القدِّيسة فوتيني السامريَّة
المرأه السامريه
**************
إنَّ القدِّيسة فوتيني أو المرأة السامرية هي واحدةٌ من بين النساء الأرثوذكسيَّات الكثيرات اللواتي يعرفهنَّ التاريخ المسيحي. إنَّ حياة القدِّيسة فوتيني عبارةٌ عن مثالٍ مذهل حول كيف أنَّه يمكن للنعمة الإلهيَّة أن تعيد ولادة النفس الأكثر خطيئة كذلك أيضاً وأن تخرجها من هاوية الشرِّ وتسمو بها إلى قمَّة المجد الروحي.
تروي لنا قراءة الإنجيل عن حوار المسيح مع السامريَّة بخصوص الماء الحيَّ أو بخصوص نعمة الروح القدس والسجود لله بالروح والحق. كان يسوع جالساً في إحدى المرَّات بالقرب من بئر يعقوب وقد كانت المرأة السامريَّة والّتي سُمِّيت فيما بعد بفوتيني هناك أيضاً. بدأ يسوع يتكلَّمُ معها عن الماء الحيِّ الّذي يغسل الخطايا ويروي عطش النفس الخالدة في شركتها مع الله وهكذا أوصل يسوع المرأة السامرية بحكمة وببساطةٍ إلى معرفة خطاياها الخاصة وحاجتها إلى التوبة وتجديد حياتها.
تابت فوتيني متحليَّة بالإيمان الخلاصي بالفادي عن خطاياها السابقة والثقيلة. بدأت فوتيني تعيش حياة الفضيلة ممتلئةً من محبَّة إلهيةٍ كبيرةٍ للغاية تجاه الرَّبِّ حتَّى أنَّها كما يقول التقليد المقدَّس لم تخف من الاعتراف باسمه علانيَّةً أمام اليهود والوثنيين والتألُّم كثيراً من أجل اسمه. حصلت المرأة السامريَّة على إكليل الشهادة عند اضطهاد المسيحيين على عهد الإمبراطور الروماني نيرون.
جعلت الكنيسة المقدَّسة تذكارها مؤبَّداً ممجدةً إيَّاها تحت الاسم اليوناني فوتيني أي المنوِّرة. يُخبرنا التقليد المقدَّس بتفاصيل ذات عبرةٍ عن حياتها حيث أنَّها كانت مبشِّرة المسيح المتفانيَّة. وكانت عظتها تنتشر في مراكز الثقافة القديمة والهامَّة للغاية من أمثال كورنثوس وروميَّة. عندما استدعاها نيرون للمحاكمة اعترفت فوتيني بإيمانها بالمسيح بثباتٍ شديدٍ للغاية حتَّى أنَّها جعلت الإمبراطور يغضب غضباً شديداً. لقد أمر الإمبراطور بأن يضعوها هي وكلَّ عائلتها ( أربع أخواتٍ وابنين ) تحت العذاب الشديد والموت المرير. أُلقيَ بفوتيني ذاتها بعد أن وُضعت تحت العذاب المرعب في بئرٍ.
يا لغرابة هذه النهاية! لقد حصلت فوتيني بالقرب من البئر فيما مضى من المسيح على استنارتها الروحيَّة الأولى وشربت كأس ” مائها الحيَّ ” والّذي ينبع لحياة أبديَّة لأوَّل مرَّةً. وأمَّا الآن فقد كان لها البئر بمثابة بابٍ الّذي عبرت منه فوتيني بالفعل إلى الحياة الأبديَّة!