ينبغي علينا أن نبقى هادئين حتى عندما تواجهنا الصور المتخيلة الآتية من الشيطان. عندما يزعجنا الشيطان أثناء الصلاة، ينبغي علينا ألا نضطرب. يقول القديس نيلوس الناسك أنه، حتى لو رأيت سيفاً مستلاً في وجهك، أو ضوءاً مضاءاً، في عينيك أو وجهاً مقززاً وملطخ بالدماء، “فلا تهتز“، “وابقَ هادئاً“، و“لا تضطرب” بالمرة. المطلوب هو اعتراف إيمان جيد، صلِ لله بإيمان وعندئذ سوف تختفي تلك الصور.
توجد ظروف، خصوصاً في بداية جهادنا الروحي، لو لم نستطع فيها أن ننبذ التخيل تماماً ينبغي علينا على الأقل أن نستعمله بطريقة جيدة. هذا يتضمن بدون شك على خطر البقاء في هذه الحالة وتكبد مشاكل نفسجسمية أخرى. يعلِّم القديسان كاليستوس وأغناطيوس الزانسوبولس أنه “ينبغي التخلص من التخيل تماماً“. لو لم نستطع تحقيق ذلك بالتوبة، والتواضع، والانسحاق، ينبغي علينا حينئذ “أن نقاومه ونقف ضده بخيال جيد التنظيم“. ينبغي أن نقول ذلك بتحفظات عديدة، وينطبق ذلك فقط عندما نكون في بداية الجهاد الروحي، والهدف هو أنه ينبغي علينا أن نتخلص من هذه الطريقة بسرعة.
حيث أن الخيال والتخيل يرتبطان ارتباطاً وثيقاً بمرض النفس ووجود الأهواء، فإنهما يشفيان بجهادنا لكي نشفي نفوسنا ولكي نحرر ذواتنا من الأهواء. كما يقول القديس مكسيموس: “بمجرد أن تبدأ النفس في أن تعي صحتها الشخصية الجيدة، فحتى خيالاتها أثناء النوم تصبح بسيطة وهادئة“.