يوم التلات اللي فات وانا فى الشغل ، جه واحد مغربى بس بيتكلم مصرى احسن منى ، هيئته غريبه ، ضخم اطول منى مع انى فاكر نفسى طويل 😄 ، لبسه كله اسود ، حالق شعره وراسم على راسه وشم بحروف عربى ماقدرتش افهمها ( خ م ح)، نظرته كانت هاديه وصوته كان هادى جدا ، كلامه زوق قوى ،اشترى حاجته وطلب منى انه ينتظر عندى فى الفرع نص ساعه لغاية ما صاحبه يجى ، لانه مش معاه تليفون وقال لصحبه انه هايستنى عندى وخايف يتوهو من بعض ، وافقت بعد طلبه منى لانه كان زوق وشكله محترم مش هايسببلى مشاكل ، عزمت عليه بشاى وافق ، وسط ماحنا وبنشرب الشاى فتح معايا موضوع الجن ، قالى تعرف ايه عن الجن ، قولتله الصراحه انا ماعرفش حاجه عنهم ومش عاوز اعرف ، بدات اخاف منه ، قولتله انا اعرف ان المغاربه اكتر ناس بتوع سحر وبيجو عندنا يطلعوا اثار من تحت الارض ، وعلاقتهم بالجن علاقه قويه جدا جدا ، قالى غلط .... ، بيكمل كلامه :- مره زمان كان فى حفله اسمها مطلب الجن ،
يعنى الناس اللى طالبه تعمل علاقه مع الجن ، وتقدم حاجات كتير عشان تنول رضا الجن وينفذ طلبتها ، الجلسه دى تعتبر صلاه حاره جدااااا ، بنطلب فيها حضور الجن ، يحضر على اكتر شخص مرتبط بيه وله علاقه قويه به ، حضر على شخص زميل لى واتكلم على لسانه وقال ، كل طلباتكم مجابه والحياه هاتبقى بتاعتكم بس موتكم هايبقى بتاعى ونهاية العالم هاتعيشو معايا ، واحد قاله مش مشكله المهم نعيش دلوقتى ، انا قولتله كلامك مسموع بس موافقتى تعتمد على انى اشوف هاعيش فين بعد ماموت ، عاوز اشوف العالم بتاعك شكله ايه ، روحى اتخطفت ووقعت عالارض جثه هامده لمدة ستين ثانيه ، شوفت العالم التانى
نار ، كبريت ، صراخ من ناس اعرفهم ، سجون من حديد ونار ودود عمال ياكل فى جسمهم ،مافيش راحه ، مافيش حد يسمعهم ،مافيش حد يريحهم ، نار ابديه ، عذاب مالوش نهايه ، انا شوفت المنظر ده روحى مسكتها بايدى ، لحقتها كانت هاتطلع من لحمى ، حسيت انى انا اللى بتعذب ، جسم بكامل هيئته بيسيح من النار ، ناس كان ليها نفوز مش عارفه تخلص نفسها من العذاب ، وناس كان معاها فلوس كتير مش عارفه تسكن المها ،الصراخ بيقطع قلبى ، اكتشفت ان كل الناس دول كانوا فى حياتهم اقوياء وكلمتهم مسموعه من الكبير قبل الصغير ، استغربت لما شوفت من الباب التانى ناس لابسه ابيض فيهم واحد كان فقير جدا جدا فى منطقتى ، وكل الناس بتهينه بضعفه وفقره ،واقل اكل بيروحله واقل خدمه بتتقدمله ، استغربت لان الضعيف دا راح الملكوت ، والقوى ده راح جهنم ،بس اكتر كلمه وجعتنى قوى لما حد من اللى بيتعذب قال ياريت ..... الكلمه دى كتبت جوايا قرارت مافهاش رجوع ، عدت الستين ثانيه كأنها ستين سنه ، كأنى موت واتعذبت واخدت فرصه تانى ، اتعذبت اصعب عذاب ، فوقت ولما رجعلى الوعى بقيت اصرخ زى المجنون واجرى فى الشارع واقول لا ، لا ،لا مش عاوز الدنيا ، مش عاوز اتعذب ،والحمدلله عرفت طريق ربنا واقتنعت بالايه اللى بتقول ، ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ..
قطع كلامه دخول صاحبه ،وقالى احب اقدملك صاحبى اللى كان حاضر عليه الجن ،
صاحبه اخرس ،وسبب خرسه انه جاتله صدمه بعد ما الجن اجبره انه يعيش ستين ثانيه فى عالم الجن ، هاتعيش عبد العالم لسانك هايتقطع بنطق الحق ، لكن هاتعيش مع خالق العالم، لسانك هاينادى بالحق فى كل الارض .
بقلم/ كيرلس فتحى