ويتابع الدكتور كاريل مؤلف كتاب "الانسان ذلك المجهول":– "يكفي ان نقول ان الحياة ليست مركبا كيماويا ماديا, بل هي تستعمل المواد الكيماوية لاغراضها ونموها ومتى كملت في داخل الخلية الام وانفصلت عنها يكون لها ثلاثة مظاهر وهي المظهر الكيميائي والمظهر التشريحي والمظهر الفسيولوجي.
اما الكيميائي فهو ان الخلية تتركب من البروتوبلازم. وهذه المادة البروتوبلازم تتكون اساسا من البروتين المركب من الكربون والايدروجين والاكسيجين والنيتروجين.
ومن الوجهة التشريحية يلاحظ ان اجزاء الكائن الحي مرتبطة ببعضها ارتباطا في غاية الدقة والترتيب. كذلك من الوجهة الفزيولوجية ترى, انه مع تعدد وظائف الحياة واختلافاتها, اتفاقا لغاية خاصة هو حفظ الحياة المرشدة لحفظ النوع".
من هنا نرى, ان الخلية الحية هي المسيطر الوحيد على المادة لبنيانها وترتيبها بحسبما اعطيت لكي تكون مسكنا صالحا لها, ونستطيع ان نقول بانها هي الشيء الذي أطلق عليه العلماء , "الغريزة", وقد اعطيت الخلية الام القدرة, كما قرأنا اعلاه, كي تعطي من حياتها حياة اخرى لمخلوق آخر نظيرها يبني نفسه بمساعدتها اولا, حتى يكتمل في داخلها.من ثم يخرج منها بعد حين كي يعطي بدوره حياة اخرى لمخلوق آخر نظيره مزودا بتعليمات جديدة, وهكذا دواليكم .
ان قيادة بناء الخلية الجديدة هي في حياتها التي اخذتها من امها وليست في المادة وعناصرها ونظام تركيبها, والا لما كان هناك شرطا ضروريا ان تخرج الخلية بكل بساطة من خلية حية اخرى تدعى الام.