رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"نيران صديقة"، هو تعبير انتشر مؤخرًا في ظل الحروب المنتشرة في عالمنا. والمقصود به: مقتل جندي بسلاح صديق (زميل) له، وهو في صفوف جيشه، فيسقط ليس برصاص عدو، بل بسبب خطأ قاتل! كما تذكرت أيضًا، المباريات الرياضية. حينما يحرز لاعب هدفًا ليس لمصلحة فريقه، بل للأسف داخل شباكه. مما قد يتسبب في خسارة الفريق؛ ويُسمى هدفًا قاتلاً! وهكذا الألم القاتل؛ الذي يأتي من مصادر مستحيل توقعها (عدو شقيق). وهذا هو موضوعنا الذي، وبعد بحث سريع، نجده منتشرًا بين صفحات الكتاب؛ فالعديد قد تعرضوا بصورة أو بأخرى لهذا النوع الغادر من الألم، الذي يسبب تأثيرًا أشد إيلامًا مما هو متوقع من عدو! فإذا بدأنا بأول عائلات الكتاب نجد غيظ قايين، الذي انتهى بضربة قاتلة لهابيل أخيه! (تك 4). ويعقوب مع أبيه وأخيه وخاله، في تركيبة معقدة من الآلام في داخل العائلة! (تك 25- 35). ويوسف مع إخوته (تك 37)، وحتى موسى لم يسلم من لسان إخوته (عد 12). وحنة التقية (أم صموئيل) ومقدار معاناتها من ضرتها داخل نفس البيت! بل تعرضت لنوع أصعب من الألم حينما ذهبت تستغيث بالرب، باكية، مرة النفس، إلى الهيكل. فإذا رجل الدين المفترض أن يعزيها، عزبها وأتعبها بتعليق سخيف على صلواتها! (1 صم 1) ونصل لداود وما واجه من آلام: من أهل بيته، والتي قال عنها: «أبي وأمي قد تركاني!» (مز 27: 10). فمن أبيه، وإهماله (1 صم 16). وإخوته، وإزدرائهم (1 صم 17). وأولاده (2 صم 15). وللأسف، زوجته التي «احتقرته في قلبها» (2 صم 6)! ولا يفوتنا ذكر أيوب (أبو المتألمين). فقد كان أصعب ما يؤلمه ليس فقدان مواشيه، وممتلكاته، ولا صحته، ولا حتى بنيه؛ بل ما أتاه من أقرب من لديه (الزوجة والأصحاب). عندها قال لهم «مُعزون متعبون كلكم!» (أي 16: 2). والعديد والعديد من القصص حتى يومنا هذا! ولكن هل انتهت القصة؟ وما الغرض من هذا؟ وهل من حل؟ * هنا أريد أن أسرد قبسًا من حياة ذاك الذي «كان ينبغي أن يشبه إخوته في كل شيء؛ لكي يكون رحيمًا ... لأنه في ما هو قد تألم مُجربًا، يقدر أن يعين المجربين» (عب 12: 17، 18). فهو من قال، بالنبوة: «صرت أجنبيًا عند إخوتي، وغريبًا عند بني أمي!» (مز 69: 8). فلك أن تتخيل ماذا قال عنه أقرباؤه وماذا فعلوا معه؟ (مر 3: 21)! والذين لم يهتموا بتعاليمه، بل كانوا دائمًا يقفون خارجًا (مت 12: 46- 50؛ مر 3: 31- 35). وماذا فعل معه تلاميذه الذين رعاهم لسنوات، فمنهم من خان ومنهم من أنكر، والباقون تركوه وهربوا! والعجيب أنه هو من جاءهم ليشفي نفوسهم، بعد انتصاره على الصليب! فها هو السيد قد سبقك لتلك الآلام النفسية. وكما ذاق الموت لأجل كل واحد، ذاق من أجلك آلامًا نفسية شديدة. «فإن المسيح أيضًا تألم لأجلنا، تاركًا لنا مثالاً؛ لكي تتبعوا خطواته» (1 بط 2: 21). * ولابد وأن تنجح خطة الله في حياتنا؛ حتى يجعلنا لا نتكل إلا عليه. فلا نعتمد على أية علاقة في حياتنا، مهما بلغت قوتها. فتلك العلاقات غير مستقرة، واعتمادية، تتغير مثل تغيّر الفصول الأربعة على الأرض في نفس الوقت! * وتتعلم الغفران، حين يخطئ إليك أخوك، حتى إلى سبعين مرة سبع مرات (مت 18: 15)! * فتصلي لأجل الذين يسيئون إليك (مت 5: 44)! * بل ويجعل منك معينًا للمجربين، مثل مدينة الملجأ، فتشعر بآلام الناس، ومعاناتهم! والخلاصة، عندما نصل السماء سوف نشكر الرب كثيرًا على كل ألم سمح به، نتج عنه مجد أبدي، أكثر بكثير من كل فرح وراحة كانت لنا في الأرض! لكن قبل الخاتمة، دعوني أهمس في أذن كل خادم، في أي مجال: كن حذرًا ألا تتسبب في ألم من تخدمهم، كما فعل عالي الكاهن مع حنة، فالنتيجة ستكون مدمرة. «لاحظ نفسك والتعليم، وداوم على ذلك. لأنك إذا فعلت هذا، تُخلِّص نفسك والذين يسمعونك أيضًا.» (1 تي 4: 16). وأخيرًا، أرجو من كل فرد تسبب في معاناة لأقرب من له أن ينهي ذلك، ويصرخ من الله أن يرحمه، فالنهاية قد اقتربت! فإن سمح الله بألم في حياة أخيك، فلا تكن أنت الوسيلة لذلك الالم |
02 - 07 - 2016, 01:47 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: نيران صديقة....!!
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
02 - 07 - 2016, 04:24 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: نيران صديقة....!!
ميرسي على مرورك الغالى مارى
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نيران صديقة |
صديقة |
القتلى ذهبوا ب "نيران صديقة". |
...فالناس يحملون فى داخلهم غير نيران السجائر نيران كثيرة تتصاعد أدخنتها من أفواههم |
"فيتو" تكشف: نيران صديقة تهدد "السيسي" |