القرآن الكريم
القرآن الكريم هو عمدة الدين وهو أساس الإسلام وقاعدته هو كتاب العربية الأول والأكبر وعليه يتوقف دين المسلمين ودنياهم وهو سبيلهمإلىالفوز العظيم فى الآخرة التى اليها معادهم .
وهم يعدونه كتاب العقائد السامية وأولها عقيدة التوحيد . ويعدونه كتاب العبادات حيث هو الذى يقررها. ويعدونه كتاب الأخلاق إذ يحث على الفضائل كلها ويحذر من الرزائل كافتها . وهم يعدونه كتاب التشريع بعامه الجنائى والمدنى والأقتصادى والأجتماعى والسياسى والدولى والحربى ويعدونه(حجة الله عليهم وميثاقه الذى واثقهم به) .
جمع القرآن :
أحدثت وفاة النبى محمدr زلزلة فى كيان الجماعة المسلمة بالمدينة كما كان لها صدى بعيد فى ارجاء الجزيرة العربية أما وضع المسلمين فقد أضحى قلقا مضطربا لاحساس الناس بالفراغ الرهيب عقب وقوع الكارثة وأنشغالهم وتولية خليفة لرسول الله(1) . لكن حدث أمر لم يكن فى حسبان أحد استعرت نار الحرب بين سيف الله خالد بن الوليد ومسيلمة الكذاب فى واقعة اليمامة مات من المؤمنين خلق كثير منهم سبعمائة من القراء . فلما رأى عمر بن الخطاب ما وقع بأكثر القراء خشى على مابقى منهم فجاءإلىأبى بكر فقال له إن القتل قد استحر فى قراء القرآن يوم اليمامة وإنى أخشى أن يستحر القتل بالقراء فى المواطن كلها فيذهب قرآن كثير وإنى أرى أن تجمع القرآن .
فوافق أبو بكر على الفكرة مادامت لخير الإسلام فبحث عن رجل ثقة ومن كتاب القرآن فى عهد النبى ليوكل إليه هذه المهمة فلم يجد خيرا من رجل اسمه زيد ابن ثابت فعمد زيد هذاإلىالحجارة والجلود وجرائد النخل والعظام فأعاد تدوينها كلها ثم أخذ من الرجال الذين كانوا يحفظون بعض الآيات والسور .. وجمعها كلها فى "مصحف" فى نسخة واحدة وظلت هذه النسخة موجودة فى عهد عمر بن الخطاب وعندما توفى عمر أنتقلت هذه النسخةإلىحفصة ابنة عمرو إحدى زوجات النبى محمد . وتسلم الخلافة بعد عمر الصحابى عثمان بن عفان فكان الخليفة الثالث وفى عهد عثمان كانت البلاد الإسلامية قد توسعت حتى بلغت مصر والشام وفلسطين والعراق وفارس ولذلك اختلف الناس فى قراءة القرآن فقدم حذيفة بن اليمان على عثمان وقال له : ياأمير المؤمنين إن الناس قد إختلفوا فى القرآن حتى أن الرجل ليقوم فيقول : هذه قراءة فلان ويقوم الآخر فيقول: هذه قراءة فلان وقد أخذ أهل البصرة القرآن عن أبى موسى الأشعرى وأهل الكوفة عن عبد الله بن مسعود وأهل دمشق عن أبى بن كعب وأهل حمص عن المقداد بن الأسود . وقد كان كل قطر من هذه الأقطار يدعى أنه أهدى سبيلا وأقوم طريقا .