أهمية الاستماع
إن المؤمن مسئول عما يسمع وعما لا يسمع. ولذلك جاءت التحريضات الكثيرة له على ضرورة الاستماع لله. يبدأ الناموس بالقول «اسمع يا إسرائيل» (تثنية 5: 1؛6: 3)، وكثير من النبوات تبدأ بالقول «اسمعوا» (إرميا 2: 4؛ هوشع 4: 1... ) بل إن الرب نفسه كان يبدأ بعض عظاته بهذه العبارة (مرقس 4: 3)، كما كان يختم بعض العظات بعبارة «من له أذنان للسمع فليسمع» (متى 13: 43). وما أخطر ألا يسمع الإنسان لصوت ربه وخالقه. «لذلك كما يقول الروح القدس اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم» (عبرانيين 3: 7، 8؛ مزمور 95: 7، 8).
وكما أن المؤمن مسئول عن الاستماع لصوت الله فإنه أيضًا مسئول ألا يستمع لنداء الأشرار والخطاة (إشعياء33: 15). ويقال عن الله إن له أذنًا. لكن طبعا بمفهوم روحي لا حسي. والمقصود بهذا أنه يسمع دعاء البشر، ويسمع صلوات خائفيه. وذلك في مقابلة مع الأصنام التي لها آذان ولا تسمع (مزمور115: 6 قارن 1ملوك18: 26 -29). لكن الله لا يسمع فقط صوت المؤمنين عندما يصلون إليه، بل إنه أيضًا يسمع كل كلمة تخرج من أفواهنا، بل وحتى قبل أن ننطق بها (مزمور 139: 4). وهو يستمع أيضا إلى كلمات الأشرار وصراخهم وتجديفهم عليه، وفى يوم الدينونة سيحاسبهم على كل كلمة بطالة (أي ليس لها فائدة) قيلت (متى12 : 36 ).
والضوضاء العالية هي واحدة من المشاكل في الدول المتخلفة. لكن المحزن حقا أنه حتى فى البلدان المتقدمة فإنهم تفننوا في الموسيقى الصاخبة جدًا، والتي تفتن الشباب، مع أنها تسبب الصمم على المدى الطويل. وهذه واحدة من الأدلة على أن الإنسان الطبيعي يدمر نفسه ويهلكها، تمامًا كما قال الكتاب المقدس عنه (أفسس4: 19، قارن مرقس5: 5). وتمثَّل الخطية في الكتاب بصراخ عالٍ وصياح يصل إلى أذن الله في السماء، والله مع أنه يمهل لكنه لا يهمل (تكوين 4: 10؛ 18: 20؛ يعقوب 5: 4...).