الأمانة في العمل
البابا ثيوناس السكندري
"فليضئ نوركم هكذا قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجدوا أباكم الذي في السماوات" (مت 5: 16).
بعث أبونا البابا ثيوناس السكندري رسالة إلى لوقيانوس كبير أمناء القصر الإمبراطوري جاء فيها:
[ما أظن ولا أود يا عزيزي لوقيانوس أن تتباهى بهذا الأمر أن كثيرين من رجال قصر الإمبراطور قد بلغوا إلى معرفة الحق. بل بالحري يليق بنا أن نقدم الشكر لإلهنا الذي يستخدمنا كآنية صالحة لعملٍ صالحٍ، وقد منحك كرامة عظيمة لدى الإمبراطور حتى تُظهر رائحة اسم المسيحي الزكية التي هي لمجد المسيح ولخلاص كثيرين...
وإن كان الإمبراطور نفسه لم يتلامس تمامًا مع الإيمان المسيحي، إلاَّ أنه يضع ثقته بخصوص أموره الخاصة وحياته في أيدي المسيحيين، لأنهم أكثر الخدام أمانة... لذلك يجدر بك أن تبذل كل ما في وسعك ألاَّ تسقط في أمرٍ دنيءٍ معيبٍ، ولا تنطق بأي حال من الأحوال بكلمة نابية، حتى لا يُجدَّف على اسم المسيح بسببك...
لا يسمح الله أن نكون من بين المرتشين لبلوغ مآرب لدى الإمبراطور...
إياك وشهوة الطمع الذي يخدم الأصنام لا المسيح (أف ٥: ٤-٥)...
لنفعل كل شيء بوداعة ولياقة واستقامة حتى يتمجد اسم إلهنا وربنا يسوع المسيح في كل شيء.
تمم الأعمال الموكولة إليك بمخافة الرب وفي محبة لرئيسك، وبعناية كاملة.
انظر إلى كل أمر صادر] من الإمبراطور، ولا يعارض الله، أنه صادر من الله ذاته. ولتَّتقد بالمحبة كما بالخوف وبكل فرح... ولكي ما يتمجد الله فيك، لتطأ تحت قدميك كل رذائلك الذهنية وشهوات جسدك.
التحف بالصبر والشجاعة وانتعش بالفضائل ورجاء المسيح. احتمل كل شيء من أجل خالقك نفسه...
عزيزي لوقيانوس، إذ أنت حكيم احتمل بطيب قلب غير الحكماء (٢كو ١١: ١٩) فربما يصيروا حكماء.
لا تسمح بأذية أحد في أي وقت ولا تدع أحدًا يغضب.
إن حدث لك ضرر، فتطلع إلى يسوع المسيح...
لا تترك يومًا يمر بغير قراءة نصيب في الكتاب المقدس، مخصصًا وقتًا مناسبًا له تاركًا وقتًا للتأمل.]
صلاة
أنت سفيري،
تفتح قلبك ليحتضن إن أمكن الجميع.
تصير أيقونتي أنا محب البشر.
أنت سفيري،
أنا العامل على الدوام من أجل العالم كله.
يراك الكل تعمل بروح السرور والبهجة لتبهج الآخرين.
أنت سفيري،
لترتفع معي بإرادتك على الصليب.
تشتهي أن تموت ويحيا الكل،
وتتألم ويستريح الكل، وتصلب ويتحرر الكل.