كان عيد الفطير مرًا
ميليتو من ساردس
"ويأكلون اللحم تلك الليلة مشويًا بالنار، مع فطير على أعشاب مرة يأكلونه" (خر 12: 8).
تحقق سرّ الفصح في جسد الرب... فقد أُقتيد كحملٍ، وذُبح كشاةٍ، مخلصًا إيَّانا من عبودية العالم (مصر)، ومحررنا من عبودية الشيطان كما من فرعون خاتمًا نفوسنا بروحه، وأعضاءنا الجسدية بدمه... إنه ذاك الواحد الذي خلصنا من العبودية إلى الحرية، ومن الظلمة إلى النور، ومن الموت إلى الحياة، ومن الطغيان إلى الملكوت الأبدي... إنه ذاك الذي هو (الفصح) عبور خلاصنا... هو الحمل الصامت الذي أُخذ من القطيع وأُقتيد للذبح في المساء، ودُفن بالليل... من أجل ذلك كان عيد الفطير مرًا، كما يقول كتابكم المقدس: تأكلون فطيرًا بأعشاب مُرة.
مُرة لكم هي المسامير التي استخدمت، مُر هو اللسان الذي جدف، مُرة هي الشهادة الباطلة التي نطقتم بها ضده.
ومرة من أجلك القيود التي أعددتها! ومرّة من أجلك السياط التي فتلتها!
ومر ّ من أجلك يهوذا الذي دفعت له! ومر ّ من أجلك هيرودس الذي أطعته!
ومر ّ من أجلك قيافا الذي وثقت به! ومرة من أجلك المرارة التي أعددتها
ومرّ من أجلك الخل الذي زرعته! ومرّة من أجلك الشوكة التي التقطتها.
صلاة
حملت يا مخلصي المرارة في بيت أحبائك،
لكي أجد عذوبة في وسط مرارة الجهاد من أجلك!
نعمتك تحول كل مرارتي إلى حلاوة فائقة!