رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الذات الأنا EGO "د" جمهرة الخطايا التي تلدها الذات الاثنين 19 مارس 2012 بقلم قداسة البابا شنودة الثالث مشكلة الإنسان الأولي والكبري إن لم تكن مشكلته الوحيدة, هي الذات. فإذا استعرضنا الخطايا التي تأتي من الذات نجد أنها كل الخطايا تقريبا.. لذلك فالإنسان المنتصر داخليا علي ذاته,هو إنسان منتصر علي طول الخط والإنسان المهزوم من نفسه يمكن أن ينهزم أمام أي شيء.. لذلك ما أجمل قول القديس يوحنا ذهبي الفملايستطيع أحد أن يؤذي إنسانا,مالم يؤذ هذا الإنسان نفسهأي أن الإنسان إن لم يضر نفسه فلا يستطيع أحد أن يضره.. فالضرر الروحي لايأتيه من الخارج بقدر ما يأتيه من الداخل من ذاته.. مشكلة الإنسان الأولي والكبري إن لم تكن مشكلته الوحيدة, هي الذات. فإذا استعرضنا الخطايا التي تأتي من الذات نجد أنها كل الخطايا تقريبا.. لذلك فالإنسان المنتصر داخليا علي ذاته,هو إنسان منتصر علي طول الخط والإنسان المهزوم من نفسه يمكن أن ينهزم أمام أي شيء.. لذلك ما أجمل قول القديس يوحنا ذهبي الفملايستطيع أحد أن يؤذي إنسانا,مالم يؤذ هذا الإنسان نفسهأي أن الإنسان إن لم يضر نفسه فلا يستطيع أحد أن يضره.. فالضرر الروحي لايأتيه من الخارج بقدر ما يأتيه من الداخل من ذاته.. وصدق مار إسحق حينما قالإن الذي يصطلح مع نفسه تصطلح معه السماء ,الأرضوعبارة يصطلح مع نفسهتعني أنه لايكون خصما لها يبعدها عن الله وعن الخير. 0 من الخطايا المشهورة, محاولة تكبير الذات وتكبير الذات يكون علي نوعين:إما تكبيرها في شخصها وإما تكبير بصفة مقارنة, من حيث مقارنتها بالغير فتكون أكبر من غيرها وأفضل أو أقوي وأعظم أو أجمل أو أذكي... وقد وقع الشيطان في الأمرين معا,فمن جهة تكبير ذاته من جهة شخصها قالأصعد إلي السموات...أصعد فوق مرتفعات السحابومن الناحية المقارنة قالأرفع كرسي فوق كواكب الله..أصير مثل العليأش14:14,213. وبنفس الأسلوب حارب الشيطان الإنسان الأول بتكبير الذات بقوله لآدم وحواء تصيران مثل الله,عارفين الخير والشرتك3:5وسقط الإنسان أيضا باللذة التي أراد أن يوفرها للذات إذ رأيأن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون وأن الشجرة شهية للنظرتك3:6... 0 إذن من الخطايا التي تحارب بها الذات اللذة. واللذة تحارب الجسد والحواس بالشهوة وفي ذلك قال القديس يوحنا الرسول شهوة الجسد وشهوة العين وتعظم المعيشة...والعالم يمضي وشهوته معه1يو2:17,16وهنا أضاف إلي شهوات الجسد التي تلتذ بها الذات شهوة للنفس هي تعظم المعيشة. الإنسان المحب لذاته يسعي إلي منحها اللذة بكل صورها:في الحي,في اللمس في النظر في الأكل والشرب في ملاذ الجسد... 0 أنه يكون باستمرار متمركزا حول ذاته . ذاته هي كل شيء في نظره.. رغباته أولا ومصالحه أولا ورأيه, ويبلغ من اهتمامه بذاته أنه لايهتم بأحد وفي وصوله إلي ما يريد قد يصطدم بغيره أو يسيء إلي غيره لا مانع من أن يقف ضد الكل ليحقق ما تريده ذاته.. تركيزه في ذاته يعميه عن كل شيء! 0وفي محبته لذاته قد يمدح ذاته كثيرا ويمجدها. إنه يتحدث عن نفسه ولايكون حديثه كاملا ولا عادلا فهو لا يتحدث إلا عن محاسنها وأمجادها وانتصاراتها ويخفي ما فيها من عيوب وإن أظهر له أحد بعض هذه العيوب يحاول أن يبررها ويدافع عنها... 0 هذا الإنسان الذي يمدح ذاته كثيرا ما يكون حساسا جدا. فهو حساس مثلا من جهة كرامته ومن جهة حقوقه.. أقل شيء يتعبه أو يجرحه, أقل نصيحة أو عتاب أو لوم يخدش شعوره.. ولا يحتمله وما أكثر ما يشعر أنه مظلوم أو مغبون الحق وأن الناس لاتعطيه الاهتمام الكافي أو الاحترام اللائق به. لذا فهو يشكو في أحيان عديدة ويتذمر...لأنالأنالم تأخذ المجال الذي يريده لها ولهذا يكون سهل الاصطدام والاحتكاك. أو قد يلجأ إلي الانطواء علي ذاته,يتأمل محاسنها فيما بينه وبين نفسه دون أن ينجرح من الآخرين, هاربا من هذا المجتمع الذي لايوفيه حقه ولايحقق له ذاته أو علي العكس قد يتداخل في كل شيء ظانا أنه بذلك يعطي ذاته فرصة للظهور..! 0إنه يحب نفسه محبة غير حكيمة وغير سليمة. ينطبق عليه قول السيد الربمن وجد نفسه يضيعها.. ففيما هو يريد أن يبني نفسه نراه يهدمها وفيما يريد أن يعظمها يحطمها!!وهو في كل ذلك يريد أن يبني نفسه من الخارج بمظهرية خاطئة بينما يقول المزموركل مجد ابنة الملك من داخل... وهو في شعوره بذاته وثقته الزائدة بها,يعتمد دائما علي نفسه في كل ما يصادفه من مشاكل أو صعاب يعتمد فقط علي ذراعه البشري علي جهاده وذكائه ومقدراته الخاصة وحسن تصرفه.. بينما الإنسان الروحي يعتمد علي النعمة التي تأتيه من فوق, علي عمل الروح فيه وفي كل شيء يلجأ إلي الصلاة ليشرك الله معه.يقول الكتابالرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتونخر14:14. وما معني عبارةتصمتونسوي أنكم لاتعتمدون علي ذواتكم... الإنسان المعتمد علي ذاته يكثر العمل, أما المعتمد علي الله فهو يكثر الصلاة المعتمد علي ذاته إذا نجح فإنه يفتخر, أما المعتمد علي الله فإنه إذا نجح يشكر الله ويمجده. المعتمد علي ذاته ينسي الله ويستخدم مقدراته وإمكانياته وحيله وسياساته وأساليبه وقوته..!أما المعتمد علي الله فيجعل الله الكل في الكل ويري أن مقدراته هو:إن لم يعمل الله فيها فليست شيئا... لأنهإن لم يبن الرب البيت فباطلا تعب البناءون...مز127:1وقد قال السيد الرببدوني لاتقدرون أن تعملوا شيئايو15:5. 0 الإنسان المعتد بذاته هو بعيد كل البعد عن الطاعة والمشورة لأنه لايطيع إلا فكره,ولايثق إلا برأيه. وهو في كل ذلك لايعتمد إلا علي نفسه فهو حكيم في عيني ذاته. يري أنه يعرف كل شيء فلماذا يلجأ إلي الآباء الروحيين؟!ولماذا يستشير؟!أي شيء جديد سيأخذه منهم؟!وإن جلس إلي أب له في الاعتراف فإنما لكي يأخذ منه مجرد الموافقة علي ما قد قرره في ذهنه!وإن أشار عليه الأب بشيء فأنه يجادله كثيرا ولايقبل منه رأيا بسهولة وكذلك في علاقته مع أبيه بالجسد وسائر الكبار! 0لذلك فالإنسان المعتد بذاته يكون صلب الرأي عنيدا... وما أسهل ما يختلف مع الآخرين ويعتبر أن كل من يخالفه في الرأي لابد أن يكون علي خطأ وهو إن دخل مع أحد في نقاش ليس من السهل عليه أن يقتنع وهكذا كان الهراطقة والمبتدعون في تاريخ الكنيسة: كم قدم لهم الآباء من شروحات وإقناعات ولكنهم أصروا علي رأيهم لأن الذات عندهم ما كان يمكنها أن تتراجع!! 0بل أن المعتد بذاته يكون عنيدا حتي في علاقته مع الله نفسه.. وهكذا لايستطيع أن يحيا حياة التسليم. إنه يريد من الله أن ينفذ له كل ما يطلبه وكل ما يعتقد أنه الخير لنفسه ومن الصعب عليه أن يقول للربلتكن مشيئتك!ولهذا فهو كما يتذمر علي الناس يتذمر أيضا علي الله!!وكما يشكو من معاملة الناس له كذلك يشكو أيضا من معاملة الله له سواء من جهة استجابة صلواته أو من جهة نوعية الحياة التي يختارها الرب له.ذلك لأنه باستمرار يسلك حسب هواه... 0 الإنسان المعتد بذاته لايمكن أن يكون متواضعا. ذلك لأن أول مبدأ في التواضع هو إنكار الذات أما الذي تحاربه الذاتالأنافإنه يبحث باستمرار عن كرامته وشخصيته وما يريده لذاته من حقوق ومن سلطة وعلو.إن كان له مجد يكون دائم الافتخار بمجده وإن لم يكن له يسعي دائما إلي كل ألوان المجد. 0 المعتد بذاته يكون باستمرار بارا في عيني نفسه. إنه لايريد نفسه أبدا.. ولايعترف بأنه قد أخطأ سواء كان اعترافا أمام الله أو أمام الناس,أو حتي فيما بينه وبين نفسه ...وإن كان الخطأ الذي وقع فيه واضحا يحاول أن يحول المسئولية في ذلك إلي غيره كما فعل كل من آدم وحواءتك3أو يبرر ذاته من جهة الظروف المحيطة,الضاغطة! إن رسب في امتحان يعلل ذلك بصعوبة الامتحان أو بصعوبة التصحيح أو أنه يلوم الله الذي لم يساعده بل قد تخلي عنه!أما إن نجح فإنه ينسب ذلك إلي ذاته إلي مجهوده وذكائه. 0المحارب بالأنا يميل أن يأخذ أكثر مما يعطي ويحسب أنه يبني ذاته بتوالي الأخذ بسياسة الجمع والتكويم. مثال ذلك الرجل الغني الغبي الذي أخصبت كورته وإزداد غناه فقال:أهدم مخازني وأبني أعظم منها وأجمع هناك جميع غلاتي وخيراتي وأقول لنفسي:يانفس لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين عديدة استريحي وكلي واشربي وافرحيلو12:16-19. إنه لم يفكر في أبديته بل في تمتع ذاته علي الأرض وكانت النتيجة أنه خسر الأبدية والأرض أيضاوتلقب بالغني الغبي... 0 وهكذا ممكن أن الاهتمام بالذات يؤدي إلي البخل. الذي يحب أن تزيد أمواله لكي تمتع بها الذات يصبح صعبا عليه أن يعطي. وقد ضرب لنا الرب مثال الشاب الغني الذي مضي حزينا لأنه كان ذا أموال كثيرةمت19:22وأيضا قصة ذلك الغني الذي لم يعط لعازر المسكين من الفتات الساقط من مائدته لو16:21. هؤلاء الأغنياء يرون أن العطاء ينقص مالهم الذي تتمتع به الذات . 0 لذلك بسببالذاتلايدفعون العشور ولا البكور. فالمحارب بالذات لايقول فقطأناإنما يقول أيضا:مالي وممتلكاتي ومشروعاتي ويفتخر بأن ماله يزيد يوما بعد يوم. بينما أن دفع العشور ينقصه!وكذلك دفع البكور-وفي هذا يقول الوحي الإلهي سلبتموني يقول الربملا4وقد قال السيد الربمغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ1ع20:35لأن في العطاء محبة الغير وليس محبة الذات,كما حدث مع الأرملة التي دفعت من أعوازها..لو21:21 ومن جهة العطاء نذكر العطاء بصفة عامة وليس العطاء فقط من المال..يمكن العطاء من جهة الوقت والجهد والمشاعر. فالمحارب بالأنايبخل في إعطاء جزء من وقته وجهده لغيره.. ففي اهتمامه بذاته يريد أن يكون كل الوقت من أجل هذه الذات بعكس السامري الصالح الذي مر علي رجل جريح في الطريق:فاهتم به وأعطاه من وقته وجهده وماله لكي يشفي لو11:30-35. ألعلنا سنتكلم عن الخدمة وعلاقتها بالذات..ليتنا نرجيء هذا الموضوع إلي العدد المقبل,إن أحبت نعمة الرب وعشنا. |
24 - 08 - 2016, 11:26 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الذات الأنا ego "د"
العظة مفيدة جداً
ربنا يبارك خدمتك |
||||
|