شَوك | شوكة
ذكرت أولًا في (تك 3: 18) مع لفظة حسك. ولا يراد بهاتين اللفظين أنواعًا خاصة من النبات، بل كل نبات فيه شوك وحسك، يؤذي الناس ويعيق عملهم. ويشار على النباتات كثيرة الأشواك في عد 33: 55 وام 15: 19 و 22: 5 واش 5: 6 وهو 2: 6 و 10: 8 وغيرها من آيات الكتاب، لكونها تعيق الإنسان وترهقه وهي آفة له. والأرض لم تزل تنبتها حسب لعنة الله الأصلية.
والشوك هو ما يخرج من الشجر أو النبات دقيقًا صلبًا محدد الرأس كالإبر. وتستخدم في الكتاب المقدس نحو اثنتين وعشرين كلمة عبرية ويونانية للتعبير عن الشوك، ولكن ليس من الميسور تحديد أي نوع من الشوك هو المقصود في كل حالة، فما أكثر أنواع الأشجار والنباتات الشوكية التي تنمو في فلسطين وغيرها من مناطق الشرق الأوسط، فالجو الحار يساعد علي نمو الكثير من هذه النباتات الشائكة، وبخاصة في المناطق شبه الصحراوية حتى ليتعذر علي الإنسان السير فيها حيث لا توجد طرق معبدة.
أشوك، شوك، الأشواك، الشوك
أول مرة يذكر فيها الشوك في الكتاب المقدس، هي في قول الرب لآدم: "ملعونة الأرض بسببك.. شوكا وحسكًا تنبت لك" (تك 3: 17 و18). ويظن البعض أن هذه اللعنة قد انتهت بالقول: "فتنسم الرب رائحة الرضا. وقال الرب في قلبه: "لا أعود ألعن الأرض" (تك 8: 21). ولكن واضح أن هذا القول لا يُبطل العقاب الذي أوقعه الرب علي آدم، كما أن الأرض ما زالت تنبت للإنسان شوكا وحسكا.
ويذكر إشعياء "الشوك والقريص والعوسج" (إش 34: 13-انظر أم 24: 31، 2 أخ 33: 11، أيوب 41: 2، أم 26: 9 ، نشيد 2: 2، هوشع 9: 6 ..الخ) . والعوسج جنس نبات من الفصيلة الباذنجانية له ثمر مدور كأنه خرز العقيق. أما القريص فنبات ذو وبر شائك إذا لامس الجسم أحدث به حكة شديدة.
وكانت هذه النباتات الشوكية الكثيفة تستخدم سياجا للحدائق والمزارع (أم 15: 9، إش 5: 5). ويظن البعض أنها كانت تنمو طبيعيا حول ممتلكات أيوب، لأن الشيطان يقول للرب: "أليس أنك سيجت حوله وحول بيته وحول كل ما له من كل ناحية" (أيوب 1: 10)، ولكن الأرجح أن العبارة هنا مجازية، وأن المقصود بها هو أن الرب أحاط أيوب وكل ما له برعايته.
ووجود الشوك دليل علي جدوبة الأرض وعدم صلاحيتها للزرع (عب 6: 8)، أو علي خراب أرض كانت قبلا مثمرة (إش 5: 6، 7: 23-25، 32: 13، 34: 13، هوشع 10: 8).
ولكن إشعياء النبي يرسم صورة للبركة في المستقبل -تختلف عن ذلك تمامًا – بالقول: "عوضا عن الشوك ينبت سرو، وعوضا عن القريص يطلع آس" (إش 55: 13).
حنطة و زوان
ويقول الرب يسوع: "من ثمارهم تعرفونهم، هل يجتنون من الشوك عنبا أو من الحسك تينا؟" (مت 7: 16).
وكان الشوك لسرعة اشتعاله يستخدم وقودًا (مز 58: 9 ، جا 7: 6)، ويستخدم ذلك مجازيا في التعبير عن غضب الله (إش 9: 18، 10: 17، 24: 4، ناحوم 1: 10) .
ويقول يوثام بن جدعون، في تهكمه علي أهل شكيم لاختيارهم لأبيمالك ملكا عليهم: "ثم قالت الأشجار للعوسج: تعال أنت واملك علينا . فقال العوسج للأشجار: إن كنتم بالحق تمسحونني عليكم ملكا فتعالوا واحتموا تحت ظلي" (قض 9: 15)، وليس للعوسج ظل يحتمي تحته الإنسان. كما يستخدم الشوك مجازيا للدلالة علي خطورة الأعداء وما يسببونه من آلام (انظر عد 33: 55، يش 23: 13، حز 2: 6، 28: 24).