عيد الصليب المجيد
القدِّيس يوحنا الذهبي الفم
"وأما من جهتي، فحاشا لي أن أفتخر إلاَّ بصليب ربنا يسوع المسيح، الذي به قد صلب العالم لي، وأنا للعالم" (غلا 6: 14).
من لا ينسى نفسه ويقف مرتعدًا أمام حبه العجيب؟! متذكرًا أن الله بذل ابنه الوحيد للموت من أجل عبيد بطالين؟! بذله إلى موت اللعنة والهزء! موت اللصوص!
سُمر على الصليب المرتفع، وبصقوا على وجهه!
ضربوه بالعصي ولطموه!
استهزأوا به، وإذ شفقوا عليه كفنوه وختموا قبره!
هذا كله احتمله من أجلك! من أجل حبه المملوء رأفة، حتى يعتقك من عبودية الخطية، ويكسر سلطان إبليس، ويحطم شوكة الموت، ويفتح لنا أبواب السماء، ويزيل اللعنة، ويمسح الخطية الأولى، ويعلمك الصبر، ويقودك للاحتمال فلا تتضايق من أمور العالم: لا موت ولا لعنات ولا شتائم ولا هزء ولا ضربات ولا مكائد عدو ولا افتراءات وهجوم ولا اتهامات أو إساءة ظن ولا شيء من هذا القبيل.
اجتاز هذا كله ليشاركك كل الآلام، غالبًا إياها بطريقة عجيبة حتى يعلمك ويرشدك ألاَّ تخاف شيئًا من هذه المحن.
الرب يسوع بيقلك
نزلتُ إليك يا ابني لأسدد كل ديونك.
سامحتك لا بكلمات لطيفة رقيقة، لكن حملتُ الصك الذي عليك.
سمرته على الصليب، وسمرت جسدي معه.
سكبت دمي عليه فمحا كل الدين.
لا تستهن بالثمن يا ابني! لا تستدين بعد بالخطية!
عن كتاب: أنت موضوع حبي