برامج و حجرات الدردشة
" غرف و برامج الشات" هي موضة هذه الأيام ..
لكن السؤال هنا هل كل موضة هي نافعة و هل لهذه للموضة عواقب ؟
الكثير من الشبان و الشابات و حتى الأطفال
و العجائز تراهم اليوم عالقين بأجهزة الكومبيوتر التي دخلت تقريبا
كل بيت في بلادنا العربية ..
ماذا يفعل هولاء طوال فترة جلوسهم أمام الكومبيوتر لساعات طويلة ؟
كل منهم من يجوب الشبكة العنكبوتية باحثاً عن ما يحتاج ..
ولكن يبدو أن هناك أمور مميتة و رهيبة ربما تقابل السذج منهم ..
اليوم قابلت صديقاً قديماً من سنوات طويلة لم أره ..
سألته عما يفعل هذه الأيام أجابني قائلاً
" أنا أصبحت مدمناً للشات و غرف الدردشة "
كلمات تكسر القلب ..أن يصير الإنسان الحر أنساناً مستعبداً مقيداً ..
قلت له ربما أنه يجب أن يبتعد عن الكومبيوتر و يخرج
ليتمتع بالطبيعة و رؤية الناس و الخروج من القوقعة الذي وضع نفسه فيها
إلا أنه أجابني
" لقد حاولت أبعاد الكومبيوتر مراراً و تكراراً لكن يبدو أنني أدمنت الشات
مع البنات بشكل يمكن ان يكون في حد ذاته أكثر خطورة من المخدرات نفسها "..
في الحقيقة إدمان العلاقات المحجوبة لأشخاص قد يكونوا وهميين
هو في الحقيقة يعد من أخطر أنواع الإدمان النفسي ..
و يا للخسارة غالباً ضحايا الشات ما يكونوا هولاء السذج طيبين القلب
يصدقون كل ما يقال لهم سواء كانوا من الرجال أو النساء .
السؤال هنا .. هل أنت مدمن كذلك نفس الشيء؟
كم من علاقات زوجية تدمرت نهائياً بسبب عدم قدرة الزوج
عن الإقلاع عن الشات أو رؤية الزوج لزوجته و هي تجلس
في غرف الدردشة و تتسامر مع هذه و ذاك.. يلجاً الشباب المراهق غالب
اً لغرف الدردشة و معه كاميرا الويب ليعرض دلائل رجولته للفتيات
و كذلك الفتيات التي تغلق الباب علي نفسها لتتكلم بكلمات
مُصدمة و مشوهه لبراءتها و أنوثتها ليتحول الاثنان إلي مسكينين
لا يجوز عليهم إلا الشفقة !
خطورة غرف الشات و الدردشة بالنسبة للجنسين
*في غرف الشات أو الماسنجر غالباً ما يخدع المتحدث الطرف الأخر
و لا يقدم بيانات حقيقية عن نفسه و يترك الأمر و كأنك تتحدث مع شخص غير حقيقي .
*يظهر ما يسمي بالسلوك الخداعي و الكلمات الملونة كل
من الطرفين يقدم أكاذيبه للطرف الأخر فيكون الجو السائد
و أساس العلاقة هو الكذب .
*يخلق الشات من الشخص أنساناً انطوائيًا غير اجتماعيًا
يجد لذته في الانعزال عن الآخرين و البحث عن أقرب مكان يجد فيه
إنترنت ليعاود اتصاله بالشبح الذي يتصل به عن طريق غرف الدردشة .
*من كثرة الكلام تبدأ " المعصية" في الظهور و معصية تجر أخرى
" كثرة الكلام لا تخلو من معصية" أمثال 10 : 19
و بدلا من مبدأ من مجد إلى مجد نجد الضحيتين أو أحداهما
سقط في أشراك أمور يظل الندم بسببها غير كافياً لإزالة الألم الذي سببته للشخص.
*يلجأ الشباب المراهق الذي ليس له أى تجربه في أمور الحب و التعلق ب
الأحلام الوردية بالزواج و الشريك الأخر ليجد شخصاً أخر يمنيه بكل شي
و يقدم له أو لها صورة مثالية – غير حقيقية – عن نفسه أو نفسها ليخلق
للأخر شخصية وهمية على مستوي عالي من الجاذبية و الوعود البراقة..
و أي صدمة يُصدم بها الضحية عندما يكتشف يوماً أنه كان ألعوبة لخيال
شخص أخر مريض فقط كان يريد أن يتسلي بسذاجته..
*هناك من يذهب لغرف الشات خصيصاً من ذوي الأهداف الإجرامية
ليقوم بإصطياد فريسة ساذجة يمكن أن تقوم بالأدوار الجانحة التي
ربما يرغب في توريطه أو توريطها بها ..
*في غرف الشات غالباً ما يتم تبادل الميديا الإباحية و الصور النجسة
لفتيان و فتيات عاريات و لا يستثنى من ذلك مقاطع الفيديو التي ربما تكون
عثرة عظيمة لكل منهما ..
*يصرف غالباً وقت طويل في غرف الشات فيها تهمل الفتاة واجباتها
في المنزل و رعاية والديها أو مذاكرتها و كذلك الولد يصبح عصبيا جداً
عندما تطلب منه أمه , أبيه الذهاب للخارج لشم الهواء أو تلبيه أمور خاصة في البيت ..
و ربما تهمل الزوجة إعداد الطعام لزوجها أو تحضير الرضعة للطفل
الذي يبكي مستغيثاً ربه من أمه المدمنة .
*الشات و إدمانه يخلق جيلا لا يعرف القلم و لا الورقة ..
جيلا هامشياً ساذجاً و محطماً و مهدداً بأن تأتي أقل الأمور العملية الموجودة
في العالم الواقعي و تزعزع أمانه الشخصي .. فهو جيل غير قادر على التعامل
مع المشكلات .. جيل ماوس و كيبورد .
*كلمة " Chat" تعني الثرثرة أو كثرة الكلام و الثرثرة هي لغة الجاهل
" و الجاهل يكثر الكلام لا يعلم إنسان ما يكون و ماذا يصير بعده من يخبره"
جامعة 10 : 14
خطورة الشات خاصة بالنسبة للفتيات
*اليوم كما أسلفنا يوجد ما يعرف بكاميرات الويب و هذه الكاميرات
تختلف في أنواعها و أشكالها و أثمانها و هناك أيضاً للأسف برامج لعمل
إختراق لتلك الكاميرات و هي تملأ الشبكة العنكبوتية و هي بالمجان ..
*و هنا تجلس الفتاه التي ربما لم تقابل يوماً شاباً في حياتها كلها
أمام الكاميرا التي تظن أنها مغلقة و هي ترتدي ملابس غير لائقة
و ربما تقوم بأمور مشينة علي الماسنجر و هي غير فطنه أن الكاميرا
التي تقبع فوق جهاز الكومبيوتر تصور كل شي في الغرفة و ترسله للشاب
الذي قد أعد العدة لإصطيادها منذ زمن و ها هي الأن تقع في الشبكة لتكون
فريسة سهله لأن يهددها دوماً بتلك المشاهد التي التقطها لها دون علمها ..
يا للسذاجة !! ..
هل توافقيني أن الأمر خطير جداً ؟؟
*مع تطور تكنولوجيا الالتقاط الصوتي لأجهزة الحاسب الآلي
لا توجد اليوم مشكلة لتسجيل الصوت و الصورة من خلال برامج خاصة
على الماسنجر دون أن تشعرين و هنا يتم تسجيل كل ما يدور في غرفة الشات
بينك و بين الشخص الأخر و الذي ربما يستخدمه الشاب ضدك يوما
و بالتأكيد كذلك الحوارات الكتابية.
*في بعض الأحيان تتقابل الفتيات مع الشباب الذين تعرفوا عليهم
في الشات ليكون لقاء ربما في البداية يكون تحت مسمى
" نريد أن نعرف بعضنا البعض بطريق أفضل "
لينتهي أمرها بالتحرش الجنسي في حالة إذا لم يتطور الأمر
و بنشر صوراً فاضحة لها علي الشبكة العنكبوتية ليراها الجميع
و ذلك ليدمرها و يصنع منها أمة له مدي الحياة .. أمر مؤسف للغاية ..
*أحيانا تتعرف الفتيات علي فتيات أخريات مع الوقت تعلم
بعضهن البعض أموراً جنسية غير سوية و ربما تنتهي إلي ممارسات مثلية "شذوذ"
تذهب بشخصية البنت و براءة أنوثتها إلى الحضيض لتصنع منها قطعة خردة.
كيفية الوقاية:
*الابتعاد الفوري عن الشات و عن البرامج التي جعلتك مدمناً .
*لا تجادل و تقول هذا الشات برئ و الناس الذين فيه أنا أعرفهم منذ زمن ..
تذكر أن المبدأ هو واحد في كل الأحوال أنت لا تري الأخر ..
*عمل رقابة في البيت من خلال أولياء الأمور على أولادهم من
الفتيات و الشبان و عما يفعلوه أمام الكومبيوتر لفترات طويلة.
*عمل فترات حرة بين الوالدين للتحدث مع أولادهم عن احتياجاتهم
و عن أصدقائهم الجدد و تمكين أولادهم من الدخول في برامج إجتماعية
من أعداد الأسرة و تحت أشرافها .
*توعية الوالدين لأبنائهم عن كنه أمور مثل هذه بشكل مُفصل و واضح ..
*أطلب من قادتك الروحيين في الكنيسة التي تنتمي لها أن يتكلمون عن
موضوعات مثل هذه و عمل ندوات شبابية للمشاركة بالآراء في موضوع مثل هذا.
*أبتعد عن فكرة الحب عبر أسلاك الانترنت ..هذا وهم لأنه لا يوجد
حب عبر حجاب أو حاجز .. تذكر أن محبة الرب يسوع عندما أظهرت
علي الصليب قد أنشق حجاب الهيكل لأنه لا يمكن أن يوجد حب حقيقي
في وجود حائط حاجب ..
*فرصتك في الزواج أو في السفر لن تأتي من خلال الشات ,
بل ستأتي عندما تعرف خطة الله في حياتك ..و تسلم للرب طريقك و تتكل عليه..
أن كنت تشعر بأنك مقيد من تلك الأمور المحطمة لنفسيتك
و عفتك أمام الرب و تعطل تقدمك و نموك كشخصية سوية تعال معي ..
و قل للرب هذه الكلمات من قلبك :
يا رب أشكرك أنك تفتح عينيّ على الحق الذي لي في ذاتك كل حين ..
أضع كلماتي بجانب كلمات عبدك داود
"لقد أخطأت جداً حيث عملت هذا الأمر
و الأن أزل أثم عبدك لأني سفهت جداً"
أخبار الأيام الأول 21 : 8
أثق أن الوقت ليس متأخراً لديك لأن تأتي و تنقذني
من عواقب عدم توبتي و إضاعتي الوقت الكثير
فيما لا يفيد بل فيما الحق الضرر بي ..
أغسلني بدمك الطاهر الذي سال علي الصليب من
أجلي فتتطهر أصابعي و ميول ذهني أجعلني حراً من قيود
المقعد و غرف الثرثرة تعال إلى حياتي فتتغير ميول قلبي
و ليطول حديثي معك و الهج في ناموسك نهاراً و ليلاً
فيصير مسرتي أغفر لي كل الكذب و الخداع الذي خدمت
به عدوك إبليس كل يوم عندما كنت أخدع الآخرين
و أتكلم عنهم بالسوء أنقذني من كل شبكة نصبتها لنفسي
في جهل أثق أنك لا تزال تحبني و أنى غالي
على قلبك فشكراً لك من كل القلب