منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 04 - 2016, 07:50 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

هل أنت شــاكر

هل أنت شــاكر


هل أنت شــاكر
إنها واحدة من أروع القصص للكاتب “دانييل ديفو”، كتبها عام 1719م، هي “روبنسون كروزو”، يحكي فيها عن رجل تحطمت به السفينة وقضى 27 سنة فوق جزيرة استوائية. كان بمفرده، لكنه كتب الآتي:
*
بدأتُ الآن أفكر بجدّية في حالتي والظرف الذي أواجهه، وبدأت أكتب ما يجيش في صدري لأريح أفكاري من الاستغراق يوميًا فيها، مما يُربك عقلي، والآن أشعر أن تفكيري المنطقي بدأ في رأسي وبدأت أواسي نفسي بقدر استطاعتي، وأن أعدد المزايا مقابل المساوئ حتى اعتبرت حالتي أفضل من حالات كثيرة، ولذلك سأحاول الآن أن أُدوِّن بشكل محايد المزايا التي أتمتع بها والمآسي التي أعانيها:

قائمة الشكر قائمة المآسي
ولكن شكرًا لله لأني مازلت حيًا ولم أغرق كما حدث مع من كانوا معي على ظهر السفينة.
إني مُلقَى فوق جزيرة صخرية مُرعِبة دون أمل في العودة.
ولكن شكرًا لله لأنني انعزلت عن بقية بحارة السفينة، والله الذي أنقذني بأعجوبة من الموت هو ينقذني من هذه الحالة.
معزول ومنفصل عن العالم لدرجة أنني أحسست باليأس.
ولكن شكرًا لله فالجو هنا حار جدًا، ولو كان لديَّ ملابس لما استطعت أن أرتديها.
ليس لديَّ ملابس أرتديها.
ولكن شكرًا لله، فهذه الجزيرة التي أنا عليها، لا أرى فيها حيوانات مفترسة يمكن أن تلحق بي الأذى.
لا أمتلك أي وسيلة للدفاع عن نفسي لكي أقاوم أي عنف من أيّة حيوانات مفترسة.
ولكن شكرًا لله، فهو أرسل السفينة بطريقة معجزية بالقرب من الشاطئ مما مكنني من أن أحصل على الكثير من الأشياء اللازمة لي.
ليس معي إنسان يؤنس وحدتي أو أستطيع التكلم معه.
*
والآن تعالوا بنا نعرف بعض الحقائق المهمة:
أولاً:
التذمر خطية
صنع الرب مع الشعب قديمًا أعمالاً عظيمة، وأخرجهم من مصر بذراع رفيعة ويد ممدودة، وشق البحر الأحمر بقوته وعبَّرهم، فرنموا تسبيحة رائعة في :
(خروج 15).
ولكن بعد ارتحالهم من أمام البحر ساروا ثلاثة أيام ولم يجدوا ماء، فجاءوا إلى مارة، ولم يقدروا أن يشربوا لأن المياه كانت مُرَّة، وبدلاً من أن يصرخوا للرب تذمروا :
فَتَذَمَّرَ الشَّعْبُ عَلَى مُوسَى قَائِلِينَ:
«مَاذَا نَشْرَبُ؟»

(خروج15: 24).
وهكذا بدأت رحلة التذمرات :
فَتَذَمَّرَ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ فِي الْبَرِّيَّةِ.
(خروج16: 2).
والرب قد سمع تذمراتهم :
(خروج 16: 7، 8، 12، عدد14: 2).
ويقول الرب لموسى وهارون:
«حَتَّى مَتَى أَغْفِرُ لِهذِهِ الْجَمَاعَةِ الشِّرِّيرَةِ الْمُتَذَمِّرَةِ عَلَيَّ؟ ».
وماذا كانت النتيجة؟
يقول الرب:
« فِي هذَا الْقَفْرِ تَسْقُطُ جُثَثُكُمْ، جَمِيعُ الْمَعْدُودِينَ مِنْكُمْ حَسَبَ عَدَدِكُمْ مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِدًا الَّذِينَ تَذَمَّرُوا عَلَيَّ. »
(عدد14: 27، 29).
ويوصي الرسول بولس مشيرًا إلى هذا الشعب قائلاً:
« وَلاَ تَتَذَمَّرُوا كَمَا تَذَمَّرَ أَيْضًا أُنَاسٌ مِنْهُمْ، فَأَهْلَكَهُمُ الْمُهْلِكُ. »
(1كورنثوس10: 10).
ولنثق، فإن إلهنا أمين لا يدعنا نُجرَّب فوق ما نستطيع!
*
ثانيًا:
الشكر بركة
-1-
الشكر كان هو الطابع المميِّز لحياة الرب يسوع عندما كان هنا على الأرض؛ فرغم أنه لم يكن معه نقود ولم يكن عنده أين يسند رأسه، ولم يملك شيئًا على الإطلاق، لكنه لم يتذمر بل كان دائم يشكر :
..أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي،..
(يوحنا41:11)
..أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ،..
(متى25:11)
وَأَخَذَ السَّبْعَ خُبْزَاتٍ وَالسَّمَكَ، وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى تَلاَمِيذَهُ، وَالتَّلاَمِيذُ أَعْطَوُا الْجَمْعَ.
(36:15)
وَأَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: «اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ،
( 27:26).
*
-2-
الرسول بولس ورغم ما لاقاه من ظروف صعبة واضطهادات كان شاكرًا :
أَوَّلاً، أَشْكُرُ إِلهِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنْ أَجْلِكُمْ جَمِيعاً، لأَنَّ إِيمَانَكُمْ يُذَاعُ خَبَرُهُ فِي الْعَالَمِ كُلِّهِ.
(رومية1: 8)
فَشُكْراً للهِ، أَنَّكُمْ كُنْتُمْ عَبِيدًا لِلْخَطِيَّةِ، وَلكِنَّكُمْ أَطَعْتُمْ مِنَ الْقَلْبِ صُورَةَ التَّعْلِيمِ الَّتِي تَسَلَّمْتُمُوهَا.
(6: 17)
أَشْكُرُ اللهَ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا!...
(7: 25)
أَشْكُرُ إِلهِي فِي كُلِّ حِينٍ مِنْ جِهَتِكُمْ عَلَى نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لَكُمْ فِي يَسُوعَ الْمَسِيحِ،... أَشْكُرُ اللهَ أَنِّي لَمْ أُعَمِّدْ أَحَدًا مِنْكُمْ إِلاَّ كِرِيسْبُسَ وَغَايُسَ،
(1كورنثوس1: 4، 14)
فَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَتَنَاوَلُ بِشُكْرٍ، فَلِمَاذَا يُفْتَرَى عَلَيَّ لأَجْلِ مَا أَشْكُرُ عَلَيْهِ؟
( 10: 30 ... وهكذا).
*
-3-
الشكر هو الشيء اللائق بالقديسين، ففي :
(أفسس5: 3، 4 )

يقول لنا الرسول بولس:
« وَأَمَّا الزِّنَا وَكُلُّ نَجَاسَةٍ أَوْ طَمَعٍ فَلاَ يُسَمَّ بَيْنَكُمْ كَمَا يَلِيقُ بِقِدِّيسِينَ، وَلاَ الْقَبَاحَةُ، وَلاَ كَلاَمُ السَّفَاهَةِ، وَالْهَزْلُ الَّتِي لاَ تَلِيقُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ الشُّكْرُ.»
فهذه الخطايا لا تليق مطلقًا بمن فداهم الرب يسوع وجعلهم قديسين، والذي يليق هو أن يقدموا له باستمرار الشكر. فعلينا أن ندرب أنفسنا على ذلك وبدلاً من أن يخرج من أفواهنا ما لا يليق، ليخرج شكر يرضي الرب.

*
-4-
يجب أن نواظب على الصلاة، وليس ذلك فقط بل أن نكون ساهرين فيها بالشكر. فعلينا أن نسهر لئلا يُسلَب منا وقت الصلاة المرتبط بالشكر، فعلينا أن نكون شاكرين ولا نكتفي بالشكر على استجابات الصلاة التي نلناها، بل بالإيمان نشكر الرب أيضًا على الصلوات التي لم يستجبها بعد، ولنثق فإن محبة الرب تريد لنا الأفضل، وحكمته تعرف ما هو الأفضل، وقدرته تمنحنا الأفضل.

*
-5-
شكرنا شيء بسيط جدًا بالنسبة لعطايا الله لنا، فعطاياه الروحية من فداء وغفران وبنوية ومقام عالي في المسيح هي بلا حدود، وعطاياه لنا في هذا الزمان أيضًا بلا حدود. فأي شيء به نستطيع أن نعوضه :
لأَنَّهُ أَيَّ شُكْرٍ نَسْتَطِيعُ أَنْ نُعَوِّضَ إِلَى اللهِ مِنْ جِهَتِكُمْ عَنْ كُلِّ الْفَرَحِ الَّذِي نَفْرَحُ بِهِ مِنْ أَجْلِكُمْ قُدَّامَ إِلهِنَا؟
(1تسالونيكي3: 9).

*
-6-
الشكر هو مشيئة الله من جهتنا:
«اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ.»
(1تسالونيكي5: 16-18).
فينبغي أن يكون تقديم الشكر لله بمثابة الشعور الطبيعي للمؤمن الذي يثق أن الله يستطيع أن يجعل كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبونه، فلنحمده في كل حين وفي كل الظروف وفي كل شيء.
*
-7-
الشكر خدمة، ويجب أن يكون الشكر مقترنًا بخدمتنا:
« لِذلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتًا لاَ يَتَزَعْزَعُ لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ اللهَ خِدْمَةً مَرْضِيَّةً، بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى. »
(عبرانيين12: 28).
فالتزعزع يعني زوال ما يتزعزع وهذا ينطبق على الخليقة القديمة التي تنجست بالخطية، فلا بد أن تتلاشى في النهاية. أما نحن المؤمنين فقد قبلنا أمورًا لا تتزعزع ومنها ملكوتًا لا يتزعزع، إذن فلنخدمه بشكر وبكل خشوع وتقوى!
*
ثالثًا:
لنشكر لأننا لا نعلم ما يصنعه الرب معنا اليوم:
قـال الرب لبطرس ويقول لكل مِنَّا:
«لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ، وَلكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ»
(يوحنا13: 7).
حدث مرة في الستينات من القرن الماضي أن رجلاً كان يعمل في مصنع، وفقد إحدى أصابعه نتيجة خطإٍ ما. حزن جدًا وتألم كثيرًا، ولم يشكر مطلقًا وعاش حياة التذمر، ومكث في منزله عدة أشهر، وعندما بدأ يحتاج، ذهب إلى عمله مرة أخرى. لكنه لم ينسَ مُطلقًا ما حدث. وفي يوم من الأيام أراد أن يذهب إلى مكان مُعيَّن، وأراد أن يختصر الطريق، فسار في مكان مهجور غير مأهول بالسكان، وهناك تقابل مع بعض السحرة الذين كانوا يعتقدون بوجود كنز في ذبيحة بشرية ليجدوا هذا الكنز، وعندما تقابلوا مع صاحبنا، أمسكوا به، وأرادوا تقديمه، وأخذ يتوسل إليهم بدموع أن يتركوه فعنده أولادًا يحتاجون إلى الرعاية. ولكن إذ كانت قلوبهم قاسية، لم يرحموه، وأخذوا يفحصونه جيدًا، وإذ وجدوا أن أصبعًا في يده غير موجود، أطلقوه إذ بحسب معتقداتهم يجب أن تكون الذبيحة بلا عيب. أطلق صاحبنا ساقيه للريح، وعندئذ شكر الله كثيرًا على فقدانه هذا الأصبع،

ومن وقتها لم يتذمر بل تعلَّم كيف يشكر.
* * *
يارب أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع


الساعة الآن 04:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024