النعمة تعني أكثر من إمتياز
فَمَا دَامَ الْمَوْتُ بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ،
قَدْ مَلَكَ بِذَلِكَ الْوَاحِدِ، فَكَمْ بِالأَحْرَى يَمْلِكُ فِي الْحَيَاةِ
بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ الْوَاحِدِ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَنَالُونَ
فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ الْمَجَّانِيَّةَ.
رومية 17/5
احد المعاني المعروفة عن النعمة الذي يتفق عليه الكثير بان النعمة تعني (عطية مجانية، بركات غير مستحقة). ولكن هذا المعنى غير ملم بكل ما تحتويه كلمة النعمة عندما تدرك حقيقة الخليقة الجديدة، وما هي حقيقة المؤمن. (اكثر امتياز) هذا هو السبب الذي يجعل كل خاطئ ياتي وينجذب الى المسيح، لان الله بفضل محبته العظيمة قد اختار ان يخلص الخطاة غير حاسب عليهم خطاياهم. فعندما يولد الانسان ثانيا، يعتبر هذا المفهوم للنعمة بالنسبة له غير كافي لانه لم يعد بعد خاطئ يحتاج الى الخلاص بالنعمة، فهو يصير خليقة جديدة لديه حياة وطبيعة الله في داخله
لهذا، تعد النعمة بالنسبة له اكثر من عطية مجانية (اكثر من امتياز) لايستحقها. كلمة نعمة تاتي في اليوناني
(Charis)
وهي تعني تاثير الهي في الروح الانسانية. فهي عبارة عن تاثير خارجي نابع من تاثير الهي داخلي. الجمال، القوة، الروعة، النجاح، المجد والفضل الالهي فى روحك الانسانية. فهو نفس التاثير الالهي الذي يجمل روحك ويشبع روحك حتى يدرك الناس حولك عمل يسوع فيك. فالكتاب يقول عنه (يوحنا14: 1). ان كنت ولدت ثانيا فالنعمة بالنسبة لك اصبحت اكثر من عطية مجانية، بل هى حضور الله الوافر في روحك الذي ينتج الامتياز، الجمال والقدرة فيك. استمتع بنعمة الله فى عملك، عائلتك، مادياتك، صحتك وعلاقاتك اليوم، لانه قد اُنعم عليك بوفرة ولديك القدرة لتمتلك وتسود فى هذه الحياة كملك . رومية5/ 17
شرح الرسول بولس هذا الحق الثمين وهو يقول لتيطس الخادم الأمين "لأنه قد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الناس معّلِمةً إيانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر" تيطس 11:2-12. نعم إن نعمة الرب لا تغفر الخطايا فقط بل تعمل فيك وتعطيك قوة لكي ترتفع فوق الخطية والماضي. إن نعمة الرب تعطيك القدرة لكي تتحرر من كل آثار الماضي وتحيا في جِدة الحياة بالبر والتقوى. فتحول شاول بالنعمة إلى بولس الخادم. وتحولت المجدلية المقيدة بالشياطين إلى تلميذة وخادمة وكارزة تحيا في النقاوة والبر
صديقي، إن النعمة قوية، عاملة وفعالة. لهذا يصرخ الرسول بولس بقوة أيضاً معلناً "... الخطية لن تسودكم" لماذا؟ "لأنكم لستم تحت الناموس (أي المحاولات البشرية والمجهود البشري لإرضاء الله والتوقف عن الخطية) بل تحت النعمة (أي تعمل فيكم قوة الله المجانية التي تعطيك القوة والحرية" رو14/6
صلاة
ابي السماوي، اشكرك لانك سكبت نعمتك بوفرة على روحي. اشكرك لاجل ان الذي منحته لي اكثر من عطية مجانية، منحتني القدرة والقابلية والفرح ان استمتع بنعمتك اليوم من خلال استعلان مجدك وجمالك لعالمي اليوم، في اسم يسوع. امين
