كثير من المسلمين الطيبين البسطاء يعتقدون أن وجود أشخاص على رأس المجتمع يحكمون بإسم الإسلام هو أمر كفيل بتحقيق الخير والبركة . ولهؤلاء أقول : أن المسلمين الأوائل (الصحابة من المهاجرين والأنصار) قد هزموا في معركة (موقعة) أُحد وفي وسطهم الرسول (ص) . ولو كان النصر (أو النجاح أو التقدم أو الخير) يتحقق بالبركة ، لأنتصر المسلمون يوم أحد وبين ظهرانيهم البركة كلها (الرسول "ص") . ولكن هزيمة المسلمين (الصحابة من المهاجرين والأنصار ووسطهم النبي "ص") جاءت لتؤكد أن الله كما خلق الخلق ، فقد خلق قواعد وقوانين سير الكون (ومنها قوانين الطبيعة) ... ومن بين هذه القوانين : أن من يحارب بدون مؤهلات النصر العلمية والمادية الصرف لابد وأن يهزم (بهذه القوانين إنتصر المسلمون بقيادة طارق بن زياد عند غزوهم الأندلس وبذات القوانين إنهزم المسلمون بعد عدة عقود في معركة "بو" في جنوب فرنسا ... ولا دخل للبركة في النصر الأول ... ولا دخل للبركة في الهزيمة الثانية) ... وهكذا ، فإن من يظن أنه سيحكم بإسم الإسلام وأن البركة ستحل (لأنه يحكم بإسم الإسلام) فسوف يأخذ لنتائج (في كل المجالات) مثل نتيجة معركة (موقعة) أُحد ... فالنصر والتقدم والحكم الناجح يحدث – فقط – بالعلم وحُسن الإدارة وهى كلها أقانيم إنسانية لا دين ولا ملة ولا جنسية لها . وهى أقانيم لا يوجد دليل واحد أن من يريدون أن يحكموا مجتمعاتهم بإسم الدين يتحلون بها ... بل هناك أدلة وأدلة (مستقاه كلها من خلفياتهم ومحصولهم المعرفي وصلتهم بعالمية العلم والمعرفة وقيم التقدم) على أنهم لا ... ولا يمكن أن يحوزوها .
د.طارق حجي