ارتوينا جميعا
السيد/ فايز سعد
8 شارع غريب شطا – رمل الأسكندرية
إبان تلمذتي بمدرسة جمعية الأيمان القبطية بفم الخليج، وفي عام 1938 تقدمت للحصول علي الشهادة الأبتدائية ... وكانت حينذاك شهادة لها وزنها، وتجري امتحاناتها تحريرا وشفويا.
وفي عصر اليوم السابق علي بدء الامتحانات، خطر بفكري انا ومجموعة من الزملاء أن نلتمس بركة، ودعاء من راهب يعيش حياة الوحدة في طاحونة من طواحين الهواء القائمة علي الجبل... ولم تكن هذه الزيارة نزهة للترويح عن النفس، فالوقت صيف، والمسافة تقطع في ثلاث ساعات (من فم الخليج).
ورغم طول الرحلة، لم نشعر بأي تعب أو إجهاد ...
ولما فتح لنا الباب استقبلنا بالبشر، ودون أن نلتمس منه شيئا قال : " إن شاء الله ناجحين " ولتوه قدم لنا كوبا واحدا من الماء ... لم يقدم غيره، ولكنه روي ظمأ مجموعتنا التي كانت تتكون من سبعة عشر طالبا، وكان في معيتنا طالب آخر رفض الشرب من هذا الماء .
صلي لنا، ووضع يده الممسكة بالصليب علي رؤوسنا ... ورفض الطالب ذاته أن يحني رأسه أمامه، وابتعد...
صرفنا إلي بيوتنا داعيا لنا بالتوفيق
والنجاح كان لنا ... ما عدا ذلك الزميل الذي رفض، وتباعد
وبقي أن أشير أن ذلك الراهب هو أبونا مينا المتوحد...