء تدخلات عاجلة.. وكانت نقطة التحول التى سمحت ببدء الأعمال، ذلك الاتفاق الذى وقعته الكنائس الثلاث المسئولة عن كنيسة القيامة: اليونانية واللاتينية والأرمنية». وأوكل الاتفاق لجامعة أثينا التقنية إدارة أعمال الترميم، وسمح للسلطات الكنسية الثلاث بتقييم حالة العمل واتخذ القرار بشأن كيفية المضى قدمًا فيه. وقالت: «علينا أن نمر بمرحلة تجريبية لفهم هيئة المشكلات فى البناء، فالهدف يكمن فى تعزيز الهيكل الرخامى من خلال تفكيك ألواح الرخام التى تغطيه، من ثم تنظيف المواد المستخدمة فى بنائه، وتدعيم الجدران التى أقيمت زمن الصليبيين، وإصلاحها بمواد تتماشى مع تلك القديمة». وأضافت: «كما عانت ألواح الرخام التى تغطى الهيكل، إلى حد كبير، بسبب الحجاج.. على سبيل المثال أدخنة الشموع التى أضيئت على مر القرون، لذلك سيعاد ترميمها بعد إعادة تركيب الألواح وتثبيتها بواسطة مسامير من التيتانيوم». وأشارت إلى أن أعمال الترميم ستتطلب العمل نهارًا وليلًا، ففى النهار سيتم إنجاز الأعمال التى لا تعيق الصلوات، وفى الليل سيتم إنجاز الأعمال الثقيلة التى تتطلب إغلاق القبر أمام الزوّار والصلوات. ويشارك فى عملية الترميم سبعين عالما يتوزعون على المهام الإدارية والفنية الهندسية، إضافة إلى عدد كبير من العمال، وتضم مجموعة عمل جامعة أثينا ٢٧ متخصصا فى الهندسة المعمارية، فضلا عن لجنة خبراء من الكنائس اليونانية واللاتينية والأرمنية، لتقييم ومراجعة عمليات الترميم برمتها. وقالت الدكتورة أنتونيا ماروبولو: «من وجهة نظرى المهمة صعبة للغاية، لكنها أيضًا تمثل تحديًا كبيرًا.. فهذا المكان هو بالحقيقة ملىء بالإيمان والتاريخ، وأشعر نفسى مباركة فى هذا العمل». وجاء فى بيان مكتب كنيسة المهد للروم الأرثوذكس ببيت لحم «بعد إزالة القطعة التى تغطى الحجر الأصلى الذى سُجى عليه جسد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح بعد صلبه وموته انبعثت ريح طيبة فواحة». ورافق فريق من «ناشيونال جيوجرافيك» فريق العمل الفنى، قال عالم آثار «ناشيونال جيوجرافيك»، فريدريك هيبرت، إن «هذه لحظة تاريخية، أعتقد أننى حسن الحظ أننى جزء من هذا الحدث العظيم». وقال هيبرت، إن بلاطة الرخام لم تُنزع منذ عام ١٥٥٠، تحت الرخام كانت طبقة من الركام، كان العمال أنهوا إزالة الركام، كاشفين عن شىء غير متوقع: لوح آخر من الرخام. ويعتقد هيبرت أن اللوح الثانى، وهو رمادى وظهر عليه نقش صغير فى شكل صليب، يعود إلى القرن الثانى عشر. ويريد فريق الترميم أن يسد بإحكام جوف القبر، وحقن أجزاء منه القبر من أجل التعزيزات، وبالتالى لا تتسرب المادة داخل ما يعتبر أنه الصخرة المقدسة. وسيبقى جزء من القبر مفتوحًا، وعمد الخبراء إلى فتح نافذة مستطيلة فى أحد الجدران الرخامية للغرفة الداخلية، كى يتمكن الحجاج من أن يلقوا نظرة خاطفة، للمرة الأولى، على جزء من الجدار الجيرى. ونشر مكتب كنيسة المهد للروم الأرثوذكس بيت لحم بيانًا جاء فيه: «تم اليوم فى كنيسة القيامة فى مدينة القدس حدث تاريخى مميز ولأول مرة بعد قرون طويلة من الزمن، ولغرض أعمال الترميم الجارية حاليا فى الكنيسة، وتحديدا فوق القبر المقدس والقبة الذى عليه، وأزيلت قطعة من المرمر تغطى الحجر الأصلى الذى سُجى عليه جسد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح بعد صلبه وموته على الصليب».
هذا الخبر منقول من : البوابه نيوز