القلب في الكتاب المقدس
كما أن القلب بالنسبة للإنسان هو أهم أعضاء الجسم، هكذا هو أيضاً في الكتاب المقدس. وقديماً كانوا يرتدون في الحروب الدروع، وهي تشبه القميص المصفح الذي يلبسه الرؤساء، لضمان عدم إصابة أجزاء الصدر، ولا سيما القلب. ومن الناحية الروحية قال سليمان الحكيم:«فوق كل تحفُّظ احفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة» (أمثال4 :23). لذلك نحن نقرأ عن أحد أبطال الإيمان هو دانيآل أنه «جعل في قلبه أنه لا يتنجس» (دانيآل1 :8). لقد حفظ قلبه من النجاسة.
ونكتشف أيضاً أهمية القلب في أنه لا فائدة من طلب الرب ما لم نطلبه بكل قلبنا (إرميا 29 : 13). ولا قيمة للإيمان إن لم يكن نابعاً من القلب (رومية10 :9).
ونظراً لأهمية القلب، فإن الرب، بلسان سليمان الحكيم، قال:«يا ابني أعطني قلبك» (أمثال23 :26). هذا معناه أن الله لا يريد أقل من القلب. وفي الواقع لا يوجد من يستحق أن يمتلك القلب سوى الله الذي خلقنا، والذي بعد ذلك فدانا ببذل دماه.
وقلب الإنسان، في لغة الكتاب المقدس، يعبِّر عن كيان الإنسان كله. فلا عجب إن وصف إرميا النبي القلب بالقول: «القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس، من يعرفه؟». والإجابة على هذا السؤال هي: «أنا الرب» (إرميا17 :9 ،10). والرب الذي يعرف هذا القلب تماماً قال إنه من الداخل من قلوب الناس تخرج الأفكار الشريرة وكل أنواع الشرور (مرقس7 :21-23). ولذلك فإن الإنسان يحتاج إلى ولادة من الله، بها يحصل على القلب النقي (مزمور51 :10). والطريقة إلى ذلك هي الإيمان (أعمال 15 :9). وقال المسيح إن الأنقياء القلب هم الذين يعاينون الله (متى 5 :8).