المسيحية والعرب
المسيحية والعربية: العربية في عرف رجال الكنيسة هي الولاية الرومانية العربية التي أنشئت في سنة 105 حول مدينة بصرى فشملت كل ما وقع بين وادي الحسا في الجنوب واللجا في الشمال وبين بحر الميت والأردن من الغرب حتى أطراف البادية في الشرق.
وجاء في التقليد أن يوسي أخا يعقوب ويهوذا بشر في درعا واستشهد فيها وأن طيمون أحد الشمامسة السبعة بشر في بصرى وتسقف عليها وأن يوسف الرامي الذي تشرف بتجهيز الرب بشر في المدن العشر في شرقي الأردن.
وتنجلي الشكوك وينتفي الريب في مطلع القرن الثالث فيرن صوت الإنجيل في بصرى ويقوم اوريجنس الإسكندري إليها لينظر في بعض ما قاله أسقفها بيرلس. ويقول بولس السميساطي قولاً لعيناً فيتوافد الأساقفة إلى أنطاكية للنظر في بدعته فيمثل العربية زهاء سنوات أربع (264-168) مكسيموس أسقف بصرى. ولكن الإقبال على المسيحية يظل بطيئاً وتبقى الأكثرية الساحقة وثنية طوال القرن الرابع فلا يؤم القسطنطينية سنة 381 للاشتراك في أعمال المجمع المسكوني الثاني سوى خمسة أساقفة فقط، أساقفة بصرى ودرعا والسويدا وبراق وشيخ مسكين أو خان النيلة ثم يرتفع عددهم في المجمع المسكوني الرابع 451 إلى سبعة عشر فيجلس في خلقيدونية أساقفة درعا وعينة وقنوات وبراق اللجا والسويدا وصنمين وحسبان وافتيمية وجرش ومادبا والشقا وخان النيلة أو شيخ مسكين ونوى وعمان والشهبا وأذرع.
ويتبارى المؤمنون في العربية منذ منتصف القرن الخامس حتى الغزو الإسلامي في ميدان الإنشاء. فيحولون معابد جرش والقنوات وشقا وبصرى الحريري وأذرع إلى كنائس. وينهى يوليانوس متروبوليت بصرى في سنة 512 كتدرائية فخمة جليلة. ويندفع سرجيوس أسقف مادبا في سبيل الإنشاء فيتم إنشاء كنيسة الرسل في سنة 578. ويؤسس القس لاونديوس في سنة 603 كنيسة جديدة في مادبا ويكمل ما أنشأه سرجيوس في اليانه. ثم يلتفت إلى صياغة “الدير في الآرامية” فيوفق في إكمال كنيستها الكبيرة. ثم تنشأ الكنائس والأديار في كل مكان آخر في طول هذه الأبرشية العربية وعرضها.