الدكتورة هبة عيسوى أستاذ أمراض الطب النفسى بجامعة عين شمس
تقول أم لدى ابن يبلغ من العمر ثلاث سنوات، وقد شخصت خالته المرضية بالتوحد، فهل هناك علاقة بنقص فيتامين "د" فى إصابته بهذا المرض كما قيل لى من البعض؟
تجيب على السؤال الدكتورة هبة عيسوى، أستاذ أمراض الطب النفسى بجامعة عين شمس قائلة: "التوحد من الأمراض التطورية التى لم يتوصل العلماء حتى الآن إلى سببها الأساسى، ولكن من الأسباب المقبولة لهذا المرض خلل بالجينات الوراثية أو العوامل البيئية، وقد ارتفعت نسبة المرض فى مصر حتى صار يصيب طفلا واحدا بين كل مئة وخمسين طفلا".
فقد أظهرت الدراسات الحديثة أن نقص فيتامين "د"، يعتبر من ضمن الأسباب لإظهار مرض التوحد فى الأطفال فى العامين الأولين. وقد أثبتت النتائج المعملية نقص فيتامين "د"، ومعدن الكالسيوم عند أطفال التوحد بالمقارنة بالأطفال الأصحاء.
ويعتبر فيتامين «د» من أهم الفيتامينات اللازمة لنمو مخ الأطفال، وله دور مهم وحساس فى نمو مخ الجنين وهو فى رحم أمه.
وقد أجريت العديد من الدراسات على آثار نقص فيتامين "د" لدى الحوامل على الأجنة وكانت النتائج هى أن انخفاض فيتامين "د" يؤدى إلى ضعف نمو المخ عن المعدلات الطبيعية، بالإضافة إلى حدوث انخفاض فى أنتاج البروتينات التى تشارك فى بناء الأعصاب، وكذلك ضعف التعليم والذاكرة، كما أن نقصه له تأثير على الهرمونات.
وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن فيتامين "د" يؤثر على مستويات مادة الجلوتاثيون التى تعمل بمثابة عامل مساعد على تخليص الجسم من المعادن الثقيلة التى تؤدى إلى تلف أنسجة المخ . كما أنه من أهم المواد المضادة للأكسدة فى الجسم.
وننصح بضرورة تعرض الأم الحامل والمرضع والطفل فى خلال العامين الأولين بعد الولادة إلى أشعة الشمس خصوصا فى الساعات الأولى من النهار وقبل غروب الشمس، لأنها تحتوى على الأشعة اللازمة لتصنيع فيتامين "د"، وكذلك تناول أغذية غنية بفيتامين "د" مثل البيض والسمك.