رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصوم ( 2 ) "أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئًا مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئًا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيرًا. وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ:«إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ، فَقُلْ لِهذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزًا». فَأَجَابَهُ يَسُوعُ قِائِلاً:«مَكْتُوبٌ: أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ»." لو1:4-13. بدأ الرب يسوع خدمته بالصوم! إعتمد في الأردن و بعدها أُصعد بالروح إلى البرية و صام عن الأكل أربعين يوماً و لما جاع وجد إبليس أنها فرصة مواتية لتجربة الرب يسوع بالطعام كما فعل مع آدم قبل ذلك بآلاف السنين! و لكن الفرق شاسع بين الحالتين فآدم لم يكن الرب يسوع و لم يكن صائماً لأربعين يوماً و من الممكن أن يكون قد أكل قبل السقوط بلحظات و مع ذلك وجدت حواء شجرة معرفة الخير و الشر "جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ" تك6:3! كان من المفروض أن الرب يسوع الذي لم يأكل لأربعين يوما (من الواضح أن الرب يسوع كان يشرب أي صائماً بماء و لهذا لم يقل الكتاب أنه عطش) أن يشتهي حتى الحجارة و لكن على عكس آدم يسحق الرب يسوع رأس الحية كما وعدنا الله (تك15:3)! لكن يبقى السؤال لماذا فشل آدم الذي كان إنساناً كاملاً لكن سقط و نجح الرب يسوع أن يبقى الإنسان الكامل؟ قد تقول أن الفرق هو أن الرب يسوع صام و بالتالي كان أقوى في التجربة لكنني أود أن أضيف أن الصوم وحده يُضعف الإنسان و يكون أكثر إستعداداً للسقوط إلا إذا كان يتغذى بشكل أخر و هذا هو الفرق و هو أيضاً ما قاله الرب يسوع! إن السر ليس في الصوم بل في التغذية التي كان يتغذى بها الرب يسوع في الصوم و هي كلمة الله لهذا فكان رده على إبليس "مَكْتُوبٌ: أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ"! إن كلمة الله تُغذي الروح و بالتالي يُصبح من يتغذى بها في غنى و لهذا إستطاع الرب يسوع أن يُقاوم إغراء عدو الخير و يسحقه حتى في التجربتين اللاحقتين! لكن آدم الذي لم يكن صائماً و تغذى على الطعام الجسدي و ليس على كلمة الله بقى جائعاً ضعيفاً أمام أي إغراء! إن السر هو ما نتغذى به و ليس ما نمتنع عنه! إن هذا ما يقوله الكتاب "اَلنَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ الْعَسَلَ، وَلِلنَّفْسِ الْجَائِعَةِ كُلُّ مُرّ حُلْوٌ" أم7:27! طالما تحيرت في هذه الآية لأنها تقول "اَلنَّفْسُ" و ليس الجسد و بعدها " الْعَسَلَ" و هو ليس غذاء النفس بل الجسد فكيف يكون هذا؟ الحل هو أن النفس التي تتغذى على كلام الله تنأى بجسدها حتى عن العسل أما النفس التي لا تتغذى على كلمة الله فلا يُشبعها شئ! إن الكتاب يقول لنا أيضاً "كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَ فَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ" عب12:4! إن كلمة "فَعَّالَةٌ" هنا هي كلمة "إنيرجيس" في اللغة اليونانية و هي الكلمة المأخوذة منها كلمة "إنيرجي" الإنجليزية و معناها الطاقة! إذاً فكلمة الله قادرة أن تُعطينا الطاقة اللازمة لندوس العسل و هو ما فعله الرب يسوع و لم يفهمه آدم! إن الصوم الحقيقي هو أن نُغير تغذيتنا من طعام الجسد الذي لا يُشبع إلى طعام النفس و الروح الذي يرقى بالجسد حتى يدوس العسل! |
14 - 05 - 2012, 02:58 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
مرسي على االموضوع الرائع الرب يباركك وتعب محبتك
|
||||
14 - 05 - 2012, 08:12 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
شكرا على المرور الجميل |
||||
|