تفسير رؤيا يوحنا اللاهوتي - وعلاقتها بالماض والحاضر والمستقبل
الحلقة التاسعة
في هذه الحلقة سنتكلم عن الفصل السابع من رؤية دانيال لعلاقته بتحديد الامبراطورية التي على ظهر الوحش القرمزي في أيامنا هذه, وكذلك لتحديد مدة بقاء المسيح الكذاب والضيقة التي يجلبها على المؤمنين بالفداء, ولكي نرى الاحداث المستقبلية التي ستحدث حسب نبؤة دانيال والرؤيا ومدى التطابق بينهما.
دانيال الفصل السابع
(2) أخبر دانيال وقال رأيت في رؤياي ليلا فإذا بأربع رياح السماء قد هجمت على البحر الكبير (3) فطلع من البحر اربعة حيوانات عظيمة يخالف بعضها بعضاَ (4) الاول مثل الاسد وله جناحا النسر وبينما كنتُ أرى إذ أُقتلع جناحاه ثم إرتفع على الارض وقام على رجليه كإنسان وأُوتي قلب إنسان. (5) وإذا بحيوان آخر شبيه بالدب فقام على جنبِ واحد وفي فمه ثلاثُ أضلع بين أسنانه فقيل له قم فكل لحماَ كثيراَ (6) وبعد ذلك رأيت فإذا بآخر مثل النمر وله أربعة أجنحة طائر على ظهره وكان للحيوان أربعة أرؤس, وأُوتي سلطاناَ. (7) وبعد ذلك رأيتُ في رؤيا الليل. إذا بحيوان رابع هائل شديد قوي جداَ, وله أسنان كبيرة من حديد فكان يأكل ويسحق ويدوس الباقي برجليه. وهو يخالف سائر الحيوانات التي قبله وله عشرة قرون. (8) فتأملتُ القرون فإذا بقرن آخر صغير طالع بينها وقُلعت ثلاثة من القرون الاول من أمامه وإذا بعيون في هذا القرن كعيون إنسان وفم يتكلم بعظائم. (9) وبينما كنت أرى إذ نصبت عروش فجلس القديم الايام. وكان لباسه أبيض كالثلج وشعر رأسه كألصوف النقي وعرشه لهيب نار وعجلاته نار مضطرمة. (10) ومن أمامه يجري ويخرج نهر من نار وتخدمه الوف الوف , وتقف بين يديه ربوات ربوات . فجلس أهل القضاء وفتحت الاسفار (11) وكنتُ أرى ماذا يكون عن صوت الاقوال العظيمة التي ينطق بها القرن وبينما كنت أرى إذ قُتل الحيوان وتلف جسمه وجُعل وقودا للنار (12) أما باقي الحيوانات فأُزيل سلطانها لكنها أُوتيت طول حياة الى زمان ووقت. (13) ورأيت في رؤى الليل فإذا بمثل أبن البشر آتياَ على سحاب السماء فبلغ الى القديم الايام وقرب الى أمامه . (14) وأُوتي سلطانا ومجدا وملكا فجميع الشعوب والامم والالسنة يعبدونه وسلطانه سلطان أبدي لا يزول وملكه لا ينقرض. (15) فتروع روحي أنا دانيال في وسط جسمي وأقلقتني رؤى رأسي. (16) فإقتربت الى أحد الواقفين وسالته عن حقيقة ذلك كله, فاخبرني وأعلمني بتعبير الكلام. (17) وهو إن هذه الحيوانات الاربعة هي أربعة ملوك يقومون من الارض (18) لكن قديسي العلي يأخذون الملك ويحوزونه الى الابد والى أبد الاباد. (19) فرغبت الاطلاع على حقيقة الحيوان الرابع الذي كان مخالفا لسائرها وهائلا جدا الذي أسنانه من حديد وأضفاره من نحاس. وقد أكل وسحق وداس الباقي برجليه. (20) وعلى القرون العشرة التي في رأسه وعلى الآخر الذي طلع فسقطت من أمامه ثلاثة, ذلك القرن الذي له عيون وفم ينطق بعظائم ومنظره أعظم من أصحابه (21) وقد رأيت فإذا بهذا القرن يحارب القديسين فغلبهم. (22) حتى جاء القديم الايام فأُوتي قديسوا العلي القضاء, وبلغ الزمان وحاز القديسين الملك.
(23) فقال هكذا إن الحيوان الرابع يكون المملكة الرابعة على الارض وتكون مخالفة لسائر الممالك فتأكل الارض كلها وتدوسها وتسحقها (24) والقرون العشرة التي من هذه المملكة هي عشرة ملوك يقومون ويقوم بعدهم آخر يخالف الاولين ويخضع ثلاثة ملوك. (ويذل ثلاثة ملوك). (25) وينطق بأقوال ضد العلي, و يبتلي قديسي العلي, ويخال إنه يغير الازمنة والشريعة وسيدفعون الى يده الى زمان وزمانين ونصف زمان. (26) ثم يجلس أهل القضاء, فيزال سلطانه ويدمر ويباد على الدوام. (27) ويعطى الملك والسلطان وعظمة الملك تحت السماء بأسرها لشعب قديسي العلي وسيكون ملكه ملكا أبديا ويعبده جميع السلاطين ويطيعونه.
يبدوا لاول وهلة إن رؤيا دانيال هنا تخص الممالك الاربعة في زمان النبي دانيال وبعده, والتي كانت الكلدان (الاسد), والفرس والماديين (الدب), ومملكة اليونان (النمر), وأخيرا المملكة الرومانية وهذا خطا, لان ظهور الممالك الاربعة في الرؤيا قريب من الوقت الذي يحارب فيه القرن القديسين وقدوم القديم الايام, وجلوس أهل القضاء الذي لا يكون الا في وقت النهاية والدينونة. والتي عندها يحوز القديسون الملك. ولإن شيئا من هذا القبيل لم يحدث, فهذا معناه إن النبؤة لم تكن تقصد هذه الممالك, وإنما ممالك أُخرى قريبة من وقت ظهور القرن الصغير والدينونة العامة وملك القديسين. والان نرى ماذا دار ويدور حولنا اليوم, ولنرى من هم الحيوانات الاربعة:
الحيوان الاول الذي كالاسد وله جناحا النسر: هذا الحيوان يمثل الامبراطورية البريطانية, والتي يُعرف رمزها وهو الاسد الواقف على رجليه. وقد حكمت بريطانيا العظمى معظم العالم بالقهر والتعسف والجبروت, وعندما تفتت الامبراطورية التي لم تكن الشمس تغيب عنها, أصبحت إنكلترا اليوم من بلدان العالم التي تتكلم عن الانسانية والديمقراطية.
الحيوان الثاني الشبيه بالدب: وهذا الحيوان يمثل الاتحاد السوفياتي والذي قام على جنب واحد من العالم والرمز الذي يعرف به الاتحاد السوفياتي هو الدب القطبي, وأما الاضلاع الثلاثة التي بين أسنانه فهي ثلاث دول قضى الاتحاد السوفياتي على إنتفاضاتها, وهي: المجر, وبولندا, وأفغانستان. فاسألوا الدبابات الروسية التي سحقت البشر في المجر في 23/10/1956. وقيل قُم وكل لحماَ كثيراَ. فاللحم الكثير هم القتلى الكثيرون.
الحيوان الثالث مثل النمر وله أربعة أجنحة طائر: هذا الحيوان يمثل المانيا وقت هتلر والتي كان رمزها هو النسر ذات الاربعة أجنحة قبل هتلر ثم تغير الى الصليب المعكوف ذات الاربعة أرؤس. أما الارؤس الاربعة التي للحيوان فهي المانيا وشُركاء هتلر في الحرب العالمية الثانية, وهولاء كانوا: إيطاليا (وقت موسليني), واليابان, وأخيراَ رومانيا التي دخلت الحرب العالمية الثانية الى جانب هتلر من سنة 1941ولغاية 1944.
الحيوان الرابع الهائل الشديد: هذا الحيوان الذي أسنانه من حديد وأضفاره من نحاس والذي أكل وسحق الباقي برجليه. هذا الحيوان هو الولايات المتحدة الامريكية, فقد دخلت أمريكا الحرب العالمية الثانية لمساعدة بريطانيا ضد المانيا والنازية, وكانت النتيجة الفعلية للحرب أن خرجت أمريكا منتصرة على كل أطراف الحرب الاخرين عدا الاتحاد السوفياتي, فخسرت المانيا وشركائها (النمر) وأصبحت مستعمرة أمريكية وروسية, وكذلك اليابان فهولاء أصبحوا تحت الرحمة الامريكية, وحتى بريطانيا العظمى التي لم تكن الشمس تغيب عنها أصبحت تحت الرحمة الامريكية وتابعةَ لها, فاصبح لامريكا قواعد صواريخ عسكرية في بريطانيا, فنرى اليوم بريطانيا تابع من توابع السياسة الامريكية وأول مدافع عن المصالح الامريكية في كل مكان من العالم, سواء كان ذلك على الحق أو الباطل.
وأخيرا الاتحاد السوفياتي (الدب) الذي خرج من الحرب العالمية الثانية منتصراَ وحكم العالم مع امريكا لبضع سنوات لحق أخيراَ بباقي الدول الخاضعة للنفوذ الامريكي وأصبح تحت الرحمة الامريكية بالرغم من قوته الظاهرة, وما يحصل هذه الايام للدول التي كانت تسمى يوما بالاتحاد السوفياتي وهيمنة أمريكا عليها لاكبر دليل على أن الحيوان الرابع الهائل الشديد (أمريكا) قد أكل وسحق الباقي برجليه.
وبمختصر العبارة إن بريطانيا العظمى (الاسد) والمانيا واليابان وإيطاليا ورومانيا (النمر ذات الاربع أرؤس) والاتحاد السوفياتي (الدب القطبي أو ما يسمى بالدب الروسي) هذه جميعا أصبحت تابعة وخاضعة للنفوذ الامريكي بصورةِ مباشرة أو غير مباشرة.
ويقول إن الحيوان الرابع يكون المملكة الرابعة, وتكون مخالفة لسائر الممالك فتأكل الارض كلها وتدوسها وتسحقها, وهذا عين ما تفعله أمريكا اليوم فالدول التي قبلها كانت إستعمارية مباشرة, أما أمريكا التي كانت تستحي أن تكون إستعمارية في باديء أمرها أصبحت لاحقاَ إستعماراَ جديداَ, إستعماراَ غير مباشر, إستعماراَ إقتصادياَ وإذا لم ينفع الاقتصاد لوحت بالعصا العسكرية والعضلات النووية لحماية حقوق الانسان في كل مكان في العالم, أي لحماية المصالح الامريكية في كل مكان من الارض, وبدون رحمة, وهكذا أصبحت كل دول الارض تحت الرحمة الامريكية فأكلت الارض كلها وداستها وسحقتها, والويل كل الويل لمن لا ترضى عنه.
أما القول إن للحيوان الرابع: عشرة قرون, فهذه هي عشرة دول تابعة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لامريكا وهي دول كانت تابعة معظمها لبريطانيا العظمى والتي آلت ملكيتها وملكية السيطرة عليها لامريكا بعد ضعف بريطانيا, وهذه هي نفسُها العشرة قرون التي رأيناها على الوحش الطالع من البحر, أي التي تفرعت اليها الامبراطورية الاسلامية, وهي نفس القرون العشرة التي على الوحش القرمزي الذي جلست على ظهره روما يوما َ (الفصل السابع عشر).
وهذه الدول ظاهريا مستقلة وأعضاء في الامم المتحدة, وسنأخُذ سنة (1948) تاريخاَ لوجودها على رأس الحيوان الرابع لان القرن الحادي عشر, الصغير بدأ بالظهور هذه السنة أيضاَ: وهي:
أولا: مصر والسودان ....... ثانيا َ: إيران ............... ثالثاَ: العراق ............ رابعا: لبنان خامسا: العربية السعودية ..... سادساَ : سوريا ................. سابعاَ: تُركيا ............. ثامناَ: أفغانستان تاسعاَ: باكستان ........... عاشراَ: اليمن.
وهذه الدول العشر, كانت جميعها أجزاء من الامبراطورية الاسلامية (الوحش الصاعد من البحر) وهي جميعها إكتسبت عضوية الامم المتحدة سنة (1948) م. أو قبل هذا التاريخ, وأما القرن الآخر الصغير الذي طلع بينها وقُلعت (أو أُذلت) ثلاث من القرون الاول من أمامه. فهذا هو دولة إسرائيل قرن أمريكا الجديد والتي أصبحت عضواَ في الامم المتحدة سنة (1949) م. هذا ولقد أذلت إسرائيل ثلاث من الدول التي حولها وإحتلت أراضيها وهي من العشرة وهي: مصر, وسوريا, ولبنان وطبعاَ منظرها أعظمُ من كل الدول العشرة التي قبلها وخاصةَ التي حولها, وهذا يعني القوة العسكرية.
أما القول بان القرن الصغير كان له عيوناَ كعيون إنسان وفم يتكلم بعظائم فكما رأينا بأن التنين أو الوحش الذي يقتل الشاهدين سيفعل ذلك في أورشليم حيثُ صٌلب ربُنا أيضاَ. أي إن المسيح الكذاب سوف يظهر في إسرائيل, في القرن الاخير الصغير الذي ظهر لامريكا (الوحش الهائل).
وسيُحارب كافة أتباع المسيح الحقيقي وكذلك اليهود, وحتى أمريكا نفسها, وسيدفعون الى يده الى زمان وزمانين ونصف زمان. وسيكون نصيب أمريكا نفسها الحرق بالنار حيثُ يقول:
فقُتل الحيوان وتلف جسمه ودُفع لوقيد النار. ويكون ذلك على يد المسيح الكذاب الذي سيظهر في القرن الصغير المُدلل.
أما باقي الحيوانات الدول والتي هي (الاسد) بريطانيا (والنمر) المانيا واليابان وإيطاليا ورومانيا (والدب القطبي) روسيا وبقايا الاتحاد السوفياتي فيُزال سلطانها, ولكن تقول النبؤة: أُعطيت طول حياة الى زمان ووقت. أي الى مدة سنة وبعض من سنة بعد حرق أمريكا.
فهنا نرى إن على ظهر الوحش القرمزي (في الفصل 7 1 من الرؤيا, الذي جلست روما على ظهره يوما تحكم العالم أيام القديس يوحنا ورؤياه). اليوم روما جديدة الا وهي الولايات المتحدة الامريكية, بابل الجديدة وقد أعطاها التنين (ابليس) سلطاناَ على جميع دول العالم (النظام العالمي الجديد, نظام حكم المصالح والاقتصاد والنفط المنهوب وخيرات الامم المنهوبة لصالح الكبار).
وأما قرون الوحش القرمزي العشرة فهي نفس القرون العشرة التي على الوحش الطالع من البحر (وحش الختم الثالث) أي الدول التي تفرعت اليها الدولة الاسلامية: وهي كما رأينا سابقاَ:
أولا: مصر والسودان ....... ثانيا َ: إيران ............... ثالثاَ: العراق ............ رابعا: لبنان خامسا: العربية السعودية ..... سادساَ : سوريا ................. سابعاَ: تُركيا ............. ثامناَ: أفغانستان تاسعاَ: باكستان ........... عاشراَ: اليمن.
وهذه القرون العشرة (الدول) لم يحصلوا على الحكم بعد (الحكم على العالم) وإنما يأخذون سلطاناَ كالملوك مع الوحش ساعة واحدة. فهذه الدول لها رأي واحد ويُعطون الوحش الصاعد من الهاوية (المسيح الكذاب) قوتهم وسلطانهم (أي يستعمل الوحش الذي له قرنان كالحمل كل سلطان الوحش الاول الذي أمامه أي وحش الختم الثالث, ويجعل الارض وسكانها يسجدون للوحش الاول الذي بريء جُرحه المميت) وهذه القرون العشرة (الدول) في الوحش القرمزي هم الذين سيبغضون الزانية الجديدة أمريكا ويجعلونها مهجورة عريانة ويأكلون لحمها ويحرقونها بالنار (لا تنسوا إن المسيح الكذاب يُنزل النار من السماء على الارض على مرآى الناس) لان الله القى في قلوبهم أن يعملوا برأيه, وأن يعملوا برأي واحد ويُعطوا الوحش (المسيح الكذاب) حق الملك والسيطرة والحكم عليهم (ربع مساحة الارض في العالم), الى أن تتم كلمات الله.
والمرأة الجالسة الان على الوحش القرمزي, هي المدينة العظيمة ببيتها الابيض المالكة على دول الارض كافة. فهل تتعض بابل الجديدة؟ طبعاَ لا. إسألوا البابلتين التين قبلها؟ فمن يعطيه التنين سلطاناَ يعمل برأي سيده حتى النهاية المرة.
ثُم يقول: فإذا بمثل أبن البشر آتياَ على السحاب, وقديسي العلي يأخذون الملك ويحوزونه الى الابد,....
نعم بعد الضيقة التي يجلبها المسيح الكذاب يأتي المسيح الحي في مجده على سحاب السماء. ويجلس أهل القضاء ويزال سلطان المسيح الكذاب ويعطى الملك لشعب قديسي العلي ويكون ملك المسيح الحي مُلكاَ مؤبداَ. فينشيء العالم الجديد. عالم لا يعرف الموت والالم, وليس بالنظام العالمي الجديد الذي تتكلم عنه أمريكا هذه الايام, عالم القنابل الذكية والغبية والنووية التي تساقطت وتتساقط على روؤس بني البشر.
ويقول عن القرن الاخير: وينطق بأقوال ضد العلي, ويبتلي قديسي العلي ويُخال إنه يغير الازمنة والشريعة وسيدفعون الى يده الى زمان وزمانين ونصف زمان, وهذا ما سيفعله المسيح الكذاب, فإنه سيدعي إنه هو المسيح وإنه إبنُ مريم وليس إبن الله, وسينطق باقوال ضد العلي ويبتلي قديسي العلي من المسيحيين واليهود, ويُخال لمن يتتبع مسيرته إنه يغير الازمنة ويعيدها الى الوراء ويغير الشريعة ويرفض صلب المسيح مدعياَ بأنهُ لم يصلب أبداَ. ويتهم اليهود والمسيحيين بتحريف التوراة والانجيل, أي الشريعة, والتي سيقوم بصياغتها على هوى نفسه وأغراضه لهلاك البشر وتجريدهم من أهم سلاح لهم ضده, الا وهو الفداء ودم المسيح المصلوب, (أي نفس تعاليم الاسلام والارضية التي هييأها له) وسيستمر هكذا وعلى هذه الحال لمدة ثلاثة سنوات ونصف, وهي نفس المدة التي أخذها المسيح الحي لنشر رسالته على الارض.
وعندما يأتي المسيح الحي على السحاب عندئذِ فقط, تكون نهاية المسيح الكذاب وأتباعه.
وأخيراَ فإن النبؤة تقول: أن الحيوان الرابع الهائل أسنانه من حديد وأضفاره من نحاس .. وهذا فعلاَ هو الحال مع أمريكا, فإن حكم أمريكا بيد اللوبي الصهيوني الذي يسيطر عليها, وبها يسيطر على العالم المتبقي. وهم النحاس والحديد المقصود في النبؤة, ونرى ذلك جلياَ, كما في:
إرميا(6 - 26): يا بنت شعبي شدي المسح وتمرغي في الرماد, أقيمي مناحة وحيد نحيباَ مراَ فإن الدمار يحل بك بغتةَ (27) إني جعلتك على هذا الشعب ممتحناَ قوياَ فتتعرف وتمتحن طريقهم (28) كلهم عصاة متمردون ساعون بالنميمة هم نحاس وحديد كلهم مفسدون.
وأخيراَ في أشعيا(48 - 1): إسمعوا هذا يا آ ل يعقوب المدعوين بإسم إسرائيل الخارجين من مياه يهوذا المقسمين بإسم اله إسرائيل بغير حق ولا عدل (2) وقد دعوا أنفسهُم من مدينة القدس وإعتمدوا على اله إسرائيل الذي رب الجنود اسمه. (3) إني أخبرتُ بالاوائل منذ ذلك الوقت من فمي خرجت وأسمعت بها بغتة صنعتها فحدثت (4) لعلمي بأنك قاسِ ورقبتك عضل من حديد وجبهتك من نحاس.
وهكذا نرى إن المقصود بالنحاس والحديد هم بالحقيقة اليهود, وقد سُموا كذلك لكثرة ما يصدأوؤن أي يرتدون عن إيمانهم بعد أن يكونوا قد آمنوا لفترة ما.
أي إننا بعد بريطانيا والمانيا وروسيا وأمريكا سنرى مقدم المسيح الكذاب, والذي سيظهر في إسرائيل وسينطق باقوال ضد العلي ويبتلي قديسي العلي ويستعمل الارضية المهيأة له من قبل الوحش الاول الذي أمامه أي من قبل الاسلام والدول الاسلامية.
وبعد أن تفحصنا رؤيا دانيال, ورأينا واقع حالنا اليوم, نرجع الى الرؤيا لنرى ما تقوله عن مستقبلنا وفي الحلقة القادمة سنتكلم عن الختم الرابع الخاص بالمسيح الكذاب ومدة بقائه والضيقة التي يجلبها على المؤمنين بالفداء.
اخوكم في الايمان
نوري كريم داؤد
|