هل أنت مستعد؟ لأن الرب يطلب جيلاً للملكوت
ـ حضرت يوماً إجتماعاً مصغراً للشباب الخدام، وكانت إحدى نقاط الإجتماع تتمحور حول ملكوت الرب والخدمة. أين نحن في الملكوت؟.
ـ وأنا اليوم أتأمل في تلك الكلمة “جيل الملكوت”، فأتت في ذهني كلمات الصلاة الربانية في متى 6: 9ـ13 («فَصَلُّوا أَنْتُمْ هكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10 لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 11 خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. 12 وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. 13 وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ). أعتقد أنه في معظم صلواتنا فإننا نصلي من أجل مشيئة الرب وكذا ملكوت الرب . حسماً دعونا نلاحظ في هذه الصلاة وبالأخص كلمة ملكوت، ليأتي ملكوتك، وهذه الكلمة هي أولى الأشياء العملية بعد الإعتراف وتقديس إسم الرب. إذ يقول ليتقدس إسمك وبعدها مباشرة ليأتي ملكوتك .
ـ في الحقيقة إن معظم الناس أو بلأحرى المؤمنون يقولون إن كلمة ملكوت تتحدث عن ملكوت السماء أو يوم رجوع المسيح، وبهذه الطريقة فهم يهملون جزء كبير ومهم من الحقيقة، يمكن فهم الجزء أيضاً في مرقس10: 17ـ21 (17 وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ إِلَى الطَّرِيقِ، رَكَضَ وَاحِدٌ وَجَثَا لَهُ وَسَأَلَهُ:«أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 18 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. 19 أَنْتَ تَعْرِفُ الْوَصَايَا: لاَ تَزْنِ. لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. لاَ تَسْلُبْ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ». 20 فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُ:«يَا مُعَلِّمُ، هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي». 21فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَأَحَبَّهُ، وَقَالَ لَهُ:«يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ: اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِيبَ. لقد كان سؤال الشاب وجيهاً جداً، ماذا أفعل لكي أرث الحياة الأبدية؟، ولكن إجابة المسيح كانت وجيهة وبسيطة إذ قال له : سلم ما تملك، ومعناها لا تهتم بأشياء وماديات هذا العالم. ثم قال له إحمل صليبك وإتبعني، أي بعد كل ذلك يكون لك الحياة الأبدية في الملكوت وأنت في نفس الوقت تعمل داخل الملكوت وللملكوت. أي يمكن بصورة أخرى رمزية قال له( لكي تدخل الملكوت لبد أن تعيش الملكوت هنا، وتكون لديك صورة الملكوت).
ـ في الصلاة الربانية كلمة ملكوت مكتوبة قبل المشيئة، يارب مالغرض من ذلك؟، حسمأ فلنبسط الأمر بكل بساطة. في الحقيقة إن الملكوت هو نيل وعد الله للحياة الأبدية وشركة معه، وهنا نلاحظ وعد الله يبدأ من اليوم الذي تقبله في حياتك (المسيح المخلص) وتسليم كلى له من طرفك،ولبد أن نحيا حياة الملكوت. متى 6 : 33 لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ
ـ من هذه الأيات نستنتج أن ملكوت الرب يبدأ من هذا المكان وهيكلك أنت، يبدأ من يوم أعلنت وإعترفت وقبلت يسوع المسيح في حياتك، أطلبوا أولاً ملكوت الله تعنى إسعى وعيش ملكوت الرب ، إعمل له وفيه، في الأول قولنا ليأتي ملكوتك أي لنعيش ملكوتك من هنا، نبدأ العيش في ملكوت الرب من هذا اليوم. لنسعى ونعيش في محبةوسلام ولنتشبه بمن فدانا، ونكون في صلاة وشركة مع الله وكذا مع بعضنا البعض. ونخدم في الملكوت.
ـ لنركز على هذه الكلمات: رجاؤنا هو وعد الله، ووعد الله هو الملكوت. إن الكتاب المقدس كله يتحدث عن وعد الله، وكل الانبياء والقديسين كانوا خدام الملكوت، كيف ذلك؟. لاحظ وعد الله لبعض القديسين الأوائل ولكن هم أكملوا السعي ونالوا إكليل البر. وعندما نتحدث عنهم كخدام لله والملكوت وجيل في الملكوت أي أنهم يعرفون ماهو قصد الله في حياتهم وخدموه بكل أمانة.
أخي القاريء هل تعرف ماهو قصد الله في حياتك؟ هل وضعت خدمة الله كأولوية في حياتك؟، وهل أنت مستعد أن تكون خادما في هذا الجيل من أجل الملكوت؟
• نوح نال وعد الله بإقامة عهد معه (تك6)، نلاحظ أن نوح عمل من أجل الوصول إلى ذلك الوعد، أي عمل في ذلك الوعد.( فكر ماذا لوكنت في مكان نوح ماذا ستفكر ناحية قصد الله؟).
• إبراهيم يعمل للملكوت(تك21)، والملكوت هو أرض الموعد وهذا هو وعد الله لإبراهيم في الأول.(ماهو قصد الله لإبراهيم؟ وماذا أتعلم شخصياً م قصة إبراهيم؟).
• يعقوب ووعد الله والسعي الذي سعاه في الخدمة (تك32: 9…)،(ما هي العبرة التي يمكن أن أستنتجها من قصة يعقوب لي شخصياً).
• قصة يوسف والعمل من اجل الوعد(تك45). ( ماذا يمكن أن تقول عن يوسف وخدمته؟، ركز على إرادة الله في تولى يوسف الحكم في مصر. ماذا يمكن ان تتعلم من حياة يوسف تجاه الله ؟).
• موسى يعمل لوعد الله ولأجل دخول أرض الميعاد (تك 50: 24ـ25)، وبداية خدمة موسى لوصية ووعد الله(خر3)، وموسى كان بالنسبة لبني إسرائيل بداية نيل الوعد.(ماذا يمكن أن تقول عن قيادة موسى لبني إسرائيل؟ وكيف كانت علاقته بن الشعب من جهة وبين الله من جهة أخرى؟ وما ذا تتعلم منه أنت منه؟).
• يشوع ينال الوعد ويبدأ يحصد الثمر بدخول الأرض (يش 1ـ2ـ3..)، في الحقيقة إن سفر يشوع يشبه إلى حد كبير حياة خدمة موسى فهو يعتبر سفر خدمة للملكوت بالنسبة ليشوع ووتتمة عمل موسى في الحقل.( ماهي بعض الصفات التي إمتاز بها يشوع تريد أن تتحلى به؟…)
ـ إن كل الكتاب يتكلم عن حقل الخدمة، والحقل هو الطريق للوصول إلى الوعد الإلهي …. راعوث قامت بخدمة في الملكوت ولأجل الملكوت، ونفس الشيء لداود ولإرميا وإشعياء……. وغيرهم. ولكن أنت ماذا فعلت؟ كيف هي حياتك أخي وأختي؟ لمن تحيا، هل لنفسك؟ هل تخدم ملكوت أرضي أم سماوي؟. قبل أن نواصل لا حظ معي هذا المثل الصغير:
ـ ماذا لو تنبأ عنك أحد وقال أنك ستحصل مثلاً إذا كنت طالب على شهادة الماستر بتقدير جيد جداً، هل ستنتظر قدوم ذلك اليوم دون خوض البرنامج؟ او لن تلتحق بالجامعة او المعهد. فقط تنتظر النتائج دون إمتحان؟ طبعاً لا بل ستجتهد أكثر بحماس.
ـ فلنعود للموضوع، جيل الملكوت. في الواقع كل ما نقرأه في الكتاب عن القديسين هم خدام الملكوت في ذلك الجيل، وقبل الوصول إلى فكرتنا دعونا نقرأ في (متى13: 24ـ30) مثل القمح والزوان، الرب يتكلم بكلمة ملكوت، “يشبه ملكوت السماء إنساناً زرع زرعاً…..” لقد نمى الزرع وحان وقت الحصاد، ماذا لو لم ينمو الزرع ؟، حتى أننا يمكن أن نقرأ الأمثلة التي بعدها في نفس الأصحاح، وربما إذا نظرنا على شرح السيد المسيح للأمثال هذه، كان يتكلم عن ملكوت السماء، ولكن كانت نقطة بداية البناء، أي أن أعيش الملكوت، أن أحيا الكلمة . الإتجاه نحو الملكوت، وأن تكون حياتي هي صورة ومرآة للملكوت ليست لحياتي فقط بل للأخرين.
ـ ربما يمكن أن نفهم النقطة الأولى وهي أن الملكوت يبدأ من أمامك يوم قبولك الرب في حياتك .
ـ والنقطة الثانية التي هي العنوان، إذا كان الملكوت يبدأ من هنا فلبد أن أحيا الملكوت وأخدمه، أعيش الملكوت وبالتالى أنا فرد من هذا الجيل الذي يحيا الملكوت، يعيش للرب ويخدمه،. في الواقع إسأل نفسك، لماذا كل هذه الأيات مكتوبة؟ ولماذا الإرسالية العظمى في متى28: 19ـ20؟.هل هي فقط للتلاميذ وفي ذلك العصر؟، كلا طبعاً.إنها مكتوبة لأجلنا نحن ولكل الأجيال، الرب أعطانا السلطان بروحه لكي نكون خدام لمجده ونحيا له، ونخدم شعبه ونساهم في خلاص الأخرين وتوصيل رسالة الإنجيل إلى الكل. لهذا الله لا يريدنا جيلاً ناجحاً في حياتنا الدنيوية فقط، ولكن جيلاً ناجحاً لملكوته في إسم يسوع. سلم حياتك للرب ولا تفكر بالماديات كأساس لحياتك القرار بين يديك أنت فقط وليس في يد سواك. إذا كنت توافقني الرد قول معي: ” إلى الأمام نحن سائرون وإلى الوراء لا راجعون، رسالتنا هي الإنجيل وهدفنا هو الملكوت”.