لقد نسي شعب إسرائيل لُطف الله من نحوهم. ونتيجة لذلك، فقد أصبحوا عديمي التقدير والاستجابة له، وصاروا مُخادعين، وكاذبين، ومُستغِلّين. وحينما أوضح لهم النبي ميخا أنَّهم سيواجهون دينونة الله بسبب خطاياهم، حاولوا عقد صفقة مع الله. فقد سألوه: "ما هو السعر الذي تريده؟ وما الذي تريده منّا كي تدعنا وشأننا؟ هل تريد المزيد من الذبائح؟" وفي الأصل، كان هؤلاء يريدون الاستمرار في عمل الخطيّة عن طريق استرضاء الله ببعض الذبائح والمُحرقات. لكنّ النبي ميخا أخبرهم بأن الله ليس مهتماً بعرضهم وأنّه يريد منهم أن "يصنعوا العدل ويُحبّوا الرَّحمة، ويسيروا بتواضُع مع إلههم" (ميخا 6: 8).
لا يُمكن شراء الله بأيّ ثمن. ولا ينبغي علينا أن نحاول شراء الحقّ في اقتراف الخطايا باعترافاتنا، أو ذبائحنا. فلا يمكننا أن نمسح أعمالنا السيّئة بأعمالنا الحسنة. فإرضاء الله يعني التخلّي عن جميع خطايانا بما فيها تلك الخطايا التي نُحبّها كثيراً، وأن نعيش بحسب معايير الله للبرّ والقداسة مُتّكلين على معونته وحضوره في كلّ خطوة نقوم بها في هذا الاتّجاه.
حينما تُعطي لله فافعل ذلك بدافع محبّتك وطاعتك له وليس بدافع رشوته أو محاولة استرضائه كي يتغاضى عن أخطائك وخطاياك.