رابعًا: الأراضي المجاورة لجنة عدن:
تذكر ثلاث مناطق بالارتباط بالأنهار، فنقرأ أن نهر " حداقل " " هو الجاري شرقي أشور" (تك 2:14) والعبارة تعني – حرفيًا – "الجاري أمام أشور" مما قد يعني أنه " يجرى بين أشور والمشاهد "وكلمة"أاشور" قد تعني ولاية أشورالتي بزغ نجمها في بداية الألف الثانية قبل الميلاد، أو مدينة أشور التي هي الآن قلعة " شرجات "على الضفة الغريبة لنهر دجلة بين نهري الزاب الأعلى والزاب الأسفل، وكانت أقدم عواصم أشور والتي ازدهرت – كما تدل الحفريات الأثرية – في أوائل الألف الثالثة قبل الميلاد – على الأرجح – على جانبي الدجلة – فالأرجح أن المقصود بأشور هنا (تك 2:11) التي يجرى الدجلة شرقيها.
ثم إن نهر "جيحون" يوصف بأنه "المحيط (أو الذي يتلوي في) بجميع أرض كوش" (تك 2: 13). وكوش في الكتاب المقدس تشير عادة إلى "إثيويبا" وكثيرًا ما أخذت على هذا الاعتبار هنا، ولكن توجد منطقة إلى الشرق من نهر الدجلة كانت تسمى بهذا الأسم، وإليها ينسب "الكاشيون" الذين ظهروا في الأف الثانية قبل الميلاد، ولعل هذه المنطقة هي المقصودة هنا "بكوش".
ونهر فيشون "الذي يوصف بأنه" المحيط بجميع أرض الحويلة حيث الذهب. وذهب تلك الأرض جيد. هناك المقل وحجر الجزع" (تك 2:11 و12) وحيث أن " المقل " يفهم منه عادة أنه "صمغ عطري" وهو أحد الحاصلات التي تتميز بها الجزيرة العربية، كما أن المرتين الأخريين اللتين تذكر فيهما " حويله " كاسم مكان (تك 25: 18، 1 صم 15:7) تشيران إلى مناطق في شبه الجزيرة العربية