رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
راهبة تكسر الصمت في لبنان! اليتيا لبنان/ أليتيا (aleteia.org/ar) من النبعة الى كل لبنان… والعالم. النداء ملح، ابن الساعة. “علينا جميعا ان نكسر الصمت حول التساهل تجاه البؤس”، تقول الاخت تيريز ريكار من راهبات الفرنسيسكان مرسلات مريم، المسؤولة عن مركز “بيتنا” في النبعة. قبل ايام، تجمع عشرات، كبارا وصغارا، امام مقر المركز، احتفاء بـ”اليوم العالمي لمكافحة البؤس”. وتعالى النداء: “ضموا اصواتكم الى اؤلئك الذين لا صوت لهم او اصواتهم غير مسموعة”. هنا الصمت ممنوع، ويناضل المركز من اجل كسره منذ انطلاقه من 18 عاما (1999). “يجب الا نصمت ابدًا”، يؤكد اهل “بيتنا”. الشارع اقفل خصيصا امام السيارات ليتسع لكل هذا الجمع الآتي الى اللقاء امام مقر المركز. ولحسن الحظ، عملت البلدية على تنظيفه، للمرة الاولى، باصرار من “بيتنا”. وللمرة الاولى ايضا، يحصل اللقاء في الشارع، بخلاف الاعوام السابقة التي اقيم فيها في حدائق عامة في المنطقة. “انه عيدنا”، بتعبير احدى سيدات “بيتنا”. المناسبة “حماسية بالنسبة الينا”، تقول الاخت تيريز. في صميم هذا اليوم، ترى “وجوه كل الاشخاص الذين يواجهون عنف البؤس الذي يفرضه الحرمان والازدراء، كل اؤلئك الذين طردتهم النزاعات، وايضا الجفاف والفياضانات والجوع، من مكان الى آخر. هؤلاء البائسون يُنظر اليهم كمشتبه بهم، او كمن يحتاجون الى مساعدة. وهذه النظرة مهمشة”. واذا كان الازدراء والجهل يؤديان الى “اقصاء الذين يعانون البؤس اجتماعيا”، فالمؤكد لدى الاخت تيريز هو ان “مجتمعاتنا تحرم نفسها من خبرات اشخاص يومياتهم تقوم على الصمود والشجاعة والصبر كي يجدوا الطرق التي تحرر من الانقسامات وتؤدي الى السلام”. العام 2002، تعرّف “بيتنا” الى حركة ADT Quart-Monde التي اطلقت الاحتفالات بـ”اليوم العالمي لمكافحة البؤس” العام 2003. “ومنذ ذلك الحين، “لا نفوّت المناسبة لنجتمع معا كل سنة، في التاريخ نفسه (17 ت1)، ونستمد من بعضنا البعض القوة”. هذه السنة، اختار “بيتنا” شعار: “لنخرج من الصمت، لنصغ الى بعضنا البعض، ولنصنع من اصواتنا المتضامنة تناغما جميلا”، تقول الاخت تيريز. “نحن مقتنعون بان لدى كل شخص، غني او فقير، مثقف او امي، يعيش في بلده او اقتلع منه، رجل او امرأة، شاب او مسن، الكثير ليقدمه الى مجتمعاتنا”. الشجاعة، القدرة على التحمل، المثابرة، العطش الى الكرامة، التضامن، التوق الى السلم “قيم” تقول الاخت تيريز انها “معاشة يوميا في احيائنا في النبعة، حيث الحياة صعبة”. ما لمسته من خبرة حياة طويلة في تلك الاحياء ان “الفقراء هم المخولون جيدا لفهم التجربة الصعبة لكل الفقراء”. على مسامعها، قالت احدى السيدات: “كنت في الشارع يوما، واعرف معنى ذلك. ولا استطيع ان اقفل بابي اذا رأيت آخر في الوضع نفسه الذي كنت فيه”. في “بيتنا” والجوار، للشعار وقعه: “انت اخي في الانسانية”. تدرك الاخت تيريز ان “الطريق طويل لتحرير العالم من البؤس”. لكننا نتقدم طالما ابقينا ثقتنا بالانسان، وانضممنا معا الى مدرسة الصامدين من البداية في وجه الفقر الكبير، رافضين بان يتعرض اي كان للاذلال او الازدراء”. وعلى غرار الاب جوزف فريزينسكي، مؤسس حركة ATD Quart-Monde، “سنواصل الايمان بان انسانية جديدة من دون بؤس ستبصر النور يوما ما”. |
|