تاريخ البشرية كله في «شريحة».. اختراع بريطاني جديد
نجح باحثون بريطانيون في تطوير وسيلة جديدة لتخزين البيانات الإلكترونية تتمتع بإمكانيات مذهلة، إذ يمكنها تخزين جميع ما توصلت إليه المعرفة البشرية والاحتفاظ بهذا الكم المهول من البيانات لأطول فترة ممكنة، حسبما ذكرت مجلة "فوكاس" الإيطالية.
وأوضحت المجلة أن علماء من جامعة ساوث هامبتون البريطانية نجحوا بعد سنوات من البحث في ابتكار شريحة إلكترونية جديدة يقل سمكها عن شعرة الإنسان، يمكنها استيعاب كمية من البيانات تقدر بـ360 تيرا بايت، مع استمرار حفظ هذه البيانات للأبد دون تلف أو ضياع.
وفضلًا عن سمكها بالغ الدقة وسعتها التخزينية غير المسبوقة، فإن الشريحة يمكنها تحمل درجات الحرارة القاسية، إذ يمكنها الاحتفاظ بما تحتوية من بيانات حتى إذ تعرضت لدرجة حرارة 1000 درجة مئوية، وإذا بقيت في درجة حرارة 190 درجة فإنه يمكنها الاحتفاظ بالبيانات لمدة 13.8 مليار سنة.
![تاريخ البشرية كله في «شريحة».. اختراع بريطاني جديد](https://www.christian-dogma.com/photos/20160219/9e6fe0be65f0cc0f9314b788f68f5d08.jpg)
وصنع الباحثون الشريحة الجديدة من زجاج السيليكا عن طريق توجيه نبضات من شعاع الليزر إلى نقاط ميكروسكوبية على سطح الشريحة المكون من ثلاث طبقات لا يتجاوز سمكها مجتمعة سمك الشعرة، يتم تخزين البيانات في النقاط المستقبلة لنبضات الليزر وبهذا يمكن القول بأن البيانات المخزنة يتم حفظها في أبعاد خمسة وهي الأبعاد الثلاثة المعروفة لكل نقطة على سطح الشريحة (الطول والعرض والارتفاع)، أضيف إليها في هذه التقنية الجديدة بعدان جديدان وهما الكثافة والقطبية التي يحدد بها شعاع الليزر النقطة على سطح الشريحة.
وقال البروفيسور بيتر كزانسكي، الباحث في مركز البحوث الضوئية البريطاني، إن هذا الاكتشاف الجديد يضمن تخليد تراث المعرفة البشرية، فيمكننا الآن القول بأن كل ما تعلمناه وحقنناه لن يذهب طي النسيان، حتى بعد مرور مليارات السنين ووقوع الكوارث.