الرجوع إلى النفس والله
الابن الضال في طيش وتهور، ظنَّ أن وجوده في بيت أبيه عائق في طريق سعادته؛ فأخذ نصيبه من المال، وذهب إلى كورة بعيدة، وهناك بدَّده في عيش مسرف. ولما جاع أخيرًا واشتهي النجاسة ولم يجدها، وأحسَّ بالجوع والحرمان، رجع إلى نفسه، وقال: أقوم وأرجع إلى أبي، وأقول له: أخطأت يا أبتاه في السماء وقدامك، ولست مستحقًا أن اُدعي لك ابنًا. ذهب إلي أبيه منكسر النفس، ممزَّق الثياب، حافي القدمين. ولما رآه أبيه من بعيد ركض إليه، ووقع على عنقه مقبِّلاً إياه. ألبسه أبيه حله غالية، وحذاءً جديدًا وذبح له العجل المثمَّن، وأحضر المغنين ليفرح مع ابنه والأحباء برجوع ابنه.. هكذا يفرح الله والملائكة والقديسون برجوع الخاطئ، ويشعر التائب بالقبول والغفران، ويسعد بالحياة في حضن الآب المحب.