هذا المجتمع الإستهلاكيّ دخل منذ زمن بعيد في عمليّة تدمير ذاتيّ تجرّ خلفها الطّبيعة (الأزمة البيئيّة)، والعالم بأسره (العَوْلمة). إلاّ أنّ معظم الغربيّين ما زالوا عميانًا، يظنّون أنّهم مستمرّون في “التحرّر” من قيود المجتمع البُرجوازيّ (المحافظ). والنتيجة واضحة: أزمة إقتصاديّة وخُلُقيّة شاملة، وانعزال أشخاص لا يؤمنون بشيء، وسعي جنونيّ إلى إشباع الرغبات الأنانيّة والروح المادّيّة، فطلاقٌ، فإجهاضٌ، فانتحارٌ، وهلمّ جرًّا.
هذا الانهيار ما زال في أوّله، ولكنّه عاقبة أدلوجة هي منطق “الاستقلاليّة” الشيطانيّ، منطق عشق الأنا التي تنتصب كأنها صنمُ “بُغضِ الله”.إنّ عالَم العَولمة والتواصل أمسى عالَمَ الانعزال وانقطاع الشركة بين الناس، الذين باتوا أرقامًا أو أشياء.