الأعياد السيدية الكبرى
د
أ] عيد البشارة (29 برمهات، حوالي 7 أبريل): فيه نذكر تحقيق نبوات العهد القديم، وتمتعنا بما اشتهاه رجال الله عبر الأجيال، حيث جاء كلمة الله متجسدًا في أحشاء البتول (مت13: 17).
ب] عيد الميلاد (29 كيهك، 7 يناير): يسبقه 43 يوما للصوم، غايته تأكيد حب الله الذي أرسل ابنه الوحيد متأنسًا، فرد للإنسانية كرامتها، وقدس طبيعتها وحياتها اليومية، مقدما حياته مبذولة من أجلها.
ج] عيد الغطاس (11 طوبة، حوالي 19 يناير): مرتبط بعيدي الميلاد والختان؛ ففي الميلاد حمل كلمة الله ما لنا. بالميلاد صار بالحق إنسانًا وهو ابن الله وحيد الجنس، وبالعماد نصير نحن فيه أولاد الله مع كوننا بشرا. في هذا العيد يصلى قداس اللقان" ليتورجية تقديس الماء"، ويرشم الكاهن الشعب على جباههم وأياديهم بالماء تذكارا للمعمودية.
د] أحد الشعانين: الأحد السابق لعيد الفصح، يمتاز بلحنه "الشعانيني" المفرح وطقسه المبهج... حيث تذكر الكنيسة دخول السيد المسيح إلى أورشليمنا الداخلية، ليقيم مملكته فينا، ويضم الكل إليه في ملكوته. لهذا يقام موكب مبهج في أثناء رفع بخور باكر يبدأ من داخل الهيكل حول المذبح إشارة إلى أن موكب الخلاص إنما يبدأ بمبادرة الله وخطته الخاصة بذبيحة السيد المسيح؛ وينطلق الموكب إلى صحن الكنيسة حيث يقف الكل أمام أيقونات القديسة مريم ورؤساء الملائكة والقديس يوحنا المعمدان والرسل والشهداء والنساك، وأمام أبواب الكنيسة وجرن اللقان والمعمودية، يسبحون الله الذي يضم الكل معا في ابنه يسوع المسيح. وينتهي الموكب بالدخول إلى الهيكل، حيث يلتقي رجال العهدين مع السمائيين داخل السماء (الهيكل) أبديًا.
في نهاية القداس الإلهي تمارس صلاة تجنيز عام. حيث يصلى على ماء يرش به من يرقد أثناء أسبوع الآلام دون الصلاة عليه بصلوات التجنيز العادية. وقد أرادت الكنيسة بهذا الطقس تأكيد عدم انشغالها حتى بالصلاة على الراقدين أثناء تذكار آلام السيد المسيح وصلبه ليكون التركيز كله على أحداث هذا الأسبوع العجيب وقراءاته وطقوسه التي تمس خلاصنا.
ذ] عيد القيامة (الفصح المسيحي): يسبقه الصوم الكبير (55 يومًا)، تعتبره الكنيسة القبطية "العيد الكبير"، تمتد بهجته طوال فترة خمسين يوما حتى عيد العنصرة، كما يحتفل بعيد القيامة في كل أحد بالاشتراك في سر الأفخارستيا (القداس الإلهي)، إذ تود الكنيسة أن ينعم الكل بالحياة الجديدة المقامة في المسيح يسوع (رو 6: 4).
و] عيد الصعود: يحتفل به في اليوم الأربعين من عيد القيامة، يقع يوم خميس، فيه نذكر أن الذي يقيمنا معه يصعدنا معه لنجلس في السمائيات (أف 2: 6).
ز] عيد العنصرة أو البنطقستي أو الخمسين: يمثل عيد ميلاد الكنيسة المسيحية، فعندما دفع الابن الوحيد ثمن خلاصها انطلق إلى السماء يعد لها موضعًا، وأرسل روحه القدوس يستقر فيها، يقدم لها وجودها ذاته، ويرشدها ويقدسها ويجملها كعروس.
في هذا العيد تسبح الكنيسة متهللة بقيامة السيد المسيح وصعوده وحلول روحه القدوس عليها، هكذا تربط بين الأعياد: القيامة والصعود والعنصرة كعيد واحد متكامل.
تصلى الكنيسة ثلاث "سجدات"، خلالها تقدم بخورا وصلوات عن المرضى والمسافرين وأهوية السماء. وتعطى اهتماما بالراقدين، علامة تمتعها بالشركة والوحدة التي تتحدى الموت.