رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أخي اليائس تماماً من نفسه، يا من كنت خادم وكارز باسم شخص ربنا يسوع، إذا كنت تضايقت من نفسك جداً وحزنت بإفراط لأنك أخطأت خطأ شنيع مُزري حتى أنك لا تحتمل ثقل تبكيت ضميرك ولا تعرف كيف تتخلص منه فتطلب الموت وحده ولا تجده، ففي هذه الساعة وبكل حزن قلبك وانكساره جرب أن تلقي نفسك بكل أحمالك الثقيلة بين يدي الله في صلاة قلبك. أنت جربت سابقاً أن تلجأ إليه وأعانك وشددك، ورفعك فوق ضعفك، ولكنك لم تتحفظ لنفسك فتهت وابتعدت وتعثرت بشهوات قلبك التي تحركت في داخلك بسبب ثغرة الكسل في الحياة الروحية، فأن كنت جربت الهروب من التفكر في خطاياك ولم تواجه نفسك ولم تعترف بخطأك أمام ابوك السماوي ووجدت أنك تتورط فيها أكثر حتى أنك جربت أن تطلب الموت ولم تجد، فما هو المانع الآن من أن تُجرب هذه المرة أن تتكلم مع الله وتضع كل ثقل خطاياك أمامه، فماذا ستخسر أو ما هو الضرر الذي سيقع عليك، طالما تطلب الموت ولا تُريد الحياة !!! وأن كنت تخشى الوقوف أمام الله في الصلاة، فكيف لا تخشى الموت وتخافه وتطلبه !!!، لماذا صار الأمر معكوساً عند شخصك الحبيب، لأن الواجب أننا نهرب من الموت للحياة، وليس العكس، فلا تهرب من الحياة للموت، فأن كنت صرت ميتاً بالخطايا والذنوب، فربنا يسوع المسيح هو حياة النفس، هو القيامة والحياة من آمن به ولو مات فسيحيا، فأن كنت أنت ميتاً فعلاً بكل ذنب عظيم وبكل إثم ثقيل فالله هو خلاصك ونجاتك. دعني أسالك سؤالاً:/ هل يا ترى رأيت سابقاً أن أم تتقزز من طفلها الصغير لأنه متسخ بكل وسخ وقذارة وذو رائحة نتنة مُنفرة !!! ألم ترى بعينيك - في حياتك - أن الأم هي الوحيدة فقط التي تحتمل رائحة ابنها الصعبة وتحمله على يديها التي تتسخ بوسخه، وتُقَبلهُ وتحممه وتعطره بأغلى العطور وأثمنها وتلبسه أفخر الثياب النظيفة لديها، إلى أن تُعيد له نضارته بالتمام ويصير أحلى وأجمل مما كان، ليصير نظيفاً ذو رائحة عطرة جميلة للغاية ويتمنى كل من هم حوله أن يقتربوا منه لأنهم ارتاحوا إليه بسبب عمل أمه معه، فأن كانت هذه محبة الأم فكم تكون محبة الله الذي زرع في كل أم هذه الغريزة المقدسة: [ هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها، حتى هؤلاء ينسين وأنا لا أنساك ] (إشعياء 49: 15) أتظن ان الله نسى دعوته لك وطرحك عنه بعيداً ولن يقبلك، فانظر لبطرس الذي أنكره ولم ينساه الرب أبداً وعاد بقوة أعظم، وأنظر لجميع الخطاة والعشارين الذين تعامل معهم يسوع في حياته، وانظر توبيخه في سفر الرؤيا للكنائس ودعوته التي قدمها لهم لكي يتوبوا، فلا تيأس قط، حتى لو كل من هم حولك احتقروك من أجل معرفة خطاياك وتعثروا فيك، وقالوا ان لا حياة لك مع الله، لأن هذا كذب وغير صحيح حسب ما أُعلن لنا في إنجيل بشارة الملكوت. أنا وأنت وكل إنسان خاطي فاجر شرير هو حبيب الله ومحل عمله وشغله الشاغل، واعلم يقيناً أن الأب لا يفضح ولده، ولا يُشهر به قط، بل يضمد جراحاته ويعتني به جداً، ويظل محل رعايته الفائقة باهتمام شديد بالسهر والبذل الفائق والاهتمام البالغ إلى أن تعود صحته كامله ويقف بقوة ويلبس الملابس التي تليق به في بيت ابيه ويجلس على أفخر الموائد ليتمتع بشركة أبيه وسط إخوته، بل واسمه يلمع كشعاع شمس النهار الدافئ. فالآن انسى الخطية وكل شيء عن نفسك وذاتك، وانسى الناس بل واحذر من كل واحد يقول أنك لا تنفع أن تعيش مع الله لأنك محل عثرة، لأن من يقول هذا هو نفسه بعيد عن الله تماماً والظلمة أعمت عينيه عن بشارة الحياة فاحذر منه جداً وتجنبه، وركز فقط على عودتك لحضن من يحبك وحده أكثر من أي شيء آخر في الدنيا كلها، حتى أصدقائك وكل معارفك حتى والديك لا يحبونك مثله أبداً، بل ربما الكل يتخلى عنك وقت ما تدخل في مشكلة عميقة بسبب خطاياك الشريرة، لكن الوحيد الذي سيعتني بك ولن يتأفف أو يبتعد عنك بسبب قُبح خطاياك وكل رزيلة فيك، بل سيحملها من على كتفك ويريحك ويضمك لحضنه بقوة ويسقيك من نبع نعمته الحلو ويغسلك لتصير أبيض أكثر من الثلج، ليفرحك ويفرح بيك ومعك، هو أبوك السماوي وحده الذي يحبك أكثر من نفسك جداً. |
18 - 04 - 2016, 03:03 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: رسالة ليائس من نفسه
شكرا يا قمر
رسالة لإنسان يائس من نفسه |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
رسالة من طالب الإعدادي لوالده قبل شنق نفسه |
في الأساس، كانت رسالة ربنا هي نفسه |
رسالة فرح لكل من يرى أنه خاطي ويائس من نفسه |
رسالة لإنسان يائس من نفسه |
رسالة لمن فقد الأمل في نفسه تماماً |