رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحيّة النحاسية وصليب المسيح
إننا نجد وعوداً بالشفاء الإلهي في كل من العهد القديم والجديد. لقد أعلن الله بوضوح في العهد القديم أن فداء المسيح سيشمل الأجساد أيضاً، ونستطيع أن نجد في (عد4/21-9) رمزاً جميلاً لصليب يسوع الذي سيفدي الإنسان من المرض: وارتحلوا من جبل هور في طريق بحر سوف ليدوروا بأرض أدوم فضاقت نفس الشعب في الطريق وتكلم الشعب على الله وعلى موسى قائلين: لماذا أصعدتنا من مصر لنموت في البرية، لأنه لا خبز ولا ماء وقد كرهت أنفسنا الطعام السخيف؟ فأرسل الرب على الشعب الحيات المحرقة فلدغت الشعب فمات قوم كثيرون من إسرائيل. فأتى الشعب إلى موسى وقالوا قد أخطأنا إذ تكلمنا على الرب وعليك. فصل إلى الرب ليرفع عنا الحيات. فصلى موسى لأجل الشعب. فقال الرب لموسى: إصنع لك حية محرقة وضعها على راية فكل من لدغ ونظر إليها يحيا فصنع موسى حية من نحاس ووضعها على الراية فكان متى لدغت حية إنسانا ونظر إلى حية النحاس يحيا أخطأ شعب إسرائيل ضد الله بتذمرهم عليه، فنالوا العقاب الذي يستحقونه: الحيات المحرقة. ومات عدد كبير من الشعب بسبب لدغ الحيات. ربما كانت هذه الحيات موجودة من قبل في تلك المنطقة لكن الشعب كان تحت حماية الله، وعندما أخطأ الشعب خرجوا من تحت الحماية وكان عليهم أن يواجهوا الحيات بمفردهم!! وهذه الحيات رمز للشيطان، عندما يخرج الناس من تحت حماية الله ينقضّ عليهم إبليس كالأسد الزائر الذي يريد أن يلتهم فريسته عندما تاب الشعب عن خطيته وطلب العودة إلى حماية الله، طلب الله من موسى أن يصنع حية محرقة ويضعها على راية وكل من لدغته حية كان يُشفى في لحظة النظر إلى حية النحاس. ولهذه القصة معنى نبوي، فهي صورة معبّرة عن هزيمة إبليس، الذي كان يعذب الناس بما له من سلطان الموت، وهي أيضاً صورة لصليب المسيح الذي أبطل سلطان إبليس على الناس عندما أتى نيقوديمس إلى يسوع ليلاً قال له يسوع: وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يُرفع إبن الإنسان . يو 14/3. لقد استشهد الرب بحادثة الحية النحاسية عندما تكلم عن موته الكفاري المزمع أن يقاسيه على الصليب، وهذا يؤكد ما قلناه أن حية النحاس كانت رمزاً لصليب يسوع. لقد رفع موسى الحية النحاسية على راية إعلاناً لهزيمة "الحية القديمة المدعو إبليس والشيطان" رؤ 9/12، ولقد أكد الرب نفسه هزيمة إبليس عدة مرات خلال خدمته على الأرض فقال لهم: رأيت الشيطان ساقطاً مثل البرق من السماء، ها أنا أعطيكم سلطاناً لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شيء . لو 18/10-19 الآن دينونة هذا العالم، الآن يطرح رئيس هذا العالم خارجاً . يو 31/12 وهذه الآيات تتبع المؤمنين: يخرجون الشياطين باسمي. مر17/16 وكما تحطمت قوة الحيات المحرقة عندما رفع موسى الحية النحاسية في البرية، هكذا تحطمت قوة إبليس عندما مات الرب يسوع على صليب الجلجثة والآن، ما علاقة هذا بموضوع الشفاء من المرض؟ إن حية النحاس صورة أو رمز أو ظل لصليب المسيح، والإسرائيليون الذين لدغتهم الحيات وأشرفوا على الموت قد تم شفاؤهم كاملاً عندما نظروا إلى الحية المرفوعة، وبنفس الأسلوب عندما ينظر الخطاة الذين لدغتهم الحية القديمة إبليس إلى صليب يسوع المسيح بالإيمان يتمتعون بالشفاء الإلهي الذي يشمل أرواحم ونفوسهم وأجسادهم لقد استعاد الشعب صحته الجسدية عندما تاب عن خطيته ونظر إلى الحية النحاسية. لقد غفرت خطاياهم، وفي نفس الوقت نالت أجسادهم شفاء معجزيا بعد معاناة طويلة مع أوجاع الموت نفس الأمر يحدث مع كل خاطئ لدغته الحية القديمة وسقط تحت دينونة الموت، بغض النظر عن مدى معاناته بسبب سلطان إبليس، عندما يتوب عن خطيته وينظر إلى صليب يسوع بإيمان، ينكسر سلطان إبليس في حياته ويتمتع بغفران خطاياه، وينطلق حراً من المرض أيضاً ويستعيد صحته وحياته من جديد، مما يدفعه لحياة ملؤها تسبيح الله وشكره المبشر المعاصر "ف. بوسورث" الذي نادى بإنجيل الشفاء في الولايات المتحدة وكندا، كتب في كتابه " يسوع الشافي": إذا لم يكن هناك شفاء في موت المسيح الكفاري فلماذا قيل لشعب إسرائيل الذي لدغته الحيات المحرقة أن ينظر للحية النحاسية التي كانت رمزاً للمسيح المصلوب؟ إن غفران الخطية والشفاء كليهما صارا لشعب إسرائيل بمجرد النظر إلى الحية النحاسية، فكم بالحري ننال نحن إذا نظرنا ليسوع المسيح المصلوب الذي هو المخلص الحقيقي نفسه إن اللعنة التي حلت على شعب إسرائيل قد انتهت بمجرد رفع الحية النحاسية، وبنفس الطريقة فإن المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة. غل 13/3 عندما أخطأ آدم وحواء ضد الله حلت عليهما الدينونة وخرجا من جنة عدن، ومنذ ذلك الوقت ما زال الإنسان يعيش تحت سلطان الموت وعبودية الخطية، لكن الله أعطى للإنسان وجاء من البداية عندما قال للحية في جنة عدن: أضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها، هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه. تك 15/3. لقد وعد الله بميلاد مخلص يحطم سلطان إبليس ويحرر كل الإنسانية من سجنه كانت هذه الكلمات الخارجة من فم الله في جنة عدن نبوة على أن إبليس سيلقى هزيمته يوما ما وتسحق رأسه بقوة نسل المرأة، يسوع المسيح. فيما بعد عندما أخرج موسى شعب إسرائيل من قيود أرض مصر إلى البرية، انخدع الشعب مرة أخرى بمكر إبليس وسقطوا في الخطية وتذمروا على الله وعلى موسى، وعقابا لهم هاجمتهم الحيات المحرقة تلدغهم حتى الموت، ولكن عندما صرخ الشعب معترفين وطالبين النجاة استمع لهم الله وأمر موسى بصنع حية نحاسية ورفعها على راية كرمز آخر لهزيمة إبليس النهائية، وكل من نظر إلى الحية النحاسية نال الشفاء من السم الزعاف الذي سرى في جسده لقد أعطى الله للشعب في العهد القديم أن يتمتع بنعمة المسيح من خلال صور أو رموز، وأحد هذه الرموز كانت حية النحاس، لقد نال الشعب الغفران، رغم خطاياهم وسقوطهم المتكرر تحت اللعنة، ونالوا شفاء إلهياً عندما وضعوا ثقتهم في المخلص من خلال رموز وظلال، لأن المخلص الحقيقي لم يكن قد أتى بعد يسوع مخلصنا ولد منذ ألفي عام من العذراء مريم، لقد تجسد الله ليعيش مع الإنسان! وكما رفع موسى الحية النحاسية في البرية هكذا ذهب يسوع إلى الصليب وعلق عليه من أجلنا حاملاً كل خطايانا ومحررنا من لعنة الموت. لقد سحق رأس إبليس بفدائه الذي تم مرة واحدة وإلى الأبد، وكل من يؤمن اليوم بيسوع المسيح يتمتع بالحرية من الخطية والمرض واللعنة وإبليس، وأخيراً من الموت كل المطلوب منا هو أن نضع ثقتنا في يسوع المسيح باتضاع قلب، نواجه إبليس باسم يسوع المسيح. إن إبليس مهزوم، والروح القدس يأمرنا قائلاً: قاوموا إبليس فيهرب منكم" يع7/4، وأيضاً: المولود من الله يحفظ نفسه والشرير لا يمسّه " 1 يو 18/5 المؤمن بيسوع ينبغي أن يكون راسخاً في الإيمان ولديه الشجاعة لكي ينقض أعمال إبليس 1يو |
|