منتدى الفرح المسيحىمنتدى الفرح المسيحى
  منتدى الفرح المسيحى
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث

اسبوع الالام
 أسبوع الآلام 

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين

ثوك تى تى جوم نيم بى أوؤو نيم بى إزمو نيم بى آما هى شا إينيه آمين


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07 - 10 - 2016, 06:55 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,315,067

المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الرابع)

أمي وإخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها

المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الرابع)
سلسلة موضوع: المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الرابع)
فأجاب وقال لهم: أُمي وإخوتي هم الذين يسمعون
كلمـــــــــــة الله ويعملـــــــون بها – لوقا 8: 21
__________

(2) عطش الإنسان إلى المطلق:
الإنسان – بطبيعة تكوينه الأساسي من جهة الخلق – عنده قناعة داخلية بالله، ليس بالمنطق العقلي، ولكن بالحس، وهذا الحس دفين في أعماق الإنسان من الداخل، وهذا واضح من سفر التكوين حينما تكلم عن خلق الإنسان على صورة الله ومثاله.
فأثر الله يبدو في أعماق القلب البشري بالرغم من التشويش الحادث بسبب الخطية والسقوط وخبرة حياة الشرّ التي عاشها، ويتجلى الله ويظهر في عطش الإنسان الداخلي واشتياقه لحياة أفضل، لأن ميله الطبيعي الذي يحركه نحو خالقه هو رغبته بأن يؤمن بما هوَّ أعظم..
+ عطشت نفسي إلى الله، إلى الإله الحي، متى أجئ وأتراءى قُدام الله. (مزمور 42: 2)
+ يا الله إلهي أنت، إليك أُبكر، عطشت إليك نفسي، يشتاق إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء. (مزمور 63: 1)
فالإنسان – مهما كان – يعيش غير راضي أو قانع بحياته، لأنه لا يراها الحياة التي يتمنى أن يعيشها، أو أن هذه هيَّ طبيعة حياته المنحصرة في الحياة حسب الجسد، نأكل ونشرب لأن غداً نموت. لأنه دائماً يميل إلى تغيير حياته للأفضل والأحسن، بل وحتى أن وصل لما يتمناه، يبقى غير قانع، بل يطلب ما هوَّ أفضل، فهوَّ لا يتوقف ولا يشبع أو يقنع أبداً ويشعر أن هناك شيء عظيم ينقصه جداً!!
الإنسان يُعرَّف عند علماء النفس بأنه "حيوان قلق" وهذه الميزة يختلف بها عن سائر الكائنات الحية. فللحيوان رغبات غريزية محدودة، سهلة الإرضاء، لذلك ليست في حياته مشاكل. أما الإنسان فكلما حاول إشباع رغباته اشتدت وقويت فيه هذه الرغبات بشكل غريب مُتصاعد، وكأن هناك شيئاً في أعماق كيانه يحركه ويُعذبه، بل ويدفعه دون هوادة نحو ما يجهله ولا يعرف ما هوَّ!!
ففي الإنسان صراع داخلي بين رغباته وبين ما يملكه، وبين إرادته وقدرته، بين ما يُريد أن يكون وبما هوَّ عليه الآن، وبين ما في داخله وما في خارجه!!
فكلما حاول أن يقترب مما يرغبه أو ما يُريد، أبتعد ما يُريد عنه موقظاً في نفسه الخيبة والحسرة. وهذا ما يبدو في الخبرة اليومية وفي كل المجالات؛ فمثلاً:
1- الإنسان الذي يسعى إلى المال أو مركز اجتماعي أو مجدٍ ما، لا يكتفي بما حصل عليه. بل كلما بلغ مقصده، طمع في المزيد جوعاً، لذلك لا يعرف قلبه راحة أو استقرار (فعين الإنسان لا تشبع) كما يقول المثل السائد!!
2- والإنسان الذي يسعى إلى الجمال. فأمام منظر طبيعي بديع أو قطعة أدبية رائعة أو قصة جميله، أو لوحة فنية، أو قطعة موسيقية ساحرة، يشعر الإنسان، إلى جانب نشوة وابتهاج قلبه بها، بشيء من الحزن الشديد والشجن، ويزداد هذا الحزن بنسبة ما يكون جمال هذا المنظر أو الإنتاج الفني.
فكيف يُفسرّ هذا الحزن؟!! في الحقيقة أن ذلك الجمال الذي أدركناه أيقظ فينا حنيناً وشوقاً عميقاً لا قدرة لنا على إشباعه أو إطفائه، ومن هُنا نشأ الألم والحزن، وكم من الأدباء والشعراء والفنانين، اعترفوا بالمرارة والألم اللذان شعرا بها عندما كانوا يبدعون تحفة فنية أو مقطوعة موسيقية، أو قصة رائعة، أو قطعة شعرية.. الخ.
3- خبرة الحب. فالحب، كما هوَّ معروف، ينتظر منه الإنسان سعادة مطلقة، دائمة، وبخاصة إذا كان هذا الإنسان رومانسي بطبعه. ولكن يجد هذا الإنسان – بعد قصة حب طويلة وبعد أحلام رومانسية طويلة – أنه أُصيب بخيبة أمل في حبه، فالمحبوب، مهما سمت صفاته، بشر وليس إلهاً، لذا لا يمكنه أن يقدم لمحبوبة السعادة الفردوسية التي يحلم بها.
فتصور الإنسان عن الحب الحقيقي، أنه يسعى إلى شركة بين الحبيبين شركة كاملة، شركة تامة عميقة وخالدة، ولكنه يصطدم بالواقع العملي، واقع السأم الذي تولده العادة، وأيضاً الأنانية التي يسعى فيها المحب أو المحبوب لإرضاء نفسه دون الآخر، وتحقيق رغباته دون الآخر!!، وبذلك ينهار معنى الحب والزواج في عينيه!!

******* عموماً باختصار *******
إن للإنسان المحدود أماني متسعة جداً لا محدودة، يسعى جاهداً لكي يُحققها، رغم جهله بمصدرها وما يُشبعها إشباع حقيقي، لذلك يعيش في توترّ وقلق دائم مصحوب بحزن داخلي موجع انفسه جداً.
ولكن ما هوَّ سرّ هذا التفاوت الصارخ الذي في حياة الإنسان؟ من أين أتى هذا السعي إلى اللامتناهي والمطلق، رغم أن خبرته في الحياة تُقدم لهُ المحدود الزمني أي المحدود النسبي، الذي لا يُشبعه على الإطلاق، بل يزيده قلق وجوع؟
في الحقيقة، أن في أعماق الإنسان المحدود، في الداخل، صورة أصلية لكائن غير محدود، لذلك فأن سعي الإنسان إلى المطلق هو تعبير عن حنينه وشوقه لأصل الصورة، فالصورة تحن لأصلها!!
فخيبة الإنسان وخطأه الدائم، هوَّ أنهُ لا زال يبحث عما يروي عطشه ويُسدد احتياجاته في هذا العالم الحاضر بين المخلوقات والمجتمع، وطلب كل ما هوَّ على الأرض، فهوَّ يطلب حياة كريمة ومعقولة ليس فيها شرّ، ويتمنى عملاً يبعده عن التفكير بالشرّ وحياة تجعله يهدأ لنفسه أو حب يُشبع قلبه، وزوجة صالحة تهتم به وتعطيه احتياجه، وكلها طلبات عادية ومشروعة، ولكن مهما ما كانت عظيمة وشريفة لكنها تخص الأرض والحياة الطبيعية في المجتمع، ومع أن كل هذا طبيعي وجيد جداً لكل إنسان، لكن هيهات أن أشبع قلبه وأعطاه السلام الذي يرجوه، أو يعطيه ضمان الحياة الأبدية.
فمصيبة الإنسان أنه يبحث عن الذي يروي عطش قلبه غير الله، أو بجانب الله، أو أنه يسعى بكل قوته في أن يصلي ويطلب بدموع من الله أن يُشبع قلبه في حياة مريحة وهادئة بلا صراع على الأرض، ولكن هيهات من أن يستريح الإنسان في الأرض مهما ما فعل أو صنع.
فكما أن المدّ يفترض وجود القمرّ الذي يجذب إليه ماء البحر، ولو كان مختفياً وراء السحب، كذلك مدّ النفوس وسعيها المتواصل إلى ما تُشبهه أو إلى ما خُلقت عليه، لأن من المستحيل أن يوجد في الوجود كله ما يُشبع النفس ويرويها غير المُطلق المتسع الذي لا حدود لهُ، أي الله الذي هوَّ وحده الذي يجذب النفس حتى ولو اختفى عن نظرنا وإدراكنا، لأن الله خلقنا متجهين إليه، لأنه أصل الصورة المخلوقين عليها التي تجذبنا وتشدنا إليها، لأن ما يُشبع النفس فعلاً ويرويها ليس كل ما هو محدود لأنها لم تخلق على صورة المحدود الزمني بل على صورة الأزلي الأبدي، لذلك لن تجد قلوبنا راحة ولا سلام ولا مسرة ولا سعادة حقيقية ثابتة لا تزول إلا إذا استقرت في ملكها ورأسها المسيح الرب، بل والتصقت به التصاقاً حتى تصير معه روحاً واحداً:
+ التصقت نفسي بك، يمينك تُعضدني. (مزمور 63: 8)
+ وأما من التصق بالرب فهو روح واحد. (1كورنثوس 6: 17)
__________ يتبع __________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07 - 10 - 2016, 07:51 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
walaa farouk walaa farouk متواجد حالياً
..::| الإدارة العامة |::..
 
تاريخ التسجيل: Jun 2015
الدولة: مصر
المشاركات: 376,496

ربنا يبارك خدمتك الجميلة يا مرمر
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08 - 10 - 2016, 06:02 AM
الصورة الرمزية Rena Jesus
Rena Jesus Rena Jesus غير متواجد حالياً
..::| الاشراف العام |::..
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
الدولة: مصر
المشاركات: 76,354

متابعه معاكى
جميله جدااااااا
ميرسى ربنا يفرح قلبك
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08 - 10 - 2016, 10:03 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,315,067

شكرا على المرور
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 - 10 - 2016, 07:36 AM
الصورة الرمزية MenA M.G
MenA M.G MenA M.G غير متواجد حالياً
..::| VIP |::..
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
الدولة: مصر
المشاركات: 109,860

دائماً مُشاركاتَكْ رائْعة
موضوعك مُمَيز
ربنا يبارك خدمتك
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15 - 10 - 2016, 01:54 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,315,067

شكرا على المرور
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سلسلة موضوع: المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الأول) Mary Naeem مواضيع وتأملات روحية مسيحية 5 15 - 10 - 2016 01:55 PM
سلسلة موضوع: المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الثاني) Mary Naeem مواضيع وتأملات روحية مسيحية 5 15 - 10 - 2016 01:55 PM
سلسلة موضوع: المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الخامس) Mary Naeem مواضيع وتأملات روحية مسيحية 7 15 - 10 - 2016 01:33 PM
المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء السادس والأخير) Mary Naeem مواضيع وتأملات روحية مسيحية 4 15 - 10 - 2016 01:33 PM
سلسلة موضوع: المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الثالث) Mary Naeem مواضيع وتأملات روحية مسيحية 5 08 - 10 - 2016 10:24 AM


الساعة الآن 07:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025