إن الكتاب المقدس بعهدية لا يتركنا في حيرة من جهة هذا الأمر فالموت لن يمحو ذاتيتنا أو شخصيتنا.. وقد أوذح ذلك رب المجد من خلال رده على جماعة الصدوقيين من اليهود الذين أنكروا قيامة الأموات.. (مت22: 23 – 33).
وايضاً في قوله: "وأما من جهة قيامة الأموات أنهم يقومون أفما قرأتم في كتاب موسى في أمر العليقة".
(مر12: 18 – 28 ولو 20: 27 – 40)
1- في الكتاب المقدس العهد القديم:
نجد أن الروح حياتهم في العالم الآخر، ما بعد الموت، وأننا نحتفظ بكياننا وذا تيتنا وشخصيتنا، وهذا يتضح من الآتى:
(أ) (1صم 28): فصموئيل هو هو، شخص واحد وذات واحدة، كيان واحد لم يغير الموت من ذاته وشخصه، أو يفنيها أو يلاشيها.. غير أنه ترك الجسد ودخل في دائرة اختبارات أوسع..
(ب) (اش14: 9): " الهاوية من أسفل مهتزة لك لإستقبال قدومك ". فهو يوجه الكلام إلى ملك بابل، وتنبأ عن الوعد. لاسرائيل بالرجوع، ويظهر كيف ان الروح بعد مفارقتها للجسد تحتفظ بخصائص المعرفة..
(ج) (2مكا15: 15- 16): " إن أرميا مد يمينى وناول يهوذا سيفاً من ذهب وقال: خذ هذا السيف المقدس هبة من عند الله به تحطم الأعداء " فللروح، ما بعد الموت، علاقتها مع الأحياء.
2- وفي العهد الجديد:
يتضح ىان الروح في العالم الاخر، بعد إنفصالها عن الجسد.. تكون اكثر حرية ومعرفة.. وفي حالة أفضل مما كانت في الجسد.. وذلك مما يأتى:
(أ) (لو16) قصة الغنى ولعازر:
وفيها أعظم دليل على حياة الروح وحالتها في العالم الأخر:
1+ إذ تكون الروح في حالة وعى تام.
2 + وشعور كامل بوجودها..
3 + وبوجود اللآرواح الأخرى معها..
4 + وايضاً بمن هم في عالمنا الحاضر..
5 + وتصبح أكثر شفافية ونفاذاً وقدرة على الوصول ألى أهدافها..
6 + ولا يكون للزمن حساب عندها..
7 + ولا تبدو المسافات عائقاً المادية..
9 + ولا تعوقها المسافات..
10 + ولا تعرقلها الصعوبات..
11 + وتتساوى في ذلك الارواح الصالحة والأرواح الشريرة.
12+ ويبقى مع الروح في العالم الأخر كل حياتها..
13+ وتحمل معها كافة الأشياء التى كانت تمتلكها في ذاتها الإنسانية فيما عدا الجسد المادى الذى تنفصل عنه بالموت..
14 + وتحيا بممارسة افعال العقل والارادة الخصة بها..
15 + فيبقى معها الذاكرة وكل ما فكر فيه الإنسان وإرادة وعمله، وإن كان كثيرون من هذه الأفكار ليس للإنسان حاجة إليها في العالم الأخر فإنها لا تتلاشى بل تظل قائمة إلى يوم الدينونة حيث يمثل أمام الإنسان كل ما فكر فيه وعمله في حياته الدنيا.
(ب) (يوحنا 11: 1 – 45) (لإقامة لعازر من الموت)
(ج) (لوقا 23: 33 – 43): في قول الرب للص اليمين: " اليوم تكون معى في الفردوس " قال له الرب: " تكون "، أى انه سوف يحتفظ بكيانة وبذاتيته ولن يفقد شخصيته
(د) (يوحنا 21: 1 – 14) في ظهور الرب لتلاميذه، بعد قيامته، للمرة الثالثة على بحر طبرية.. حتى ان يوحنا الحبيبلما راه هتف قائلاً: " هو الرب " فقد كان له المجد يحتفظ بنفس الكيان..
(ه) (رؤيا 14: 13) " وسمعت صوتاً من السماء قائلاً (لى) أكتب طوبى للأموات الذين يموتون في الرب منذ الأن نعم يقول الروح لكى يستريحوا من أتعابهم. وأعمالهم تتبعهم ". فإن حياة الإنسان وأعماله، ما بعد الموت تبقى معه وتتبعه..
(و) (رؤيا 6: 9 – 11): " لما فتح الختم الخامس رأيت نفوس الذين قتلوا من أجل كلمة الله ومن أجل الشهادة التى كانت عندهم. وصرخوا بصوت عظيم قائلين.. فأعطوا كل واحد ثياباً بيضاً وقيل لهم أن يستريحوا زماناً يسيراً أيضاً فيما عدا الأرتباط بالجسد والأمور الجسدية، إذا أنها تركته بالموت وفارقته..
(3) وبالإجمال وزيادة ما سبق ذكرهوشرحه:
أ) فالروح في العالم الآخر تنعم بالمعبرفة الواسعة..
ب) وتزداد الذاكرة قوة وتفكر بامور حكمة دون ضعف او نسيان..
ج) كما يحتفظ افنسان بالعاطفة التى كانت له (لو16: 27 – 28)
د) وتتطلع الروح على معرفة أخبار أحبائها في الحياة الدنيا، وتعرف أحوالهم عن طريق ما يصل إليها من معلومات بواسطة الملائكة (تك28: 12)، أو عن طريق أرواح البشر التى تنتقل حديثاً (لو15: 7 – 10)
(4) كما تسرع الرواح لنجده البشر (2مكا15: 2) " رايت أونيا الكاهن الأعظم.. باسطا يديه ومصلياً لأجل جماعة اليهود بأسرها " وكما يحدث في طلب التدخل من القديسين والشهداء والتشفع بهم..
و) وتعرف الأرواح بعضها البعض، وتتخاطب بالإتصال الفكرى.. (لو16: 24 ولو 1: 3)