![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() حياة الفضيلة والبر ((12)) بقلم قداسة البابا شنودة 29 \8\2010 قال سليمان الحكيم البطىء الغضب خير من الجبار.. ومالك روحه خير ممن يملك مدينة أم 32:16 . فمن هو إذن الذى يملك روحه ? أى الذى يضبط نفسه ? لاشك أن ضبط النفس يشمل عناصر كثيرة منها: ضبط اللسان،وضبط الفكر،وضبط الحواس،وضبط البطن، من جهة الأكل ،وضبط الرغبات والشهوات وضبط الأعصاب من جهة الغضب ،وضبط كل تصرفات الإنسان. ضبط اللسان: يقول الحكيم أيضا كثرة الكلام لاتخلو من معصية.أما الضابط شفتيه فعاقل أم 19:10 ويقول القديس يعقوب الرسول وأما اللسان فلايستطيع أحد أن يذلله هو شر لايضبط مملوء سما مميتا ديع 8:3 .لذلك قال الرسول ايضا: إن كان أحد لايعثر فى الكلام،فذاك رجل كامل،قادر أن يلجم كل الجسد أيضا يع 2:3 0 . ومن أجل هذا كان المرنم يلتمس معونة الله قائلا: ضع يارب حافظا لفمى،بابا حصينا لشفتى . والذى يضبط لسانه ينجو من خطايا عديدة جدا فلايقع فى إهانة الآخرين بالشتيمة أو التهكم أو التوبيخ القاسى،أو التهديد،أو الترفع عليهم.ولايقع فى الكذب ولا المبالغة ولا الحلفان ولا التجديف..ولا فى كلام المجون،ولا فى الثرثرة...ولا فى المعلومات الخاطئة،ولا فى الافتخار والبر الذاتى،والحديث عن النفس،ولافى إدانة الآخرين،ولاكلام الغضب.بل أن الكتاب يقول: بل الأحمق إذا سكت،يحسب حكيما 0 أم 28:17 . وضبط الشفتين له فوائد إيجابية كثيرة: فالذى يضبط شفتيه،يعطى نفسه فرصة للتروى والتفكير قبل أن يتكلم،ويأخذ فرصة أيضا لانتقاء .الألفاظ واختيار الكلمة المناسبة،وحسبان ردود الفعل لكل ما يقول. لأن الكلمة التى تقولها تحسب عليك،مهما اعتذرت عنها. فما دمت قد لفظتها،ووصلت إلى آذان الناس وإلى أذهانهم.ومشاعرهم،لم تعد ملكا لك وحدك تتصرف فيها! لقد كنت تحكم عليها قبل أن تقولها،اما بعد كلامك فقد أصبحت هى التى تحكم عليك،لأنه بكلامك تتبرر وبكلامك تدان متى 37:12 . يكفى أن القديس أرمانيوس قال مرة: كثيرا ما تكلمت فندمت.أما عن سكوتى فما ندمت قط لذلك اضبط لسانك.القديسون أيضا كانوا يسكتون لكي يعطوا أنفسهم فرصة للصلاة وللتأمل،كما قال الشيخ الروحاني سكت لسانك لكى يتكلم قلبك وأيضا كثير الكلام يدل على أنه فارغ من الداخل،أى من عمل الصلاة ،قال حكيم: ليس كل ما يسمع يقال.وليس كل ما يقال يكتب . فليس كل ما تسمعه،تردده على آذان غيرك،وإلا فإنك قد توقع بذلك بين الناس.وتصل إلى النميمة أو إلى الغيبة؟ وأخطر من ذلك ما تكتبه،لأنه يصير وثيقة عليك... ضبط ألفكر: وما هو خطأ باللسان،يكون خطأ إن فكرت فيه فاحرس إذن أفكارك.ولا تقبل كل فكر يأتى إليك.واحرص على أن تكون أفكارك نقية.وإن وصل إليك فكر خاطىء أحذر من التمادى فيه والتعامل معه أطرده بسرعة لئلا يسيطير عليك ،ويتحول إلى مشاعر فى قلبك. احزر من أفكار الغضب والانتقام والشهوة ،ومن أفكار الإد انة وأفكار الأباطيل،وأيضا من فكر الحسد والغيرة والحقد ومن أفكار الكبرياء والمجد الباطل...ومن كل فكر لايمجد الله.وإن لم تستطع، فأنصت إلى المثل الذى يقول: إن لم تستر أن تمنع الطير من أن يحوم حول رأسك، فعلى الأقل لاتجعله يعشش فى شعرك لاتستبق فى داخلك فكرا خاطئآ،وحاول أن تشغل ذهنك باستمرار بأفكار نافعة،أو بتأملات روحية حتى إن حارب الشيطان أفكارك لايجدها متفرغة له...وهناك وسيلة أخرى لحفظ الفكر وهى ضبط الحواس: ضبط الحواس: الحواس هى أبواب للفكر.فاحرس هذه الأبواب:اضبط السمع والنظر واللمس...حتى لاتدخل إليك فكرا خاطئا ولتكن حواسك طاهرة.وما تقع عليه حواسك بدون إرادتك،لا تفكر فيه،ولا تعد إليه بإرادتك...قد تكون النظرة الأولى مصادفة أو بغير إرادتك.ولكن النظرة الثانية لاشك أنها إرادية تحاسب عليها. اعرف أن حواسك لاتجلب لك أفكارا فقط،إنما قد تترسب فى عقلك الباطن،وتتحول إلى أحلام وظنون... فضبط الحواس يساعد إذن على نقاوة الفكر ونقاوة الأحلام والظنون.بل يساعد على نقاوة المشاعر أيضا . ضبط المشاعر : لتكن مشاعرك منضبطة.وإن وجدت شعورا خاطئا قد دخل إلى قلبك، فلا تتجاوب معه،بل اطرده بسرعة قبل أن يرسخ فيك.وحاول باستمرار أن تحتفظ بنقاوة قلبك لاتستسلم لأية شهوة أو رغبة خاطئة. بل قاومها،قال القديس الرسول لم تقاوموا بعد حتى الدم،مجاهدين ضد الخطية دعب 2 ا : 4 . لاتجعل الأمر يتطور معك إلى أسوأ ... اضبط حواسك حتى لاتجلب لك فكرا .وإن وصل إليك الفكر،اضبطه حتى لايتحول إلى شعور وإلى شهوة وإن وصلت إلى مستوى الشهوة اضبطها حتى لا تتحول إلى عمل...وإن تدرجت إلى العمل،فامتنع عنه بسرعة حتى لا يتحول إلى عادة ويسيطر عليك... اغصب نفسك باستمرار: واعرف أن التغصب يدربك على قوة الإرادة.. اغضب نفسك على تنفيذ الوصية،وعلى الطاعة والخضوع. اضبط نفسك فى طاعة الرب،وفى طاعة القانون والنظام العام.ولاتتحايل على مخالفة قانون،أو مخالفة ضميرك ولاتجلب لنفسك الأعذار،ولاتسمح أن يتسع ضميرك ليقبل أشياء كثيرة... اعرف أن الأعذار والتبريرات هما عدوان خطيران لضبط النفس. فلا تعذر نفسك فى أى خطأ من الأخطاء.وبدلأ من أن تدلل نفسك،حاول أن تقومها،وترغمها على عمل . الخير،وتبعدها عن كل شر وشبه شر. محبة الذات: اضبط نفسك من جهة محبة الذات.فقد قال الرب من يحب نفسه يهلكها .ومن يبغض نفسة فى هذا العالم،يحفظها إلى حياة أبدية يو 2 ا : 25 ابعد عن محبة الذات،وعن محبة النصيب الأكبر وعن محبة المتكأت الأولى.ولا تفضل ذاتك على غيرك ولا تجعل راحتك على تعب الآخرين وإن وجدت ذاتك منقادة فى طريق خاطىء اضبط مسيرتها بكل حزم. واضبط نفسك من جهة الاندفاع والتهور،ومن جهة اتخاذ أى قرار سريع. إن وجدت نفسك منفعلآ،اضبط أعصابك،وأضبط . لسانك،واضبط ملامحك،واضبط حركاتك ولاتسمح لنفسك بأن تخطىء فى حق غيرك،مهما أخطأ هو فى حقك. واضبط نفسك من جهة استخدام الحرية. حسن أن تتمتع بالحرية،ولكن لتكن حريتك منضبة. لتكن حرية طاهرة لاتفعل فيها ما لايليق ولتكن حرية مسالمة وعاقلة،لاتعتدى فيها على حريات الغير ولاعلى حقوق الغير،ولا علي النظام العام. ليتحرر قلبك أولأ من كل خطأ .فإن تحررت من الداخل يمكنك أن تستخدم حريتك الخارجية بحكمة وسلام. الضبط الخارجى: اعرف أنك إن لم تنضبط من الداخل،فسوف ترغم على الإنضباط من الخارج. كإنسان يرغمه على الانضباط القانون والعرف والعقوبة وكابن لاينضبط من تلقاء نفسه،فيضبطة التأديب وتربية والديه له.وكأى إنسان يضطر إلى الإنضباط بطريق الخوف... وهناك من يضطر إلى الانضباط بدافع الخجل من الناس أو الخوف من الانكشاف ومن الفضيحة. أو لص يضطر إلى الانضباط مؤقتأ خوفأ من الحراس أو إنسان يضطر إلى الانضباط نتيجة للتوبيخ .أو نتيجة لوجود موانع كعدم وجود قدرة أو عدم وجود فرصة،أو لمقاومة الأخرين له.وكلها أسباب غير روحية. أما الشخص الروحى فينضبط من الداخل،بإرادته ،حبا منه للخير،وحبا منه لله،وتقويما منه لنفسه. وانضباطه الداخلى يساعده على الانضباط من الخارج أيضا أو أن انضباطه الخارجى يكون هو التعبير العملى على الانضباط الداخلى. على إنه باستمرارية الانضباط الخارجى،سواء أكان الإنسان مرغما عليه من الخارج،أو أنه يغصب نفسه على ذلك.بهذا الاستمرار قد يتعود الإنسان أن يكون منضطا ... |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
![]() |
![]() العظة مفيدة جداً
ربنا يبارك خدمتك |
||||
![]() |
![]() |
|